استراتيجية عسكرية جديدة لمواجهة العدوان يشرف على تنفيذها الرئيس الصماد

 عمران نت / 2 مارس 2018م

 وكالة الصحافة اليمنية

علمت وكالة الصحافة اليمنية من مصدر عسكري مسؤول في صنعاء أن رئيس المجلس السياسي اليمني القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن / صالح الصماد اعتمد استراتيجية عسكرية جديدة لمواجهة العدوان الامريكي السعودي ويشرف على تنفيذها في جبهات الداخل والخارج.

متوقعاً من الاستراتيجية العسكرية الجديدة إحداث تغيير في مسار المعارك في الجبهات الداخلية و ما وراء الحدود.

وتحقق القوات اليمنية خلال الاسبوعين الاخيرين تقدمات ميدانية كبيرة في مواجهة قوات التحالف الدولي ومليشياتها المأجورة.

وأكد المصدر أن الخطة الاستراتيجية التي يشرف عليها  الصماد  سيتم الكشف عنها في الأيام القليلة المقبلة ميدانياً ، كونها ستغير كثيراً في مسار الحرب التي يخوضها الجيش اليمني ضد قوات تحالف العدوان بقيادة السعودية.

ولفت المصدر إلى أن الرئيس الصماد ناقش مع كبار القادة والخبراء العسكريين التطورات الأخيرة لسير المعارك، وتقييمها ، والاستعداد لتدشين مرحلة جديدة بعد تحقيق معركتي الردع والنفس الطويل لأهدافهما بصورة مرضية.

ونوه المصدر إلى أن  القائد الاعلى للقوات المسلحة في صنعاء أبدى جدية شديدة تجاه البدء في تنفيد الجيش اليمني الاستراتيجية العسكرية الجديدة، وهو الذي عاد للتو من محافظة الحديدة بعد أن حضر عرضاً عسكرياً مهيباً لتخرج دفعات عسكرية وأمنية جديدة كانت قد تلقت تدريبات نوعية وتم تجهيزها بالإضافة إلى دفعات مشابهة في مناطق يمنية مختلفة وتم إرسالها الى جبهات القتال الداخلية والخارجية للمشاركة في تنفيذ الاستراتيجية العسكرية الجديدة.

وحصلت وكالة الصحافة اليمنية على صورة للقائد الاعلى للقوات المسلحة والامن / صالح الصماد أثناء انهماكه في دراسة الاستراتيجية الجديدة وتطويرها. ( مرفق الصورة ).

نجاح الخطط العسكرية اليمنية خلال 3 أعوام

ولعل من المنصف التطرق إلى أن خطط الجيش اليمني الاستراتيجية  حققت نجاحاً لافتاً، ضاعفت من ثبات الجيش وصمود الشعب اليمني، وبالمقابل أنهكت التحالف والموالين المحليين له حيث ظهر ذلك في قراراتهم المتخبطة المتكررة ومنها التغييرات العسكرية في وزارة الدفاع السعودية والتي تم الإعلان عنها يوم الاثنين الفائت.

وتأتي هذه التغييرات مع قرب دخول التحالف العربي الذي تقوده السعودية  العام الرابع دون أفق لحسم الحرب، وبعد 3 سنوات من تولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان منصبه كوزير للدفاع.

ويبدو أن حرب اليمن كانت حاضرة بشدة في القرارات الملكية التي ذُكر في نصها أنها جاءت بناء على توصية من بن سلمان،  فقد أطاحت صواريخ الجيش اليمني الباليستية التي وصل لهيبها إلى قصر اليمامة في الرياض  بمحمد سحيم من منصبه كقائد لقوات الدفاع الجوي الذي شغله منذ أكثر من 6 سنوات.

كما أطاحت التغييرات بمحمد العتيبي من قيادة القوات الجوية التي تسند لها المهام الرئيسية في الحرب، وبمقتضى تلك الأوامر تمت الإطاحة بعبدالرحمن البنيان من منصب رئيس الأركان، الذي كان يشغله منذ مايو 2014، كذلك تم تفريغ فهد بن تركي لمهمة قيادة القوات المشتركة، بعد إنهاء خدماته كقائد للقوات البرية.

حسابات سعودية مرتبكة..

وقد أربك الجيش اليمني  باستراتيجيته الحربية حسابات التحالف بقيادة السعودية، ففي 25 مايو 2017  قال محمد بن سلمان في مقابلة تلفزيونية في ما يتعلق بحديثة عن الحرب على اليمن أن الوقت لصالح التحالف ، أي أنه  جزء من رهانه كوزير للدفاع ومسؤول عسكري رئيسي في إدارة هذه الحرب المرهقة لبلاده هو تآكل الجبهة العسكرية لجيش صنعاء.

محاولة السعودية التقليل من شأن الجيش اليمني..

وتؤمن السعودية أن صلابة القوة  العسكرية  للجيش اليمني واستمراره هو الدعم الذي يتلقاه من إيران في محاولة منها للتقليل من شأن قوة الجيش اليمني ونجاحه ميدانياً واعتماده على قدراته الخاصة في تطوير قدراته التسليحية ابتداء من تصنيع الذخيرة والقذائف والقناصات والكلاشينكوف وصولاً الى صناعة الصواريخ البالستية طويلة المدى وتصنيع طائرات بدون طيار متنوعة المهام بقدرات محلية بحتة.

