كي لا ننسى يوميات عدوان نيسان 1996م اليوم الثامن

عمران نت / 18 / 4 / 2019م

اليوم الثامن: الخميس 18 / 4 / 96

هذا اليوم سيبقى تاريخه عالقا في اذهان البشرية لانه شهد ابشع المجازر التي ترتكب في العصر الحديث، ويستحق تسميته بالفعل بيوم المجازر الاسود، وبدأ حوالي السابعة صباحا حيث شنت الطائرات الصهيونية ثماني غارات على مبنى في النبطية الفوقا في حي غندور، واطلقت باتجاهه عدة صواريخ ارتجاجية حيث كانت تلتجىء فيه عائلة حسن العابد فانهارت طبقات المبنى، الثلاث على رؤوس افراد العائلة الذين كانوا نياما فاختلطت اشلاؤهم بركام المبنى واستشهد كل من الطفلة الرضيع “نور” التي لم تكمل اليوم الثالث من عمرها الذي كان قصيرا جدا. الام فوزية خواجا وابنائها لولو (15 عاما) محمد (14 عاما) علي (12 عاما) هدى (10 اعوام) فدى (6 اعوام) مرتضى (4 اعوام) كما استشهد يحيى ابراهيم بصل، ونجا ابراهيم العابد باعجوبة بعد ان ظل رأسه محشورا بين حجرين كبيرين لفترة غير قصيرة، كما اصيبت شقيقته نجود بجراح بليغة. ولم يبق من العائلة سوى الوالد حسن العابد الذي كان خارج المنزل متوجها الى الديار المقدسة لاداء فريضة الحج، ولكنه عاد بعدما علم بما جرى لعائلته في عناقيد الغضب الصهيونية.

ولم يكن رجال الانقاذ قد انهوا عملية نقل الشهداء والجرحى وانقاذ من كان تحت ركام المنزل في النبطية الفوقا، ارتكب العدو الصهيوني مجزرة العصر في قانا وتحت حماية الامم المتحدة، حيث استهدفت مدفعية الاحتلال ثلاثة عنابر من مركز القوة الفيدجية التابعة لقوات الطوارئ الدولية، وكانت تأوي نحو خمسمئة من الاطفال والنساء والعجائز الذين هربوا من بيوتهم ليختبئوا من القصف الصهيوني المجنون ظنا منهم ان مراكز القوات الدولية تحميهم من قذائف الحقد، الا ان العنابر الثلاثة اشتعلت بالنيران بعد اصابتها بقذائف حارقة سقطت مباشرة عليها ما ادى الى استشهاد ما يقارب مئة وستة مواطنين، ولم تعرف هوية ثمانية عشر شهيدا بسبب التشوه الذي حصل بالجثث التي احترقت وتناثرت اشلاؤها. من بين الشهداء سبعة وعشرون شهيدا من آل بلحص من بلدة صديقين، عشرة شهداء من آل برجي من قانا، سبعة اشخاص من آل خليل من جبال البطم، تسع اشخاص من آل ديب من بلدة رشكناناي، ثمانية اشخاص من آل جعفر من صديقين وواحد وعشرون شخصا من عائلة اسماعيل، ومن بين الشهداء ايضا مسيحيتان وافقت المراجع المسيحية على دفنهما مع بقية شهداء قانا.

المصدر: الموقع الرسمي للمقاومة الإسلامية

تبصرة : الأمر المثير للجدل بأنه لم يصب أي جندي من عديد القوات الدولية علما بأن الشهداء سقطوا نتيجة شظايا المدفعية الثقيلة من عيار 155 ملم الموجهة بالليزر والتي انفجرت في الجو فوق تجمعات المدنيبن قبل وصولها إلى الأرض . ولذا لم يصاب أي جندي او غرفة من مبني قوات الطواريء الخاصة بالضباط والجنود . وقد سجل تحليق لطيران الإستطلاع والطيران المروحي لحظة إرتكاب المجزرة.

عدنان علامه

مقالات ذات صلة