نيويورك تايمز: السعودية تلجأ لسياسة الشيكات لتغطية اغتيال خاشقجي

عمران نت/ 31 / اكتوبر 2018م

كشفت صحيفة “نيويورك تايمز”، عن أن السلطات السعودية بدأت بعملية دفع مبالغ ضخمة للعديد من الدول، من أجل التغطية على مقتل الصحفي جمال خاشقجي، داخل مبنى قنصليتها في إسطنبول.

الصحيفة قالت إنه وبحسب محمد بزي، أستاذ الصحافة في جامعة نيويورك، فإنه “في الثالث والعشرين من أكتوبر، وبينما رفضت العديد من كبريات الشركات العالمية المشاركة بمؤتمر الاستثمار الذي عقد في الرياض برعاية ولي العهد محمد بن سلمان، كان رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان حاضرا”ً، مضيفا “أن خان عقد اجتماعاً مع مسؤولين سعوديين تمخض عن وعود سعودية بتقديم معونات لباكستان، تصل إلى 6 مليارات دولار، علماً بأن خان سبق أن زار السعودية في سبتمبر الماضي بحثاً عن الدعم المالي، غير أنه خرج خالي الوفاض”، وفق تعبير الصحيفة.

الكاتب يتابع أنه “مع صعود ابن سلمان إلى السلطة، اتبع السعوديون سياسة خارجية أكثر عدوانية وعسكرية، ولكنهم تراجعوا أيضاً عن تكتيك شحذ الولاءات عبر المال، كما كانوا سابقاً، مستفيدين من ثروتهم الطائلة”.

إلى ذلك، يقول بزي إنه “في خضم الضجة الدولية حول مقتل خاشقجي، ضغطت الرياض على زعماء حكومات إسلامية تعتمد على الدعم السعودي، لتأييدها، فأعلنت الإمارات حليفة السعودية في حرب اليمن عن تأييد الرياض، وكذلك البحرين التي تعتمد بشكل كامل عليها، بالإضافة إلى حكومات دول أخرى، مثل مصر والأردن والسلطة الفلسطينية”.

“واشنطن بوست” تروي أنه عندما اعترفت السعودية أن عملاؤها قتلوا خاشقجي داخل القنصلية بعد أسابيع من الإنكار، أعرب بيان لوزارة خارجيتها عن تقديره لمواقف البلدان التي فضلت الانتظار إلى حين بيان الحقائق وتجنبت المضاربات والادعاءات التي لا أساس لها من الصحة، على حد ادعاءاتها.

هذا، وتشير الصحيفة إلى أنه “بالإضافة لسياسة دفع المال، تسيطر السعودية على إمبراطورية إعلامية ضخمة تعمل من أجل تلميع صورتها الخارجية وتهاجم منتقديها”، مضيفة أن “القادة السعوديون يمولون منافسيهم من أجل الوقوف بوجه الخصوم السياسيين لإفشالهم، وخاصة أولئك الذين يرفضون السير بموازاة الخط السياسي للسعودية”.

“وتنفق السعودية عشرات الملايين من الدولارات لتمويل وسائل إعلام ومراكز أبحاث وجامعات ومؤسسات ثقافية بارزة”، تقول الصحيفة، مشيرة إلى أن “استعمال دبلوماسية الشيكات والتهديد بحجب الاستثمار والتجارة، كما لم يعد سلاح السعودية بوجه خصومها في العالمين العربي والإسلامي، فلقد أوقف ابن سلمان صفقات تجارية واقتصادية مع ألمانيا وكندا رداً على انتقادات وجهت للرياض، بسبب الحرب في اليمن أو اعتقال النشطاء السعوديين”.

يكمل الكاتب موضحا أنه “حتى الدول التي لم تعرب عن تضامنها مع السعودية في قضية خاشقجي، فإنها التزمت الصمت، خشية من إثارة غضب حكام السعودية، في حين دعت دولة مثل إندونيسيا التي لها علاقات تجارية واسعة مع المملكة إلى إجراء تحقيق شامل، في تكرار لخطاب الرياض”، مضيفا “غير أن جارتها ماليزيا، كانت أكثر صراحة، حيث انتقد رئيس وزراءها مهاتير محمد، السعودية”، قائلاً: “نحن أيضاً لدينا أناس لا نحبهم، ولكننا لا نقتلهم”، في أوضح انتقاد للسلطات السعودية من زعيم دولة إسلامية، في وقت كانت الرياض حليف رئيسي لسلفه نجيب عبد الرزاق.

الصحيفة الأميركيةتلفت إلى أن “السعوديين يسيطرون على المدن الإسلامية المقدسة، مكة المكرمة والمدينة المنورة، وهي تستخدم نفوذها لمكافاة الأصدقاء وتهميش الأعداء بالعالم الإسلامي، حيث تقوم بتقديم سمات الحج للعديد من السياسيين والحلفاء في دول العالم”.

يقول الكاتب “طالب ابن سلمان، رئيس وزراء لبنان بموقف واضح، حيث كان سعد الحريري في ضيافته لحضور المؤتمر الاستثماري الذي عقد بالرياض مؤخراً، بعد أن سبق لولي العهد أن احتجز الحريري أثناء زيارة في نوفمبر الماضي، وأجبره على تقديم الاستقالة من هناك”.

“إن حلفاء السعودية وأعدائها يدركون خطر وصول ابن سلمان إلى العرش وحكم السعودية، فلقد أظهر أنه متهور وقاسي، وسيكافئ من يقف إلى جانبه”، بهذه الطريقة يختم الكاتب مقاله.

مقالات ذات صلة