أفلا تعقلون؟!

عمران نت / 26 / نوفمبر 2018م

بقلم / أشواق مهدي دومان

ترامب ذلك الممثل العشوائي غير المقبول من الكثير ، يصبح رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية في غير صدفة أو ضربة حظ أو توفيق من اللّه، إنّما هو المتحرّك في كلّ صغيرة أو كبيرة بتخطيط دقيق جدّا و حذر جدّا ، و اليوم يصرّح و هو يرتدي ثوب المتهوّر المهفوف البسيط السّاذج العفوي ، بينما ليس إلّا لئيما ثعلبا مكّارا ، لم يتفوّه و لم يصرّح بما صرّح من أن : لولا السّعودية لكانت إسرائيل في ورطة ، و من ضمن معنى مقولته أنّ السّعودية تقاتل اليمن بالوكالة ، و لو لم تكن السّعودية موجودة لاضطرّت إسرائيل أن تحارب اليمن بقبعة و زنار اليهودي مباشرة أو عيانا بيانا ، بدلا من التّلبّس باللحية الوهابيّة و الثّوب القصير ، و هذا ليس اكتشافا خطيرا ؛ فالمنصفون يعلمون أنّ كلّ فكر مناهض للكيان الصّهيوني الإرهابي هو مُحَارَب، بل إنّه هدف مباشر مستباح لأمريكا وإسرائيل و هما في أتم ّ جهوزيتهما للانقضاض عليه سواء بمبرّرات و ممهّدات معقولة ، أم بممهّدات و مبرّرات لا يمكن لذي الّلب السّليم أن يصدّقها و لكنّ صدّقها المرتزقة و العملاء و الخونة ليس لأنّهم لايفقهون و لكنّهم كأبي لهب يمارون و يغالطون أنفسهم ؛ ليجدوا مبرّرا أمام المجتمع بعد أن سحلوا ضمائرهم و ذبحوا قيمهم و وأدوا إنسانيتهم ، و برّروا لارتزاقهم في معارضتهم لخطّ المقاومة الحقيقيّة لوجود كيان في وطنهم و الوطن الأمّ فلسطين ، و بحقد تابع للصّهيونية العالميّة، بل إنّ البعض قد وصل به أمر عبادته لأمريكا أن يكفر بما أنزل على رسول اللّه، و برسول اللّه ذاته في بوح خطير يجاهر بالرّدة عن العقيدة الإسلامية الصحيحة فذاك يشكّك في رسول اللّه و يفضّل أبا لهب و يعتذر له مثل علي البخيتي ، وذاك مهفوف آخر يتبع بني أميّة و النّواصب و معاوية و يزيد في سبّ ذريّة رسول اللّه (بني هاشم ) و يسخّر عقله المعتوه المغطّى (بقعشة خبير اعتصادي ) و ذاك ممثّل يضحك جموع النّواصب و يسخّر مسلسلاته للتّهكم بالإمام عليّ بن أبي طالب ( محمّد الأضرعي ) و كلّ هؤلاء أحذية الأحذية الحقيقيّة للأمريكي و الإسرائيلي ،
نعم : يتصهينون و يرتدّون عن دين محمّد دون شعور فشعورهم ؛ مع الدّولار و الدّرهم و قادتهم ليفني و إيفانكا و سادتهم المشرشفات و لابسات البراقع ، فماذا ننتظر من عبيد العبيد للصّهيونيّة ؟!
و لكنّ سؤالي اليوم أوجّهه لمن لازالت الغشاوة على قلبه و لم يصل بعد لدرجة أولئك المذكورين من الغفلة و الجحود ، أوجّه كلامي لذوي العقد المذهبيّة أصحاب الزّنانير المخفيّة و الذين في دماهم بغض السّيد / عبدالملك بدر الدّين الحوثي الذي يأمر بما أمر به رسول اللّه، و ينهى عمّا نهى عنه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ) فأقول لهم :
أمّا بعد سماعكم بآذانكم لترامب يصرّح بأنّه لولا السّعودية لكانت إسرائيل في ورطة ، فهل مازلتم تنكرون أنّ من يقاتلكم ليس مسلما كما تدّعون ، و تردّدون بغباء فاحش ( مسلم يقتل مسلم ) ، و تبرّرون لأنفسكم و لأشباهكم من مرتزقة ، تبرّرون عدوان أمريكا و إسرائيل على بني جلدتكم ، و قد سمعتم ترامب نفسه في تصريحه بأنّ السعودية هي ذراع إسرائيل ، فهل لازلتم مقتنعين ب : ( شكرا سلمان ) و هل لازلتم مؤمنين بأنّ أنصار اللّه يقاتلون غير معسكر الصهيونيّة الصّليبي المارق ؟!
و هل لا زال حقدكم على رجال اللّه مبررا لحياد صامتيكم النّائمين بمبرّر : لا نريد الكلام في السّياسة ، و أنتم هنا محاسبون و شأنكم كمن يرضى و يغضّ طرفه عن انتهاك عرضه ، وحتّى لا يرى الجريمة خشية الألم يغمض عينيه المسؤولتين أمام الله يوم لا ينفع مال و لابنون إلّا من أتى اللّه بقلب سليم ؟!
فهل تظنّون بعد كلّ هذه الحقائق المكشوفة المتكشّفة و سقوط الأقنعة أنّكم على حق ، أو أنّكم عقلاء في صمتكم و حيادكم و خنوعكم وجبنكم ، و خوركم عن قول كلمة حقّ ؟!
و هل لازلتم تعارضون شعار الصّرخة الذي منه :
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل ، و قد تأكّدتم أنّ من يحاربكم هي هاتان الامبراطوريتان و ما بنو سعو زايد إلّا أحذية تدوس عليها الامبراطوريات الاستكباريّة الصهيونيّة العالميّة لتركيع الاسلام المحمّدي ، في مسلسل إقناعكم بأنّ محمّدا قد مات ، و مات معه القرآن ، و الأقصى ، و القدس ، و كل قضايا الإسلام، و العقيدة السّمحاء ؟!

