من التركيع إلى التطبيع

عمران نت / 20 / 8 / 2020

// مقالات //  منتصر الجلي

(بَرَاءَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْـمُشْرِكِينَ ) سورة التوبة- آية (1)
في واقع أشد وطئة وسوءا تعرّج الأنظمة والحكومات العربية بالشعوب من عرفات المقدسة
إلى مزدلفة التطبيع ، ومن يوم الولاية الإلهية التي بلغ بها رسول الله صلوات الله عليه وآله وأتم بها الدين بوصيه ووزيره الإمام علي عليه السلام، الذي ستكون ولايته هي الأمان الحقيقية للأمة…

أمام كل ذلك خرجت الأنظمة العربية الشيوعية الرأس مالية والعلمانية والمتصهينة،خرجت من واقع الحج الأكبر إلى البيت الأبيض مسارعة ومطبعة. . .

وذلك نتيجة التخلي والهروب من سقف ولاية الإمام علي إلى مستنقع ولاية ترامب الملعون ونتن ياهو….وفي هذا المستنقع الذي أستفحلت فيه البراغيث العربية كأنظمة بذهاب أولهم ليسالم سلام القدوم، فمن البيت الأبيض وصف ذلك السلام المنبطح بالتاريخي في وقته ومضمونه وجراءته…

تلك هي دويلة الإمارات، تلك الدويلة التي لم تستطع أن تظهر ولاءها المطلق للأمريكي والإسرائيلي في وقت مبكر بل قدمت الذراع والمقبلات الأولية للتطبيع مع الكيان الاسرائيلي عبر عدة مناسبات وذرائع ففي عام 2015 أفتتحت الدبلوماسية الإسرائيلية وفي عام 2018 شاركت الإمارات كطرف في مناورة عسكرية من ضمنها الكيان الإسرائيلي، وفي العام نفسه زارت وزيرة الثقافة في الكيان مسجد زايد في
أبو ظبي، وزيارة وزير الخارجية الإسرائيلي من العام 2019
وفي نفس العام أعلن أفتتاح
أول معبد لليهود كأكبر معبد في المنطقة وما إلى ذلك من المشاركات الرياضية والترفيهية وغيرها والتي ختمت بالمساعدات التي قدمتها بأسم جائحة كورونا والتأييد المباشر لصفقة القرن المشؤومة، كل ذلك كان تمهيد لخطوة عملية فيمابعد
للتطبيع المباشر…..

وما إن حانت الحسابات الأمريكية أنهت الكواليس، بدأت في عرض أولى تلك المشاهد والتي بطلها الإمارات، والتي ستلحقها في قادم الأيام العديد من أنظمة المنطقة كمصر والسعودية والأردن والبحرين وغيرها….

هذا التوقيت للإعلان عن التطبيع ماهي إلا قصة مفتعلة لتتماشى السياسة الأمريكية مع المنجزات التي يريد القرد ترأمب أن يحققها في السياسة الخارجية مع حلول الأنتخابات الأمريكية قريبا، فترامب يرى أنه يجب تحقيق ولو هدف واحد في الأطار الخارجي لأمريكا بعد تقزمه وفشله
في صفقة القرن…

هنا وجد المعتوه الأمريكي معتوها عربي إسرائيلي مثله، التي خانت الأمة والشعوب الإسلامية وقضية الأمة المركزية فلسطين، تماشيا مع واقع فرضته الأنظمة من قبل ألا وهو واقع الذلة والمسكنة….
إنه أيها الناس زمن كشف الحقائق كما وضحه وبيّنه وتحدث عن آماراته الشهيد القائد سلام الله عليه، وحقا جاء الواقع وأثبت أحداث المستقبل التي يؤتى بصيرتها أعلام الهدى سلام الله عليهم.

مقالات ذات صلة