إستغفال الوجدان اليمني ..لم يدم

عمران نت / 10 / 3 / 2019م

// مقالات // عفاف محمد

لايخفاكم ان الوهابية سيطرت على فكرنا وثقافتنا لحقبة زمنية لابٲس بها تعاقبت على غبارها وسمومها لأجيال مضت .

وبالرغم ما كان يحمله أجدادنا وآباؤنا من موروث حضاري وعقائدي وديني وتاريخي، وبالرغم من ديمومة الإحتفالات الدينية والقيام بطقوسها كالمولد النبوي ويوم الولاية وعيد مولد الزهراء عليها السلام ، لكننا لم نكن ملمين بالشكل المطلوب كنا نعرف عن أهمية تعظيم آل البيت عليهم السلام .فالوهابية اعطوا من كل ذلك بعدا مذهبيا وأقروا البدعة، وبسببهم قصرنا في تفاعلنا مع تلك المناسبات ومع مرور الوقت لم نعد نهتم كما يجب بآل البيت عليهم السلام . كنا لا نعطيهم حقهم بل ولا نعرف كل تاريخهم ..
كانت مناهجنا تتحاشى ذكر مناقب السيدة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين . واخفت معالمها ومتانة علاقتها بسيد الخلق -عليه ازكى الصلوات وعلى آله – لم نكن نعرف من هي ام ابيها …!
جهلنا سمات مولانا علي عليه السلام، وحجم مكانته في قلب خير البرية ، جهلنا علمه الغزير وحكمته التى آتاه الله جهلنا فضله على الإسلام ،وغفلنا ايضا عن تاريخ سيدا شباب الجنة الحسن و الحسين عليهما السلام.
جهلنا حادثة كربلاء..!

امور كثيرة غيبتها مناهجنا ووجهتنا الوهابية كما تريد هي ان نكون ..وتعمدوا تغييب ٲحداثاً هامة مثل حديث الغدير، السقيفة و حادثة كربلاء وووو..الخ زعماً منهم انهم يريدون دفن الفتنة ..
فالٲنسان السوي من يحاجج بالعقل يدرك ان كل نفس بما كسبت رهينة. أي إن كل نفس محاسبة بما عملت . وتلك أقوام قد خلت ولن نحقد على أقوام تعاقبوا من بعدهم ان نظل نعيش الحزن ونبكي ونلطم ..
فهناك امور يجب ان نستخدم فيها فطرتنا التي نحن معجونين عليها ..نتعامل مع الٲمور بمنطقية..ونستفيد من ما مضى ونٲخذ الجانب الهام والهادف ونترك السيء ونتعلم.

واخفاء جزء هام من تاريخ الٲمة الإسلامية أمانة كبيرة على عاتق العلماء ورجال الدين الذين سيعاقبون عن السكوت عن ذاك التاريخ الهام الذي يجب ان تعرفه الاجيال لا لتحارب او تزداد الضغائن بل لٲنه تاريخ آل رسول الله من خصهم الله عن دونهم …وهذا شيء لايمكن نكرانه فمن أحب الله وأحب رسوله توجب عليه حب آل البيت عليهم السلام لما لهم من الميزات التي خصهم الله سبحانه وتعالى بها ..

مؤلم ان لا نعرف عن تفاصيل حادثة كربلاء إلا في وقت متٲخر من العمر ..

هكذا عمدت الوهابية تغييب الحقائق عنا خدمة لمشروعهم الخبيث الذي طمس معالم الدين وجاء بما ليس فيه ..

وفي هذه الحرب الشرسة ضدنا تكشفت عدة حقائق وتجلت عدة أطماع تاريخية واستراتيجة .

ومناهجنا اليوم بحاجة للتعديل ليس كما قيل فتح بؤرة الفتن ؛ وإنما لتعليم الأجيال الحقائق التاريخية الهامة لتتعلم الدروس والعبر..
كذلك خرائطنا بحاجة لتصحيح وتوثيق لنعرف حدودنا الحقيقية ..
قد ولى زمن الانقياد لتلك الاذرع الخبيثة التي عتمت علينا أموراً شتى وجاء الوقت لنعرف كل شيء وعن كل شيء …
إلى هنا يكفي خداعاً وتضليلا فلم ولن يدوم إستغفال الشعب اليمني .

مقالات ذات صلة