إنتظار الفرج

عمران نت / 22 / 4 / 2019م

// مقالات // علي شعيب
أستاذ جامعي

إن إنتظار الفرج المتمثّل ببسط القسط والعدل في الأرض وإزاحة الظلم والجور عنها عبر عملية تغييرية عالمية شاملة رائدها وقائدها الإمام المهدي عليه السلام، يكون بالعمل على معالجة الأسباب التي دعت إلى غيبته والتي كان أبرزها طغيان الظالم وضعف الناصر وقلة العدد وضآلة الموارد التي منعت من توفير مقومات بناء دولة تشكل منطلقاً للحركة المهدوية العالمية.

إن حركة تغييرية تطال العالم ستكون مواردها وأدواتها بمعظمها من الواقع وليس من خارجه الغيبي.

وبما أن مصادر التميز والتفوق في عالمنا الحالي تعتمد على امتلاك المعرفة والتكنولوجيا فإن معجزة الإمام المهدي عليه السلام سوف تشمل هذين المحورين وذلك اقتداء بسنن من سبقه من الأنبياء والأئمة عليهم السلام الذين قادوا عمليات تغيير كبرى في مجتمعاتهم مستهدفين بمعجزاتهم مصادر التميز فيها.

إن أفضل ما يكون عليه التمهيد للظهور المبارك هو بناء قاعدة متينة فاعلة مؤثرة في النظام السياسي والاقتصادي العالمي بما تملكه من موارد ونقاط قوة وميزة تنافسية.

ولا يمكن أن يتحقق ذلك إلا بدولة كريمة عزيزة مقتدرة سيدة مستقلة تشكّل بمنظومتها الاعتقادية والقيمية ميزة تنافسية فضلاً عما تمتلكه من موارد بشرية وتكنولوجية ومادية تمكّنها من أن تكون قوة دولية ما فوق إقليمية.

لكي تحقق بذلك هدفين:

أولاهما: جذب الآخرين إلى نموذجها الاعتقادي القيمي والحضاري بالقوة الناعمة المستندة على بهاء وجاذبية النموذج وعلى الإقناع والدليل، وليس بالقوة الصلبة المستندة على القهر وسفك الدماء.

ثانيهما: تأمين الحماية لقائدها المعصوم المكلّف بمهمة التغيير العالمي القائمة على الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والمحاورة للآخر بالتي هي أحسن والمستظلة باللين والرحمة واللطف والمحبة لجميع الناس تصديقاً لقوله تعالى

“وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”

المطلوب هو العزم والثبات والحركة والعمل على تقوية الدولة الممهدة التي أعلنت عن هويتها في دستورها، وليس الجمود وعدم الفاعلية في الأحداث، وترك موارد المسلمين وأنفسهم رهينة بأيدي الظالمين ينفقونها كيفما يشاؤون في سبيل تحقيق أهدافهم التي تخدم أهداف أسيادهم المستكبرين ممن يمسكون بمقاليد النظام العالمي.

وما شدة الصراع وارتفاع الصراخ من قبل الطغاة المستكبرين بوجه تلك الدولة الكريمة الممهدة إلا دليل على ضيق صبرهم لاستشعارهم الخطر جراء وتيرة صعودها المتسارعة من قوة إقليمية إلى قوة دولية فاعلة مؤثرة وهذا ما يبعث على الأمل بقرب ظهور الفرج لتأسيس دولة عالمية يُزال فيها الظلم عن المستضعفين وتتحقق فيها العدالة العالمية.

 

مقالات ذات صلة