أزمة العلاقات السعودية المغربية .. اليمن والصحراء وخاشقجي

عمران نت / 8 / فبراير 2019م
// متابعات //
من خلافات صامتة إلى فتور في العلاقات يتجه إلى التأزم، هذه هي خلاصة العلاقات بين السعودية والمغرب خلال السنوات الأخيرة. فبعد التلميح لتغيير المشاركة المغربية في العدوان الهمجي على الشعب اليمني الذي تقوده السعودية، أعلنت الرباط تعليق مشاركتها في العمليات العسكرية باليمن،
الأمر الذي يعدّ ضربة أخرى لسياسات الرياض الاحادية. والسؤال هنا، الى أين تتجه العلاقات السعودية المغربية؟
في ظل تصاعد حدة التوتر بين البلدين، نقلت وكالة “اسوشيتد برس” عن مصدر حكومي مغربي أن بلاده قررت تجميد مشاركتها في العمليات العسكرية مع السعودية في اليمن.
وبحسب الوكالة فقد اوضح المصدر الحكومي “إن المغرب لم يعد يشارك في التدخلات العسكرية أو الاجتماعات الوزارية في التحالف الذي تقوده السعودية”.
كما أفادت الوكالة بأن الرباط استدعت سفيرها لدى المملكة العربية السعودية، مشيرة إلى أن حدة التوتر تصاعدت بين الرباط والرياض وسط مخاوف دولية بشأن الأعمال السعودية في حرب اليمن وقضايا أخرى.
وعلق السفير المغربي في السعودية مصطفى المنصوري، اليوم الجمعة، على استدعائه إلى الرباط، موضحا أن “سبب استدعائه يتعلق بالمستجدات التي طرأت أخيرا على مستوى العلاقات بين البلدين، خاصة بعد بث قناة “العربية”، المقربة من الدوائر الحاكمة في السعودية، لتقرير مصور ضد الوحدة الترابية للمملكة المغربية”.
وكان وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، قد كشف في مقابلة تلفزيونية الشهر الماضي، أن مشاركة المغرب في اليمن “تغيرت”. وأضاف بوريطة متحدثا عن مآسي إنسانية تعيشها المنطقة، إنه أصبح من الضروري أن يأخذها المغرب بعين الاعتبار.
التصريح المغربي بشان تعليق المشاركة في العمليات العسكرية في اليمن، يأتي بعد حديث صريح لبوريطة، عن غياب الرباط عن أهم المناورات العسكرية التي قادتها السعودية بمشاركة دول التحالف، بالإضافة إلى عدم حضور المغرب لعدد من اللقاءات الوزارية بين الدول المشاركة في الحرب.
وكانت التقارير بشأن سقوط ضحايا مدنيين جراء الحملة الجوية للعدوان على اليمن، قد أثارت قلقا على المستوى الدولي في عدة مناسبات، وقد أدت الحرب في اليمن، إلى مقتل وجرح نحو عشرات الألاف نصفهم من المدنيين، كما دفعت اليمن إلى شفا المجاعة وأحدثت تدميرا بالبنية التحتية للبلاد واقتصادها تزيد كلفته على 14 مليار دولار.
وشهدت العلاقات بين الرباط والرياض منذ عدة أشهر حالة من التوتر الصامت (رغم الاستثمارات السعودية المتعددة في المغرب، ومنح السعودية هبات مالية لا تُسترد و رغم أن 49% من صادرات المغرب لدول الخليج الفارسي تذهب إلى السعودية، و79% من واردات المغرب من الخليج الفارسي تأتي من رياض)، كان من أبرز دلالاتها إلغاء زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى المغرب، والتي جاءت بعد قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول.
وفي الثلث الأخير من نوفمبر الماضي؛ قام محمد بن سلمان بجولة في عدد من الدول الإفريقية، حينها ذكرت مواقع مغربية أن الرباط رفضت زيارة بن سلمان، وقالت وسائل إعلامية أخرى إن الرباط اقترحت أن يستقبل الأمير رشيد، شقيق الملك محمد السادس، ولي العهد السعودي بدلاً من الملك، ما دفع بن سلمان لإلغاء زيارته للمغرب.
وفي تتابع لتوتر العلاقات كشفت تقارير اعلامية بأن المغرب احتج رسمياً لدى “المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج الدول العربية” على “اختلالات” و”معاناة” تعرض لها حجاجه هذا العام، فهو يمثل خطوة نادرة وغير معهودة في التعاطي بين الدولتين.
وفي الصيف الماضي، لم يتوجه الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، في إجازته المعتادة إلى مدينة طنجة المغربية، واستبدلها بـ”نيوم” شمال غربي السعودية، لتُحرم المدينة من 100 مليون دولار ينفقها عادة في إجازته السنوية هناك.
وفسّر مراقبون عدم توجهه إلى المغرب بأنه يأتي في سياق التوتر أو الجفاء بين البلدين.
كما شهد ملف الرياضة تأزماً بين البلدين إذ صوتت السعودية قبل أشهر، ضد استضافة المغرب لكأس العالم 2026، بعد تصويتها للملف الثلاثي (الولايات المتحدة، وكندا، والمكسيك)، ما اعتبرته الرباط “خيانة” لها.
وسبق ان دخلت العلاقات بين الرياض والرباط منعطف الأزمة عندما قرر المغرب إرسال مساعدات غذائية عاجلة لدولة قطر في الأسبوع الأول لاندلاع الأزمة الخليجية في يونيو 2017 وإبقائه علاقات قوية مع قطر.
ورفض المغرب التماشي مع دول الحصار (السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر)، وتبني موقفاً حيادياً حيال الازمة الخليجية ودعا إلى الحوار.

مقالات ذات صلة