صحف فرنسية / ابن سلمان ذو وجهين والرهان عليه محفوف بالمخاطر

عمران نت/ 12 إبريل 2018م

خلافاً للمتوقع جاء استقبال الصحفيين فرنسيين لولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعد دخوله الأراضي الفرنسية، زيارة ابن سلمان إلى باريس أثارت امتعاض الكثير من الصحفيين والحقوقيين نتيجةً لجرائم الحرب التي يرتكبها في اليمن والأزمات السياسية والعسكرية التي تقف خلفها الرياض في الشرق الأوسط. “أمير ذو وجهين”، “جاء خالي الوفاض إلى باريس”، و”الرهان عليه محفوف بالمخاطر”، وهو بذلك “لا يستحقّ أن يُستقبل بالبساط الأحمر”، بهذه العناوين التي تصدّرت الصحف الفرنسية صباح الإثنين 9 إبريل، استقبل الصحفيون الفرنسيون ولي العهد الذي رفضوا وجوده على أراضيهم. المحرّر الدبلوماسي في صحيفة “ليزيكو”، جاك هوبير روديه، يرى أن فرنسا لن تغلق الباب أمام طهران التي تعتبر الغريم الأول للرياض، الأمر الذي سيجعل الرهان على “السعودية” محفوف بالمخاطر. بنيامين بارت، الكاتب بصحيفة “لوموند”، كان أكثر الصحفيين جرأة بالتعبير عن رفضه لوجود ولي العهد في بلاده، بالقول أن ابن سلمان هو “أمير ذو وجهين”، لافتاً إلى أنه من جهة يزعم إصلاحات في المملكة ومن جهة أخرى متورّط في افتعال حروب وأزمات سياسية في العالم العربي. وأوضح بارت أن ابن سلمان سمح للمرأة “السعودية” بقيادة السيارة بعد منعٍ دام لثلاثين عاماً، وأعاد فتح دور السينما في المملكة، غير أنه عرّاب الأزمات السياسية والحروب في الشرق الأوسط منذ وصوله إلى الحكم عام 2015، قاصداً بذلك الأزمة السياسية مع قطر ولبنان بالإضافة إلى حرب اليمن، وعلى ضوء ذلك حذّر الصحفي الفرنسي ابن سلمان مما سماه “الحسابات قصيرة النظر”، إذ يتعيّن عليه أن يتعلّم من إخفاقاته ويحذر دوامة نجاحاته، على حد تعبيره. الكاتب جورج مالبرونو، في صحيفة “لوفيغارو”، أبدا عدم تفاؤله من نتائج الزيارة الحالية، على خلاف الزيارات السابقة لولي العهد إلى المملكة المتحدة وأمريكا، حيث قال إن “الأمير الشاب جاء إلى باريس خالي الوفاض”، وزيارته لن تؤدّي إلا إلى “توقيع عدد قليل من العقود”. واستدرك مالبرونو أن العقود التي سيتم إبرامها مع الدولة الفرنسية خلال هذه الزيارة “ستتركّز في معظمها على اتفاقيات دولية غير ملزمة، ما يجعل الزيارة أقلّ من الطموحات الفرنسية مقارنة بتلك الموقّعة مع البريطانيين والأمريكيين”. أما هالا كودماني، في صحيفة “ليبراسيون” اليسارية فقد استنكرت أحد اجراءات الترحيب بابن سلمان وهي بسط السجاد الأحمر له عند استقباله يوم وصوله إلى فرنسا يوم الأحد 8 أبريل، مشيرةً إلى أنه يستمر في شنّ حرب مميتة في اليمن أثارت انتقادات الكثير من المنظمات إنسانية والجمعيات الحقوقية من دون أن يتخذ أي قرار أو إجراءات للكف عن قتل اليمنيين. كما طالبت جماعات حقوقية من رئيس البلاد، إيمانويل ماكرون، بتعليق عقد اتفاقيات أسلحة مع ابن سلمان في الزيارة التي ستستمر لثلاثة أيام نظراً إلى جرائم الحرب التي يرتكبها في اليمن، بعد أن تسبّب بأزمة إنسانية خانقة ستكون الأسوأ منذ عشرات السنين.

مقالات ذات صلة