“المعركة المستمرّة”

عمران نت/ 4 يوليو 2018م

بقلم / سكينه المناري

تعدّدت أنواع الحروب في عصّرِنا وتطوّرت أساليبها إمّا بأشكال مباشرة أو غير مباشرة ؛ تارةً ترهيباً وتارةً ترغيباً؛ لأنّ أعداء الله في جدٍ دائم وشُغل لا يتوقف في الهيمنة على الأمّة الإسلامية ومحو ثقافتها ومنهجها القرآني العظيم وغسل الأدمغة بأفكار التضليل والإنحراف والإرهاب

منها الحرب العسكرية المعروفة؛ التي يقاتل بها الاعداء مباشرةً في الميدان بالسلاح والجيوش والعتاد العكسّري المتنوّع
ومنها الحرّب الناعمة ؛التي يقاتل بها بشكل غير مباشرة و خفي لايدركها إلاّ الإنسان المؤمن اليقض والتي تستهدف القيم والمبادئ والأخلاق

ومنها الحرّب الإعلامية ينشر العدو عبر وسائله الإعلامية التلفزيونية والإذاعية والإجتماعية الأخبار الكاذبة والإنتصارات المزيفه والحملات الهجومية والإدعائية

ومنها الحرّب النفسية وهي بث الأراجيف والشائعات والفوضى وإثارة القلق والخوف والتثبيط للتأثير على معنويات الناس وإضعاف عزمهم وصمودهم امام مواجهة العدو

ولعلّ الحرب الإعلامية هي التي تأخذ نشاطاً أكبر ومساحة أكبر في وقتنا الحاضر لماذا ؟!

لأن الحرب الإعلامية تؤدي الحرب الناعمة والنفسية بنفس الوقت وبسهولة جداً ؛ نحن في عصر التكنولوجيا الحديثة وعصر العولمة كما يقال ؛
أغلب الناس سواءً من فئة الرجال أو النساء أو الصغار أو الكبار إن لم يمتلكوا الشاشات الإلكترونية والشبكة العنكبوتية ؛فهم يمتلكون الهواتف النقالة والتي إختصرت دور الشاشات الكبرى في شاشة صغيرة أصبحت في يد الجميع ؛ بالإمكان لكل فرد أن يتابع ويتصفّح مايجري في العالم من زواية غرفته ؛ وهُنا قد يقع في خيوط الحرب الناعمة حين يجد ترويجات إلى مشاهدة أفلام وصور ومواقع غير أخلاقية ؛
وقد تؤثر عليه الحرب النفسية حين يتابع أخبار العدو والمشاهد التي ينشرها والإنتصارات الوهميه،
وبالتالي تؤدي الحرب الإعلامية دورين متكاملين وتوفر بذل الوقت والجهد للعدو
هذه الحروب قد تنتهي وقد تكون مؤقتة مهما طالت ؛ لكن هناك معركة مستمره لن تنتهي إلى يوم الدين تعتبر أكبر معركة نواجها وهي الاساس لإحتلال البلدان وغزو الشعوب

هي معركة الوعي المستمرّة بين أهل الحق وأهل الباطل ،بين المؤمنين والكافرين
كم وجدنا اليوم الكثير من الناس ُغرر بهم فنطلقوا إلى أعمال ندموا عليها فيما بعد
ووجدنا الكثير وقعوا ضحية للباطل ، لأن العدو إستمالهم واستطاع التظليل والخداع والمكر بل واستطاع اليهود والنصارى أن يدسوا عقائد باطلة في فكرنا ومنهاجنا التي تدرّس في المدارس والجامعات والأكاديميات والبعض غير مدرك لذلك
لأن الوعي غائب ومنعدم

إذا إنعدم الوعي وإن تحركنا في سبيل الله لن نستطيع أن نحقق نجاحاً أو تقدماً في العمل ، سنتحرّك بجاهليه وعشوائية
إذا لم يكن الوعي موجوداً لن نستطيع أن نخاطب الناس بالأسلوب المناسب
وتقديم هدي الله بالشكل المطلوب،
إذا كان الوعي موجوداً فينا لا أحد يستطيع أن يظلنا أو يخدعنا وإذا نجحنا في معركة الوعي ستتلاشى أمامنا كل أنواع الحروب
وهذا ما أثبته الشعب اليمني أمام أكبر حرب حدثت في التاريخ ما جعله صامداً مقاوماً هو إيمانه ووعيهُ وبصيرته
ولن نحصل على الوعي إلاّ من القرآن الكريم وأعلام الهُدى.

#معركة_الوعي

مقالات ذات صلة