في يوم القدس العالمي فسطاطين حق وباطل .. جماهير المقاومة تهتف “قادمون يا قدس”.. وشعوب شكراً سلمان صامتة بعد هتاف “قادمون يادمشق قادمون ياحديدة”.. وبعد فتوى يهودية “يوم القدس بدعة”.. المقاومة تريد الصلاة في القدس، وشعب سلمان يريدون الصلاة في مساجد الضرار

عمران نت/ 10 يونيو 2018م
بقلم / جميل أنعم العبسي
يوم القدس العالمي مضى وخلف ورائة فسطاطين، فسطاط الحق وفسطاط الباطل وقبل اليوم المشهود أفتى ناطق الجيش الكيان الإسرائيلي “أفيخاي أدرعي” بأن يوم القدس بدعة ودعا إلى عدم الخروج لإحياء ذكرى يوم القدس العالمي لأنها بدعة إبتدعها أهل الشرك وعبادة القبور الفرس المجوس الذين يذكِّرون المسلمين بالمقدسات الاسلامية المغتصبة والمحتلة، فالتزم شعوب سلمان بالفتوى فهم متفقون بالأصل بحديث البدع والتبديع التكفيري ضد العرب والمسلمين فقط؛ ولم تلتزم جماهير المقاومة بفتوى اليهودي وصمت الوهابي فخرجت أمواج بشرية مقاومة للعدو الصهيوني من إيران واليمن وفلسطين والعراق ولبنان جماهير مُسلمة، شيعة وسَنَّة، ما عدا إسلام آل سعود وسُنَّة محمد بن عبد الوهاب وشعوب شكراً أردوغان.
 
فجماهير مثلث الصمود اليماني الأصيل صعدة صنعاء الحديدة هتفت عالياً ومدوياً “قادمون يا قدس” للتحرير والصلاة في المسجد الأقصى المبارك وبمئات الآلاف رغم الحصار والقتل والتجويع من العرب وطائرات العرب، إنهم أهل اليمن المقاوم أهل الإيمان الحقيقي إنهم العرب الحقيقيون كما قال سيد المقاومة اللبنانية؛ ومن على بعد مرمى حجر من فلسطين المحتلة ومن قرية مارون الراس في جنوب لبنان السيد حسن نصر الله -حماه الله ونصره- وموجهاً خطابه للعدو الصهيوني قال: “عودوا إلى البلدان التي أتيتم منها، وإذا أصريتم على الإحتلال فإن يوم الحرب الكبرى هو يوم قادم وهو اليوم الذي سنصلي فيه جميعاً في القدس”.. إنه فسطاط الحق المبين، وعلى العكس من ذلك فقهاء سلاطين السعودية والإمارات والبحرين يقولون بأحقية اليهود بالقدس وفلسطين بعد صدور بيان ترامب من أمريكا.. بيان القدس يهودية من زمان، ومثقفي الريال السعودي والدرهم الإماراتي يؤكدون ذلك بالتاريخ والجغرافيا والوطنية واليهودية، واليهود مشردين من زمن الخراب الثاني للقوم الفاسدين ومن قبل ظهور الإسلام الذي حرر فلسطين من نصارى الغرب المحتلين لفلسطين، إنهم مثقفي تحت الطلب لتحرير العرب من العرب، ولاتحرير لفلسطين من القومية العبرية ويهودية التلمود وعنصرية بني صهيون التي تمنع الفلسطيني من الصلاة في المسجد الأقصى، وإن صلى الفلسطيني فهو يصلي بتصريح من جيش الإحتلال وتحت فوهات البنادق الإسرائيلية.
 
ويقول البعض المكابر والمعاند والمتعصب والمرتزق ما فائدة الخروج بالتظاهر ورفع شعارات للمزايدة تجلب المعاناة للعرب والمزيد من الغضب الأمريكي، وتناسى القوم بأنهم ملئوا العالم ضجيجاً بشعارات ضد الداخل العربي المُسلم، شعارات إرحل ويسقط النظام وقادمون يا دمشق.. قادمون ياصنعاء.. قادمون يا حديدة وسنصلي في المسجد الأموي ومساجد الحديدة، والنتيجة دمار وحصار وإهلاك للحرث والنسل ولمقدرات العرب والمسلمين والمستفيد ترامب واليهود، إنه فسطاط الباطل.
 
