يقول : و أنا أجاهد من أجل لقمة العيش

عمران نت/ 06 مايو 2018م

بقلم / أشواق مهدي دومان
قلت : فجاهد ، ولكن جهادك للقمة العيش لم يكن لولا جهاد رجال الله في ساحات الشّرف ؛ فبجهادهم و تضحياتهم تتنفّس الصّعداء حين أعفَوك من الجبهات بحلمهم، وصمتهم، وعدم الاكتراث لروحك المتوانية، المثبطة، المتواكلة في حين تقدّموا هم دون مَنّ و لا عتاب لكَ؛ فظننتَ بأنفتهم، و حلمهم، وصبرهم أنّ الجهاد فرض عين لكن ليس عليك بل عليهم فقط ؛ و أمّا أنتَ فقد أسقطتَ فريضة الجهاد والقتال عنك بقرار ذاتي منك متعامياَ عن تنبيه الله لك بفعل ماض مبني للمجهول يفيد تأكُد، و إقرار، وعدم تراجع عن القرار السّماوي في قوله ( جلّ وعلا ) : ” كُتِبَ عليكم القتال ” .

فلتطلب الرّزق ، ولكن لتشعر بالخجل أمام من يتسابقون على حماية أرضك و عرضك ، ومن باب الإنصاف أن تعترف بمدى تضحياتهم و حينها لتنطق حُسنا عنهم و بتعبيري:
” لا تتكلّم عن رجال الله إلّا و في فمك ماء ورد ” .
و لا تلمزهم من قريب أو بعيد ، والزم الصّمت في حضرة تضحياتهم فهم لا يلمزون رجولتك المنعدمة في غياهب النّفاق .

جاهد في الحياة ولكن كن صادقا مع نفسك حين تلعثمت لسانك كبرا بالاعتراف بالفضل لهم ـ بعد الله ـ حيث إنّك تسرح وتمرح دون أن يستوقفك ضابط إماراتي أو تدوس كرامتك قدم جندي سعودي ؛ أو يسلبك ما كسبته في يومك ضمينك أو تقصى من متجرك لأنّك غير متسعود.

فجاهد بخلق رجل و ضمير إنسان حرّ لا تعميه عقده المتراكمة ( كانت مذهبيّة أو مناطقيّة أو طائفيّة أو نفسيّة أو …الخ ) على أنصار الله عن رؤية الحقيقة ، فالسّمع و البصر و الفؤاد ،كلّ أولئك كنت عنه مسؤولا.

 

مقالات ذات صلة