الجيل القادم … عبق التاريخ

عمران نت/ 21 يونيو 2018م

بقلم/ فوزية عبد الوهاب الشهاري

بسم الله الرحمن الرحيم

أغبط كثيرا الجيل القادم، جيل الاحفاد، عندما يقرأ تاريخه، تاريخ فخر وعزة، أما نحن فبفضل الله عشناه واقعا حيا وحقائق ملموسة.

سيقرأ ذاك الجيل في تاريخ وطنهم عن تحالفٍ ملعون اتحد ضدهم وعالم وقف متفرجا وسمى حربهم حربا منسية، لم تهتز ضمائرهم ولا أبهوا لذاك العدوان، الذي تلذذ بقتل الأبرياء ودمر الحياة، لولا القليل الحر الذي وقف مع اليمن.

سيعرفون ان اليمني الحر الشريف وقف في وجه طاغوت العصر والذي تمثل في تلك الحقبة بأمريكا وإسرائيل وكيف ان الاعراب عاشوا عبيدا اذلاء لمن كتب الله عليهم الذل، وجعلوا نفطهم خدمة بيد اسيادهم مستعمري الشعوب، وسيعرفون سر صمود اليمن وشموخه وعنفوانه، فاليمني يرفض الاحتلال ويأبى عيش العبيد.

سيدرسون عن اعراب اتخذوا نهج الشياطين بوهابية مقيتة، متدثرة بغطاء الإسلام، والإسلام منها براء لتنخر في جسد الامة العربية والإسلامية، فأوجد الله من اوليائه من احيا الامة وأيقظها من غفلتها وكشف زيف وهابيتها.

سيعرفون لِمَا أصبح اليمن منارة الاحرار وقبلة الثائرين، سيتعلمون استراتيجيات وخطط عسكرية تدرس في العالم صنعها آبائهم واعمامهم واخوانهم، اولئك الشعث الغبر(فهم في ميدان الوغى لم يفارقوه) الملتحفين بحب الجهاد والمسبحين في الغدو والاصال، عزائمهم كالصخر قوة، سواعدهم فاقت الجبال صلابة، حملت عتاداً متواضعا جابوه به اعتى العتاد في العالم، وجل امانيهم نصر وشهادة يدحرون بها المعتدين، أولئك الذين وهبوا الأرض قطعا منهم، والذين سقوا الأرض بدمائهم الطاهرة، لتنبت جيلا لا يعرف المحال. سيذهلون عندما يعرفوا ان يمنيا طارد مدرعة حتى احرقها، وأن آخرا واجه دبابة والقى فيها بقنبلته ومضى، وان فئة قليلة تقل عن الخمسة افراد استحوذت على معسكرات للمحتل، وعن معركة ذات السلالم، وعن اشعال مدرعات بالولاعة، عن الساحل الغربي ومعجزات الاشاوس فيه.

سيدرسون عن تلك الملاحم البطولية والاساطير التي فاقت الخيال وحققت المستحيل، وسيعرفون سر تلك القوة التي لا تضاهى وليس لها مثيل، قوتهم تمثلت بعبارة تزلزل ارجاء الكون هو الله.

مقالات ذات صلة