خطاب النفس الطويل بين “حذاري حذاري حذاري” و “حذاري الحديدة” – 2

عمران نت/ 21 يونيو 2018م
بقلم / جميل أنعم العبسي
تهامة ستكون أكبر مستنقع لهم منذ بداية عدوانهم، وقوى العدوان في الساحل الغربي الآن محاصرة ومقطعة الأوصال والمعارك المقبلة ستكون أصعب وأشد ألماً ونكاية.. حذاري حذاري حذاري خطاب التصعيد الثوري الذي قلع رموز العمالة والوصاية والإرتزاق وأعاد لليمن حريته واستقلاله الكامل بعد وصاية عقود بدأت بإنقلاب 5 نوفمبر 1967م الذي أطاح بالجمهورية وأدخلها جلباب الوصاية حتى خطاب حذاري حذاري حذاري سبتمبر 2014م بإستثناء فترة الشهيد المقدم إبراهيم الحمدي.
 
وخطاب المعادلات الجديدة حذاري من الإقتراب من محافظة الحديدة، وإن كانت ثلاثية الـ “حذاري” السابقة أجبرت رموز العمالة والوصاية والإرتزاق على الفرار لعواصم العدوان من العاصمة صنعاء بالعبايات واللثام النسائية هرباً وفزعاً، فإن “حذاري الحديدة” ستلفظ جحافل الغزو والطامعين كما يلفظ البحر ميتته حفاةٌ عراة إن حالفهم الحظ ولم يكونوا متفحمين ومقطعين الأوصال.
 
من اليوم وصاعداً لا مكان آمن ولا خطوط حمراء، مروحة من الخيارات الإستراتيجية الفاعلة بل الحاسمة، خرجت للضرورة القصوى، وأي ضرورة بعد كارثة طالت الإنسان والحيوان والنبات وحتى الجماد وطال كل ما يمكن أن يطاله حتى رفاة وعظام الأموات في القبور لم تسلم، عدوان رفض كل التنازلات حتى إشراف أممي على الميناء بآلية وطنية تم رفضه وسقط القناع وما يراد هو الإحتلال أرضاً وانساناً.
 
مواجهة حتى النصر معادلات إستراتيجية واضحة لأهداف دفاعية وردعية أوضح، أكثر من 400 صنف أساسي محظور على الشعب اليمني استيراده وإدخاله عبر ميناء الحديدة، يريدون ان يصبحوا أوصياء على البشر، والله تعالى أمرنا أن نكون أحراراً وأن لا نخضع ولا نركع لقوى الطاغوت، ولو حشدوا ما حشدوا، لو أتوا بكل جيوش الدنيا لما دفعنا ذلك للخنوع والإنكسار والعبودية لغير الله.
 
وضجيج الدفع المسبق، صمت بعد تجفيف موارد الدولة السيادية، وصمت بتحالف عشر دول معلن وغير معلن وبقيادة أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات كان مالم يخطر ببال الشياطين والأباليس، وصمت وتغاضى بعد نقل الصفة والشخص من نظام جمهوري إلى جغرافيا عاصمة العدوان نظام ملكي سعودي، فتم نقل رئاسة الجمهورية، والقصر الجمهوري، ورئاسة الحكومة ووزراء العدوان، والقناة الفضائية اليمنية، ووكالة الأنباء اليمنية سبأ، بالصفة والاسم أو بالاستنساخ وبصورة لم يسبق لها مثيل في تاريخ العلاقات الدولية لا من قبل ولا حتى من بعد، ومن عاصمة العدوان ومن فنادق الرياض تم حل الجيش اليمني والأمن الداخلي المركزي، واغتيال الجيش اليمني معنوياً ونعته بالعائلي والسلالي وهلم جرا.
 
معادلات النفس الطويل، بعد نقل البنك المركزي وإبادة الملايين بحروب الجوع وحروب بيولوجية وأمراض وأوبئة وحصار، معادلات بعد البعد من التنازلات والآلام والجراح وأساليب وحشية لا شرعية ولا قانونية ولا أخلاقية، فلنكن إنقلابيين أو حتى دولة إحتلال ما قامت به دول العدوان لا تشرعنه حتى قواميس الإعتداء والوحشية، حتى لجان التحقيق “المستقلة” في الجرائم غير مقبولة والمال السعودي كتمها، إلى هذا الحد من الإجرام وأكثر ومابعد الأكثر.
 
لسنا من النوع الذي يأتي لمعادلات ميدانية فيشعر باليأس والاستسلام في حال حدوث خرق ميداني، وبعد البعد والنفس الطويل حضرت حذاري الحديدة في مروحة خيارات إستراتيجية قاتلة للعدوان وليذق من نفس الكأس وكأس أكثر مشروعية، كأس يبعثر الشركات العابرة للقارات في الإمارات، ومابعد البعد يصل إلى ميناء إيلات الصهيوني، وموانئ ومطارات العدوان آسوية كانت أم أفريقية وكل قاعدة للعدوان أينما حلت وكيفما كانت تطالها مروحة خيارات عابرة للقارات، ولتوَّلِّي القوة الصاروخية للجيش اليمني واللجان الشعبية وجه باليستيها شطر أي قاعدة معادية للصلاة على دماء الشهداء وأم الشهيد محمد، ولتبحر بحرية الردع الإستراتيجي في عيون بثينة إلى بعد البعد وعمق العمق، وسوف يدرك الغزاة أن تهامة ستكون أكبر مستنقع لهم منذ بداية عدوانهم.
 
نفس طويل وسقف مفتوح وقائد شاب مُحنك يجيد إستعمال مفردات، كيف، ومتى، وأين، وكم، سياسياً وجماهيرياً.. وإرادة سياسية وشعبية صلبة، وجيش ولجان العقيدة والموقف والفعل والحرية والكرامة والإباء، ومفاجئات الجو والبحر والبر والإقتصاد وإيلام في الخاصرة وعمق العمق حذاري حذاري حذاري عوامل إنتصار وصمود لاتجتمع إلا لشعب الإنتصارات والفتوحات، بمشيئة الله تعالى.

مقالات ذات صلة