نبض القصائد .. في حضرة السيد الشهيد القائد 1

عمران نت/ 2 / ديسمبر 2018م

بقلم/ عبدالفتاح علي شمّار

في حضرة السيد حسين بدر الدين الحوثي سيكون للشعر وجه آخر، وجه لا يعرفه إلا من ارتووا من نهر الوعي في زمن الضلال والتيه، في ظلال دروسه تفيأ المؤمنون والمؤمنات من أهل الإبداع من حرِّ نار النرجسيّة، فأمطرتهم سحب الثقافة القرآنية ماءً مباركا، يغسل أرواحهم، ويذهب عنهم رجس الثقافات المغلوطة، والمنحطة، والتي غرق في مستنقعاتها الكثيرون والكثيرات، حتى صار المتهتك الماجن يفخر بتهتكه ومُجُونِه، ويرمي من يعيبون كتاباته وانحرافاته بالنّفَاقِ والتصنّع.
..
في هذه السلسلة نتابع معا عددا من النصوص التي شَرُفَت بتناول حياة السيد الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي أو الحديث عن جهاده وعطائه وتضحياته، ودوره العظيم في إرساء دعائم الثقافة القرآنية.

وأسأل الله أن نحظى أنا وأنتم من خلال ذلك بالبركات والنور ورضوان الله تعالى، كيف لا ونحن نبحر معا على متن سفينة النجاة، في حين يغرق الآخرون.

..
نبدأ رحلتنا الأولى مع ربّان ماهر، يتحكم في دفة قيادة القصيدة في حكمة وتمكّن، وفي نفس الوقت يرسم بحركته بين الأمواج لوحة إبداع يعجز كثيرون من رواد الشعر عن مجاراته، فضلا عن التفوّق عليه.
..

سر العارفين

مفتاح الكنز، عنوان عميق، يترك انطباعا في أعماق القارئ أن في داخل القصيدة أسرارا عظيمة، وفوائد لا يدركها إلا العارفون.
..

(سطعتَ ، وكلّ مَنْ رفضوك ذابوا..)

إشارة إلى قول الله تعالى: ( يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كرة الكافرون) وما أجملها من إشارة، وفيها تلخيص لما جرى ويجري؛ حيث لازالت الثقافة القرآنية تزداد انتشارا وقوة، ويتساقط أعداؤها تباعا.

(وشاءوا أن تغيب هنا … فغابوا..!!)

تأكيد على أن دم الشهيد القائد انتصر على إجرام وحقد الطواغيت، فهاهي دائرة الضوء تتسع، وهاهم المستكبرون يتساقطون الواحد تلو الآخر.

..
(صرختَ وصار “جرف الله” كوناً..

من الأنوارِ يوقد من أجابوا..!!)

إنه الجرف ( الكهف) الذي تحول من مجرد مكان صغير في جبل بعيد، إلى منارة للحق.

..
(صرختَ،، وكلّ مفردةٍ مرايا…

صداها للألى استمعوا كتابُ..!!)

صور فنية خلابة؛ فكل مفردة في شعار الحرية والعدل والكرامة ليست إلا استنباطا من الكتاب، ومن خلالها ينعكس جمال وكمال القرآن الكريم وأنه كتاب الله المتجدد في كل زمان وفي كل مكان، وحتى قيام الساعة.

..
(“مرايا الله” .. حين بدت أعادت…

لنا الأرواح ،، يشعلها الإيابُ..!!)

وما أجمل أن نعود إلى القرآن لننطلق من خلاله.
..

(هنا ..يا سيدي عذراً..فدعني

أنوح، لكي يغسلني العِتابُ..!!)

اعتذار إلى حضرة السيد الشهيد القائد، وكم نحن كبشر “كل البشر” مدينون لحضرته باعتذار عن كل ذلك الخذلان، يوم أن بذل روحه في سبيل هدايتنا وتحصيننا من الضلال وما يؤدي إليه من شقاء كبير، فخذلناه، وكان الأولى بنا أن نفديه بأرواحنا لا أن يسبقنا إلى التضحية بنفسه وكل ما يملك.
..
(على كلّ المآوي حين غابت…

وآوتك المغارةُ والترابُ..!!)

كم هو مؤلم ألا يجد الحسين من ينصره ممن يدعون الإيمان، وكأنما هي كربلاء بكل فصولها وتداعياتها.
..
(عليكَ وأنتَ صبحُ الله..غبنا

وحاول أن يغطيك السحابُ…!!)

تأملوا معي .. (صبح الله) صورة ولا أجمل تبوح بالكثير من الولاء والمحبة والاعتراف بالفضل، نعم إنه صبح الهداية، وهيهات للصبح أن يغيب، وإنما نحن من نغيب عندما نبتعد عن الهدي وأعلام الهدى.
..
(ونورك في غيابة كلّ “جرفٍ”..
يشعّ منى ،، فتغتاظ الذئابُ..!!)

وهل من سبب لكل هذا العداء لليمن وأهلها إلا النور الذي يسعى المجرمون لإطفائه عبثا.
..
(وأنيابُ الليالي السودِ تخفي…

بشاعتها ، فيفضحها اللعابُ..!!)

تتوالى الصور البديعة الآسرة..
“أنياب الليالي”،
“فيفضحها اللعاب”
..
(يعاتبنا الدمُ المغدور ..حتى..

نرجّي أن يطـــــول بنا العذابُ…!!)

ويا له من عتاب، ويا لها من جريمة نكراء.. أن يتجرأ الظالمون الساقطون على بقيّة محمد وعلي فيقتلونه، ولا من رادع لهم، ولا من مانع.
..
(إلى أن نلتقيك ..تظلّ فينا…

دروباً لا تثبطها الصعابُ…!!)

نعم، سيدي الكريم، لا زلت فينا آياتٍ تسمو بنا فنواجه الباطل مهما ظهر قويا طاعنا في الثراء، فقد علمتنا أن الحق يزهق الباطل شرط أن يزهق في أنفسنا أولا، حتى يكون متاحا لنا إزهاقه من واقع الحياة.
..
(على أرواحنا الأشواقُ تهمي…

كما تهمي على القلبِ الحِرابُ..!!)

صورة فريدة فيها الشوق يهاجم كما تفعل الرماح عند تصاعد حدة القتال في المعركة.
..
(إلى الله الذي ناديتَ ، نسعى…

وسِرُّ العارفين لنا ركابُ…!!)

ويالها من مسيرة مباركة، السعي فيها لا يكون إلا عن وعي واقتفاء آثار الهداة المتقين.

..
(وإن تاهتْ دروب الوصل ،، حتما…

رؤاكَ طرائقٌ تهدي ، وبــابُ..!!)

ويا لها من رؤى جاءتنا من داخل القرآن الكريم لتشدّنا إلى القرآن الكريم، لا لننحط ونكون في ذيل قائمة الآدميين في هذا العالم كما فعلت بنا الثقافات المغلوطة، بل لنكون وفق ثقافة القرآن خير أمة وأرقى أمة من منطلق قول الله سبحانه وتعالى:

( (إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ)

[سورة اﻹسراء 9]
..

القصيدة للشاعر المجاهد المحب لله ورسوله وال بيت رسوله:

عبدالقوي محبّ الدّين

..

إلى لقاء قريب مع قصيدة جديدة في رحاب السيد الشهيد القائد:

(حسين بدر الدين)

عليه السلام

 

مقالات ذات صلة