فاطمة النموذج في الكمال الإنساني

عمران نت/ 11 / فبراير 2019م

// مقالات //  عدنان الكبسي أبو محمد

فاطمة بنت رسول الله محمد تؤسس بنائها من أول يوم على تقوى الله، فحملت الأخلاق السامية والمبادئ القيمة، فهي تربية أبيها المصطفى (صلوات الله عليه وعلى آله)، تربت على الفضائل واتسمت بالمحامد وشربت معارف الإسلام.
نشأت فاطمة الزهراء في أحضان الوحي والنبوة في بيت مفعم بكلمات الله وآيات القرآن الكريم، عاشت في أحضان الرسالة الإلهية فتربت تربية طاهرة زاكية، تربت أحسن تربية.
عاشت السيدة فاطمة طفولتها وهي ترقب أباها وتتابع إنطلاقته في تبليغ رسالة الله صابرا محتسبا ثابتا، صادعا بالحق لا يبالي أنه الوحيد في الأرض، فكانت تشاهد وتتابع ما يحدث بإهتمام كبير.
حملت فاطمة هم أبيها ومعاناته وتجرعت معه الصعوبات والمحن، وكانت ترعى أباها رغم صغر سنها.
شاركت فاطمة آلام أباها رسول الله وآماله في مواجهة الكفر والطاغوت حتى بلغت ذروة الكمال الإنساني فصارت نموذجا راقيا في الكمال الإنساني.
منحت فاطمة ذلك المقام العظيم لما هي عليه من طهارة نفس وزكاء قلب وسعة صدر، ولما هي عليه من سلوك حسن وأخلاق عالية حتى أصبحت سيدة النساء في الدنيا والآخرة.
عاشت فاطمة مع زوجها الإمام علي (عليه السلام) في ذلك البيت المتواضع قريرة النفس مرتاحة البال سعيدة النفس لا تفارقها البساطة ولا يبرح بيتها خشونة العيش في جو تكتنفه النزاهة والقداسة، وتحيط به عظمة الإيمان، تشارك زوجها جهاده وتصبر على قساوة الحياة ورسالة الدعوة الصعبة، حتى أصبحت القدوة الصالحة للمسلم الرسالي والمرأة النموذجية المسلمة.
كانت الزهراء (عليها السلام) المخلصة في كل مسؤولياتها الزوجية، فكانت تدعم البيت بالإيمان وتفعمه بالجو الإسلامي، وربت أبناءها التربية العظيمة وأولادها يتتابعون وهي على ما هي عليه من الضعف منذ بداية حياتها.
فاطمة رغم ما هي عليه من مقام عظيم وإيمان وأخلاق، ومستواها المعرفي الكبير الذي وصلت إليه عاشت الظروف المعيشية الصعبة في ظل وضع إقتصادي في مراحل صعبة.
مقام فاطمة الإيماني والمعرفي لم يجعلها تستنكف عن القيام بمسؤوليتها الفطرية في بيت الزوجية، كانت تهتم بكل شؤون البيت، تربي أولادها، تقوم بكل متطلبات الحياة والمعيشة، تصبر على متاعب الحياة مع زوجها، تواجه الظروف الصعبة وتتحمل وتصبر على شظف العيش.
هذه المرأة المؤمنة الزكية التي وصلت إلى ذروة الكمال الإنساني والإيماني تحركت في واقع الحياة بمسؤوليتها الفطرية دون كلل أو ملل أو ضجر ولم تتنصل عن مسؤوليتها، وعلى درجة عالية، تعمل في بيتها بروحيتها الإيمانية.
ولقد كانت فاطمة مصدر عطاء وينبوع إحسان، كانت المرأة الخدومة المحسنة إلى الآخرين، الكريمة السخية المؤثرة على نفسها وعلى بيتها، ومن ذلك الكرم أن تصدقت مع زوجها وهم صائمين وأثناء إفطارهم بتلك الأقراص من الشعير ولم يمتلكوا غيرها، فسطر الله هذا الموقف العظيم في القرآن الكريم (( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا¤ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا)).
ففاطمة القدوة المثلى للمرأة المسلمة، وهي الرمز الجدير بالتقليد والإتباع بدلا من التقليد الأعمى للمرأة الغربية.

مقالات ذات صلة