ومسجد الضرار الذي فرق المؤمنين في عصر النبوة وفرق المؤمنين في هذا الزمان، فقائد التنظيم العالمي خليفة الإخوان المسلمين أردوغان ومع تدشين الحرب الكونية على سوريا قال إنه “سيصلي في المسجد الأموي في دمشق”؛ وطارق بن زياد العفاشي زعيم المقاومة الوطنية وحراس الجمهورية العائلية في الحديدة وصنعاء قال بأنه “سيصلي صلاة عيد الفطر في جبانة الحديدة”.. وهل سوريا واليمن تمنعان العرب والمسلمين من الصلاة في دمشق والحديدة وصنعاء واليمن؟، قادمون يا حديدة ذلك إمتداد لشعارات ربيع الإخوان والدواعش قادمون يادمشق.. قادمون ياصنعاء.. قادمون يابنغازي ليبيا.. قادمون ياتعز.. قادمون ياعدن.. قادمون بالذبح والتحرير السعودي والإمارتي المتصهين بالأمريكي، والصلاة في مساجد الضرار التي تفرق المؤمنين، إنه فسطاط الباطل.
 
وهتف أهل الحق بشعار يوحد كل المسلمين “قادمون ياقدس”، وهتف أهل الحق بشعار يوحد كل المؤمنين “سنصلي في القدس”، سنركع ونسجد في المسجد الأقصى المبارك، وقال سيد المقاومة للصهاينة، إرحلوا من ديار العرب والمسلمين، عودوا إلى البلدان التي أتيتم منها.
 
وأهل مساجد الضرار قالوا ما قالوا وفرقوا ومزقوا الأمة الإسلامية والوطن العربي بل الأسرة الواحدة، يريدون الصلاة في دمشق والحديدة وهي متاحة لهم قبل الربيع الصهيوني وجمهورية صنعاء والحديدة العائلية؛ ولايريدون الصلاة في القدس والمسجد الاقصى وهي غير متاحة لهم بالإحتلال اليهودي، يريدون تحرير اليمن من أهلها وبالسلاح الأمريكي والمال السعودي؛ ولايريدون تحرير فلسطين من اليهودي الصهيوني، يحاربون أبناء بلادهم و بغريزة حيوانية متوحشة؛ ويمدون أيديهم وأرجلهم للعدو الصهيوني بالسلام والأمن والأمان.
 
أردوغان والسعودي ومحسن وزعتر والمخلافي وعفاش وطارق وعيدروس وهيثم كوكتيل لم يلتقوا، وبالمعجزة الخارجية إلتقوا واجتمعوا في الساحل الغربي لسفك الدم العربي اليمني التهامي المسلم، وأمام مشهد قادمون ياقدس يلتزمون الصمت بل الإنتقاص والتحقير والتقزيم والتشكيك، وذلك ليس بغريب لأنهم حلفاء أمريكا واليهود وآل سعود إنهم عبيد المال و فتات السلطة الممنوحة من الرياض وواشنطن، فلا قضية مركزية ولا قدس ولا مسجد أقصى ولا عرب ولا مسلمين، بل قادمون بالذبح والدمار والتحرير المناطقي وبخطاب يفرق ويمزق، إنه فسطاط الباطل الواضح الذي فضحه وكشفه فسطاط الحق، بقادمون ياقدس وإرحل ياصهيوني ويسقط النظام العنصري الإسرائيلي، وبعد كل ذلك هل لايزال البعض من أبناء جلدتنا من لا يستطيع التمييز بين الحق والباطل؟، قادمون ياقدس بوصلة ومقياس الحق، وكفى.

مقالات ذات صلة