مواقف خالدة “ومآثر تاريخية”

عمران نت / 27 / 9 / 2019

// مقالات // إكرام المحاقري.

لم يكن رجل حرب بعيد عن مجتمع دينه وأفراد أسرته، بل كان نعم المربي والدليل انه رب أسرة ناجح ، فالإمام زيد عليه السلام ربى أولاده خير التربية وأنعم عليهم بخير النعيم القرآني القيم ، ترك في أفئدتهم سلوك لا يحمله إلا النبيين والصديقين ، ترك في أوعية دماؤهم دين يجري وقضية حق لابد من التضحية من آجل نصرتها.

فالإمام زيد عليه السلام كان ذاك القائد القرآني الموجه لأبنائه نحو قافلة العشق للتضحية والشهادة في سبيل الله، والذوبان في ذات الله وعظيم ألائه.

“قاتلهم يابني” هذه جملة قيمة وجب كتبانها بماء الذهب لتخلد للأجيال المسلمة معنى البذل والعطاء ،وصية الإمام زيد عليه السلام لأبنه يحيى وهو على فراش الشهادة يلفظ أنفاسه الآخيرة
سأله ماذا تصنع من بعدي !؟ فقال له إبنه يحيى أقاتلهم حتى لو لم أجد إلا نفسي، فقال له الإمام زيد بصوت العزة ولسان الأنفة وبتوجه علوي حيدري، قاتلهم يابني والله إنك لعلى الحق وأنهم لعلى الباطل وإن قتلاك في الجنة وقتلاهم لفي النار.

هذه الكلمات المبعثرة على صدور صفحات التاريخ قد بينت للمدجنين مصير من يتحركون ويقاتلون بأسم الدين ويقفون في صف حزب الشيطان الرجيم، حتى وإن ترنموا بقول لا إله إلا الله محمد رسول الله، فقد بين الله نفسياتهم في آيات سورة “المنافقين”، فلا عجب لمصيرهم إذ دخلوا النار، فهم يقتلون أهل الحق بإسم الدين والدين منهم براء.

وفي نفس السياق وجّه الإمام زيد وصيته لإهله وللعالمين من بعده بمواقفه الخالدة ومآثره التاريخية، فالحق يتجلى نورا على لسان الصادقين، فلا يوجد شيء إسمه “مسلم يقتل مسلم” فالولاء وتوجّه الإنتماء هو من يبين المصير، خاصة وكثير من آهل الدين اليوم يقفون في صف اليهود اعداء الله المتمثلين في “أمريكا وإسرائيل”.

كذلك داعش والقاعدة يتحركون باسم الدين كحركة أسلافهم الأمويين من أهل الشذوذ والنفاق، والمؤسف هو حال من يغتر بهم ويصدق بانهم يمثلوا الدين بكل جهل!! فحالة التخبط هذه جاءت نتاج للبعد والانحراف عن خط القرآن الكريم ونهج آل البيت عليهم السلام، فالبصيرة البصيرة كما قال الإمام زيد عليه السلام فالقرآن الكريم الذي فصلت آياته بين المؤمن والمنافق.

فتلك البصيرة وتلك الوصية قد ورثت أمة وجيل يعشقون الشهادة ويمتلكون من الوعي والحكمة ما يفضحون به وهن القوى المستكبرة ونفاق معظم التيارات المتسلقة على جدار الدين، فكل توجه له نهاية فاصحاب الحق نهايتهم الخلود في الجنة وهم القدوة والقادة ، وأصحاب الباطل لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب اليم.

#ذكرىإستشهادالإمام_زيد

مقالات ذات صلة