قانون مجلس الشيوخ الأمريكي “تصعيد عسكري أم حل سياسي”؟

عمران نت / 15 / 3 / 2019م
// مقالات // جميل أنعم العبسي
أهم وأبلغ تعليق على قانون مجلس الشيوخ الأمريكي لوقف دعم تحالف العدوان على اليمن، كان من السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حماه الله- حين قال في كلمته بمناسبة ذكرى ولادة السيدة الزهراء 1440هـ.. أن العدوان في الحديدة:
((واجه صعوبات عسكرية وكان إلى جانب تلك الصعوبات العسكرية إشكالات كثيرة على مستوى السمعة في العالم على مستوى ما انتشر في العالم الغربي بين أوساط الشعوب هناك وأصبح ضمن سجالات مابين المعارضة والحكومة مابين هذا الطرف وذاك سواء في أمريكا في بريطانيا في أوروبا عن الجرائم الوحشية التي ترتكب في مجزرة الحديدة)).
 
وهكذا كان على بريطانيا وأمريكا إزالة ذلك الحرج..
 
فكان أولاً بزعم أمريكا وقف تزويد طائرات العدوان بالوقود وإدعاء السعودية والإمارات انها أصبحت تزود طائراتها ذاتيا دون الحاجة لأمريكا..
 
وكان ثانياً بعقد مشاورات السويد لإعادة ترتيب الوضع العسكري على قاعدة تسمح للعدوان بالإستمرار دون تحمل تبعات التصعيد عسكريا وانسانيا..
 
وكان ثالثاً لبريطانيا بمزاعم تتهم إيران وتحملها عرقلة تنفيذ الاتفاق.. وتتوعد بتنفيذ الاتفاق بالقوة..
 
واليوم رابعاً أمريكا تقلص الحرج بقانون مجلس الشيوخ..
 
الشيء الأهم هنا للحمقى الذين لم يروا التدخل الأمريكي في اليمن، لماذا توقف أمريكا دعمها لتحالف العدوان إذا كان الدعم متوقفاً بالأساس؟
 
والشيء المثير للإهتمام هنا هو الدور البريطاني، والخبيث غريفيث.. نعم خبيث ومكار ويلعب بالنار.. هو أول من بشرنا بمعركة وأزمة الحديدة قبل أن تحدث.. وأصبحت الشغل الشاغل للعالم في ملف اليمن، بدلاً من الحديث عن إحتلال سقطرى وعدن واتفاق توافقي شامل وانهاء العدوان ورفع الحصار.. واليوم بريطانيا تبشرنا بتنفيذ الإتفاق بالقوة متحججة بإيران!..
 
كل ذلك يعني أن قرار التصعيد على الساحل قد تم إتخاذه، وعلى ذلك فإن الإمارات رأس حربة ستتكبد خسائر جسام على كل صعيد والسعودية تليها.. ولا شيء عكس ذلك على الإطلاق.. ومنع دخول السفن الغذائية والمحروقات واستمرار الحصار ومنع تنفيذ اتفاق الحديدة وإيقاف الملفات الإنسانية بالأسرى والرواتب والحصار.. أدلة دامغة بدون إبدائنا الاستعداد لتنفيذ الاتفاق من طرف واحد.. فكيف إذا كنا حاضرين ومن طرف واحد؟..
 
وهنا يقدم السيد نصيحته الأثمن.. بالقول السديد:
((فيما يتعلق بالإمارات أنا أقدم النصيحة أن لاتعود إلى مسار التصعيد العسكري طبعا نحن نأخذ بعين الاعتبار إذا عادوا إلى التصعيد العسكري ماعلينا من مسؤولية في أن نعمله ومن ضمن ذلك خيارات لا أحبذ الحديث عنها ولكني في مقام أوجه النصح))..
 
كان ذلك واضحاً قبل خلق ملف البنك وملف الحديدة من العدم، وقبل تصريح النتن ياهو عن إحتلال الحوثيين صنعاء وخطورتهم على باب المندب تفوق خطورة النووي الإيراني، وقبل تبادله الضحكات مع خائن اللايماني.. واليوم وبعد قطع أشواط من المشاورات والأحداث وإثبات النوايا الاستعمارية الصهيونية على اليمن كجزء من مشروع يستهدف كامل المنطقة أرضا وانسانا، جائت النصيحة من قائد الثورة أمام الكل والجميع… ويعرف الكل أبو جبريل لقد حذر.. وان تكلم بكلمة بايمضيها.. والله المستعان.

مقالات ذات صلة