رسالة مباشرة ؟!.

عمران نت 11 فبراير 2018م

بقلم / زيد البعوة

ابليس كان يلقب بطاووس الملائكة وعبد الله كما يقال الف سنة لكنه فشل في اختبار بسيط وهو التسليم المطلق لله فسقط سقوط مدوي فاصبح مطرود ملعون مذموم وهكذا الحال بالنسبة لبقية المخلوقات وعلى رأسها الانسان..
قد تكون في يوماً من الأيام من ابرز الناس في الدفاع عن الحق وفي مقارعة الطواغيت وفي نشر قيم الحرية والعدالة لكن عندما يتسلل الغرور الى قلبك فعليك ان تعلم ان هذه بداية السقوط..
يقول الشهيد القائد سلام الله عليه “لو تقرأ ما قرأت طول عمرك ورصات الكتب بين يديك مجلد بعد مجلد وانت لا تحظى برعاية من الله ان يعلمك هو ان يفهمك هو فإن غاية ما تحصل عليه قليل من العلم وكثير من الجهل ” هكذا بالنسبة للبعض يدرس اكثر من عام ويقرأ عشرات الكتب ثم يرى انه قد صار مثقفاً وحكيماً وعالماً فيصبح ينظر ويتفلسف ويخربط في الأمور ويرى انه وحده على الصواب وغيره على باطل..
من ابرز عوامل السقوط والغرق هي الرياء والانانية وعدم الوعي والبصيرة وحب الذات والمقاصد الشخصية من خلال السعي وراء مناصب او الحصول على مال..
حتى لو التقيت بالسيد عبد الملك في يوم من الأيام فهذا لا يعني انك من أولياء الله وحتى لو التقطت لك صورة مع السيد حسن نصر الله فهذا لا يعني انك أصبحت احد ابرز العناصر التي ساهمت في هزيمة إسرائيل في حرب تموز وحتى لو حجيت الف مره وزرت رسول الله وقرأت القران مليار مره وانت غارق في ذاتك وفي شخصيتك فلن تصل الى نتيجة انت فقط تدور حول نفسك..
لا تتمنن على الله وعلى الناس بماضيك حتى وان كان حافلاً الإنجازات والاعمال الخيرية فكل ما عملته يجب ان يكون بدافع ايماني وهدفه الحصول على رضى الله ونشر قيم العدالة والحرية اما ان كنت تريد استغلال ذلك لتلميع شخصيتك والحصول على الشهرة والمال والمقامات المعنوية فهذا قمة الرياء والمغالطة..
العبرة الحقيقة هي في حاضرك وفيما تعمله اليوم من اعمال في سبيل الله والحرية والكرامة وفيما تعمله من اجل المستقبل لك ولهذه الأمة في مواجهة الاستكبار وليست العبرة فيما فعلت في الماضي حتى وان كان ذلك جيداً فالمهم هو الاستمرار وليس التوقف عند نقطة معينة فالتاريخ والزمان يمضي وكل مرحلة تستدعي العمل..
حتى لو كتبت ما كتبت والفت المجلدات وشاركت في اعمال نضالية من اجل الحرية والكرامة والاستقلال وتعرضت للسجن والقهر والعذاب في الماضي فيجب ان يكون ذلك دافعاً لك لمواصلة المشوار اليوم لا ان ينقلب عملك الى واقع سلبي يؤثر على الداخل ويثمر لمصلحة العدو الخارجي نتيجة حماقات وأفكار طائشة فتنسف ماضيك المشرق بنزوات حاضرك الذي يخيم عليه الظلام..
لا تتحجج ولا تبرر ما تفعله وتقوم به انه ناتج عن بعض السلبيات التي تصدر من البعض تذكر قوله تعالى عليكم أنفسكم لا يضركم من ظل اذا اهتديتم فلوا استسلم الأنبياء والصالحين والثوار لبعض المنافقين والمعرقلين والمخربين لما قامت للحق قائمة ولما انتصر اهل الحق ابداً لكن الكفاح والمواصلة والاستمرار على النهج القويم هي التي تؤتي ثمارها مهما كانت التحديات..
قد يكون الخلل نفسي لا علاقة له بما يحصل في الميدان الاجتماعي لا بالسياسة ولا بالاقتصاد ولا غير ذلك فقد يكون الخلل ذاتي ناتج عن ذنوب وثقافات مغلوطة وخلل في الوعي والبصيرة وهذا اكبر الأخطار التي تؤثر على صاحبها فتصنع منه شيطاناً وهو لا يزل يظن انه من الصالحين..
لهذا أيها المغرور التائه الغارق في بحر الضياع اعرف اولاً لماذا يلعن الناس الشيطان فقد تكون ملعوناً من حيث لا تدري.

مقالات ذات صلة