لكم أن تفكروا قبل الإجابة و لن أجبركم على تسليم ورقة هذه الإجابة لي ، ولكن بعد إجاباتكم ارفعوها للّه الواحد القهار و لكم أن تسألوه ربّ العالمين :
هل أنت راض عنّا يا اللّه و قد خذلنا رسولك ، و من دعا إلى نهجه و مسيرته القرآنيّة ؟!
هل نستحق عفوك و رضاك و قد صلّينا و صمنا و زكّينا و حجّينا ، و لكنّا تخاذلنا عن نصرة الحق ، و سكتنا عن تدمير الأرض و العرض ، و كفرنا بوجوب قتال الكفّار و المنافقين ، و قد قلتّ: “يا أيّها النبي جاهد الكفّار و المنافقين و اغلظ عليهم ، و مأواهم جهنّم وبئس المصير ” .
فهل نستحق أن نحشر مع رسولك يا اللّه و قد تخلّينا عن نصرة عقيدته و تركنا أوامره و قلنا له :” اذهب أنت وربّك فقاتلا ، إنّا هاهنا قاعدون ” ؟!
أم أنّه سيتبرأ منّا و سيمرّ من أمامنا صامتا كما صمتنا عن حرب الكفّار والمشركين والصّهاينة حين حورب أحبابه و أنصاره ؟ !

فهل يارسول اللّه ستتبرأ منّا كما تبرّأنا من الحق في دنيا الفناء ؟
* ملاحظة أخيرة لكم – يا معشر النّفاق المسؤولين – :
عند الإجابة و رفع ورق الإجابة للّه لاداعي لكتابة الاسم و لا داعي لإظهار ما لا تخفون فأنتم في حضرة من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصّدور .

و السّلام

 

مقالات ذات صلة