واكتست مكة ثوب الحزن!!!

عمران نت / 1 / 8 / 2020

// مقالات // أميرة السلطان

في مثل هذا اليوم من كل عامٍ نرى ذلك المشهد الذي تكرر مراراً وتكراراً مُذْ كنا صغاراً ونحن نتسمر أمام شاشات التلفزيون نشاهد حجاج بيت الله الحرام يفدون أفواجاً متوجهين إلى صعيد عرفة.

نرى تلك السيول البشرية تلبس ذلك اللبس الواحد فلا فرق هناك بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى
تسير تلك الحشود غير مبال

ية بحرارة الشمس الحارقة لأن حرارة الشوق للقاء الله تعالى أقوى حجيجٌ لم يبالوا يوماً بتعدد اللغات وتعدد الأجناس فهناك وهناك فقط يكون الرئيس والمزارع والملك والحطاب سواسية حناجر لا تصدح بالأثم والعدوان وإنما هتاف واحد مناجية ربها ب”لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك ”
ومع ذلك المشهد العظيم الذي يملأ الروح إجلالاً وإعظاماً لله الذي خضعت له هذه القلوب الحائرة ولم يكن لها من مسكن لحط رحال أوجاعها إلى بيت الله الحرام .
تنزل الدموع من أعيننا خلسة من عظيم ما ترى ودعوة في القلب نهمس بها سراً بيننا وبين أنفسنا ” أن بلغنا يا الله حج بيتك المحرم وزيارة نبيك وخير خلقك ، بلغنا يا الله الوقوف بين يديك لمناجاتك وبين يدي رسولك نحدثه أننا مازلنا كما عهدنا أنصارا له وأنصارا لأهل بيته الأطهار ”

وكما هي العادة اسرعت لكي أشاهد ذلك المنظر الذي أعتدنا عليه لسنوات واعتاد عليه الأباء والأجداد
ولكن! !!!!

ما شاهدتهُ العين أوجع الفؤاد فمنظر الكعبة هذه السنة وهي تقف وحيدة لابسةً لذلك اللون الأسود وكأنها أرتدت ثوب أحزانها كطفلةٍ تركها أهلُها وحيدة حائرة ضائعة، طفلة تركها من تثق بهم عند مفترق طرق ثم توالوا عنها مسرعين!!!

إن حال مكة اليوم كفتاة يتيمة تبكي وتصرخ ولكن صراخها لا يُسمع ونداؤها لا يُستجاب!!!

لم يكن يتبادر للأذهان ولو لبرهة واحدة أن هذا سيحدث لمكان لم يتوقف الناس عن التوافد إليه منذ أزمنة عديدة
منذ قال الله لنبيه إبراهيم أن أذن في الناس وسوف ترى كيف سيأتون إليك من كل فج عميق كما تحدث عن ذلك القرآن الكريم بقوله تعالى {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}

يا نبي الله مكة اليوم تقف دون مناصر!!
يا رسول الله مكة اليوم حزينة وحيدة دون مغيث!!.

يا كعبة الله نستسمحك عذراً فمن تنادينهم اليوم لنصرتك قد ماتت ضمائر الأغلب منهم إلا من رحم ربي!

ولكن هو وعد وعهد لك منا
أن يوم تحريرك بات قريبا، وفي ذاك اليوم سيتغير فيه ذلك اللون الأسود إلى لون يليق ببيت الله
ثوب لن يكون إلا كما كان سابقا كما كساها اليمنينون من قبل.

والفتح قريب وما ذلك على الله بعزيز.

#جريمة_منع_الحج
#اتحاد_كاتبات_اليمن

مقالات ذات صلة