مستضعف و مستهدف

عمران نت / 13 / 5 / 2020

// مقالات // عبدالملك سام

لا تتحدث معي أني أقلق أكثر من اللازم ، ولا تنزعج من كثرة التحذيرات التي تطلقها الجهات المعنية ليل نهار : [ أحذروا من الكورونا ، بلغوا عن المهربين والوافدين ، أحذروا الزحام ، أبقوا في منازلكم …….الخ ] ، وبشكل متكرر ، وهذا كله ليس من باب أجبارك على شيء ، ولكن تستطيع أن تقول أنه من خلال التجارب الماضية تعلمت الجهات المختصة أنه لا سبيل لإقناع المواطن سوى بالتكرار والألحاح والإعادة مرات ومرات ومرات ، فالمواطن لا يتفاعل إلا بعد أن تقع الفأس في الرأس ، وبعدها يتفاعل بحماس ثم سرعان ما يمل ، وفجأة تقع فأس أخرى في رأس آخر ، فيتفاعل يوم أو يومين ثم ينسى ….. وهكذا !

يجب أن نعرف أيها الأعزاء أن كل واحد منا مستضعف ومستهدف من قبل آل سعود ونهيان والشياطين من امريكان وصهاينة ، مستضعف بمعنى أنه لا يرى أنه من حقك أن تكون حر ولك دولة وسيادة وحدود وثروات وحكومة حرة أو أن تقرر مصيرك كما تريد ، بل هو يراك مجرد حديقة خلفية يأخذ منها ما يشاء وقتما يشاء ، ويرى اليمنيين مجرد عبيد لا رأي ولا حكم لهم ، { قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد } ، فاليمنيين برأي هؤلاء ليسو سوى عبيد يؤمرون فيطيعون ، ويقتلون في سبيل مشاريع لا ناقة لهم فيها ولا جمل !

أما معنى مستهدف فكلنا نرى ماذا يفعل هؤلاء بكل يمني ، بل بكل ما هو يمني ، ومن لم يفهم أو يعقل حتى الآن فهذه مصيبته هو ، فالعالم بأكمله بات يفهم ويدرك مدى حقد هؤلاء الأعداء على اليمن واليمنيين ، وأستماتة العدوان طوال هذه السنوات وتعاملهم مع المرتزقة اليمنيين دليل على هذا الحقد الدفين علينا ..

ومن منطلق فهمنا لمعنى هذه الحقائق يجب أن نعي المخاطر المحدقة بنا ، بدءا بمحاولاتهم قتلنا جوعا عبر الحصار والمؤامرات الإقتصادية ، وقتلنا عبر الطائرات والبوارج والمرتزقة المدججين بأحدث الأسلحة واكثرها فتكا ، والحرب الإعلامية لطمس الحقائق ، والحرب البيولوجية عبر القنابل المحرمة دوليا (مع أني ارى أن كل القنابل يفترض أنها محرمة ) ، ونشر الفيروسات والأوبئة ، ومحاولات أثارة الصراعات فيما بيننا ، وأنواع شتى من الحروب لا يتسع المجال لحصرها هنا وكلنا قد عانى منها كثيرا ..

بعد هذا كله يجب أن نكون قد فهمنا معنى مستضعف ومستهدف ، بل يجب أن نضع نصب أعيننا هذه الحقائق دوما وبشكل مستمر ، ونحن نواجه هذا العدوان بلا خوف لأننا نعرف من نحن ومن هم ، ومن نعبد وماذا يعبدون ، وأخذ الحيطة والحذر لا يعني بأننا نخاف منهم ، بل نحن نعرف أن هؤلاء يمكرون بشعبنا ولن يتورعوا عن قتل الأطفال والشيوخ والنساء ، فهم أشرار وجبناء ، ومن ضمن مخططاتهم الأخيرة أدخال الكورونا الذي بات ينهش فيهم ، وهم بكل ما لديهم باتوا يصرخون من الخسائر التي يلحقها هذا الفيروس الخطير بأقتصادهم وبأجسادهم المتخمة ، ولأنهم يحبون نشر الفساد وبدافع حقدهم علينا يكيدون بنا ليل نهار ليصل الوباء إلى أكبر عدد من اليمنيين وبأي ثمن .

والحل ؟! الحل أن تضع نصب عينيك من هؤلاء وكيف ينظرون لك ، وأن تثق أننا لابد منتصرون بأذن الله ، وسواء طالت المدة أم قصرت فلابد من يوم يتم فيه تصفية الحسابات ويأخذ كل واحد ما هو له ويدفع ما عليه ، ولابد أن نفرض أرادتنا وأرجلهم فوق رقابهم .. لكننا أيضا نريد أن يأتي هذا اليوم ونحن لم نخسر الكثير من أحبائنا ، نريد لأطفالنا أن ينعموا بالخير والعزة والمنعة ، وأن يعاملوا بطريقة تليق بشعب عظيم كشعبنا ، شعب الأنصار المنصورين ، ولن نسمح أبدا أن ينظر لنا أحد بأستضعاف كما كان يحدث في الماضي . لذا كما أذهلناهم ببأسنا وعزمنا الذي لا يلين ، يجب أن نذهلهم مجددا ببنيان مجتمعنا المرصوص ، وتعاملنا الحضاري في مواجهة كل ما يستهدفنا ، ونحن من منطلق ثقتنا بالله سنثبت لهم من هو الشعب اليمني .

مقالات ذات صلة