لذلك فقد دفعت السعودية باتجاه إغلاق ميناء الحديدة ثم ضغطت على الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي من أجل تمكينها الإشراف على ميناء الحديدة غرب اليمن بحجة أنه قد يكون أحد منافذ وصول السلاح والمساعدات العسكرية إلى اليمن، رغم الحصار المحكم الذي يفرضه التحالف منذ بدء العدوان، هذه الثقة وحدها تكشف أن حسابات السعودية وحلفائها غير دقيقة ، وأن تعليق فشلها في اليمن على الشماعة الإيرانية هروب من الاعتراف بالحقيقة.

نتائج عكسية لرهانات بن سلمان..

رهان بن سلمان على الوقت عسكريا جاء بنتائج معاكسة ، فهذا الوقت الذي يراهن عليه ، كان سلاحا فعالا استخدمته صنعاء بذكاء، ففتحت  معسكرات جديدة وكثفت من التجهيزات العسكرية والتعبئة العامة، وحصلت بالفعل على قوة أضعاف ما كانت عليه في الأسابيع الاولى من بدء “عاصفة الحزم” وهذا يعني أن الذي استفاد ولا يزال يستفيد من الوقت ليس السعودية قطعا وإنما صنعاء.

وكشفت القوة الصاروخية في صنعاء  لأكثر من مرة عن  تطوير عدد من المنظومات الصاروخية المتنوعة وادخالها ضمن معركة الردع ، فضلا عن أن ما تأكد فعليا أن التحالف الذي تقوده السعودية فشل في القضاء على القوة الصاروخية التي كان يمتلكها الجيش اليمني.

كل هذه مؤشرات واضحة ان الاستعدادات العسكرية لصنعاء تتصاعد وتتعاظم ، وأن التصريحات التي يطلقها قائد ثورة 21 سبتمبر ومعه رئيس المجلس السياسي الأعلى ،والإصرار على مواجهة  العدوان كخيار لا بديل عنه ، تستند على ثقة وإعداد وليس كلاماً إعلامياً.

وعود السيد عبدالملك .. وشلل العمليات العسكرية المعادية..

وما يؤكد هذه المعادلة أن خارطة المواجهات الميدانية بين الجيش اليمني من جهة والقوى التي يدعمها التحالف من جهة  متوقفة عند خطوط  معينة ، ولم تتمكن هذه الأخيرة من اختراق أي تقدم ميداني يفتح آفاق للسعودية بأن تتجه نحو السيطرة على مزيد من الارض رغم الإسناد الجوي الذي يوفره طيران التحالف والدعم والتمويل العسكري المهول جداً.

ومراراً وتكراراً تثبت الوعود التي يطلقها السيد عبدالملك الحوثي وصالح الصماد رئيس المجلس السياسي وكبار القيادات العسكرية في صنعاء، تثبت صدقها فعلياً.

.ولعل الجميع يتذكر كيف أن تلك القيادات وعدت شعبها بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي وستوجه ضربات موجعة لعدوها السعودي، وهذا ما تحقق في مختلف الجبهات ومنها جبهات ما وراء الحدود.

ارقام فلكية لقتلى الجيش السعودي ، وجبهات ملتهبة..

و ها هي منذ قرابة الثلاثة الأعوام لا تعرف جبهات  ما وراء الحدود الهدوء أبداً وتشهد بشكل شبه يومي سقوط قتلى في صفوف الجيش السعودي ، وإن كانت السعودية لا تعترف بخسائرها هناك بشكل دقيق إلا أن  التقديرات تؤكد مقتل من 5 – 10 جنود سعوديين  يومياً. وبما يتراوح بين 150-300 جندي وضابط سعودي يلقون مصرعهم شهرياً ، والرقم الفلكي هذا بحسابات العام الواحد كفيل بتحطيم معنويات كافة القوى العالمية الساعية الى المشاركة في احتلال اليمن سيما في ظل البريق الاعلامي العالمي عن قدرات الجيش السعودي وتصنيفه كثاني قوة عسكرية في المنطقة العربية. بعد جيش الاحتلال الاسرائيلي.

هذا الرقم عن الخسائر السعودية مخيف بالنسبة للسعودية وعامل قلق دائم، فما يحدث هناك هي حرب استنزاف للسعودية  في منطقة جغرافية تخدم القوات العسكرية اليمنية ، وترهق الجنود السعوديين و المسلحين الموالين لها ممن دفعت بهم لمساندة جيشها ومن بينهم قوات عسكرية سودانية.

ومن المعروف أن الحرب في تلك المناطق تحدث في مئات الكيلو مترات ، وهي مناطق مفتوحة من الصعب أن يفرض التحالف وطيرانه حماية كاملة لها، ولعل الزيارة التي قام بها الجنرال جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط، في الـ 23 من اغسطس 2017، إلى منطقة جيزان على الحدود اليمنية-السعودية، لإلقاء نظرة مباشرة على معركة السعودية ضد الجيش اليمني لم تأتي من فراغ.

ويؤكد خبراء عسكريون:” أن الرهان السعودي على الوقت ، رهان خاسر وجاء بنتائج عكسية ، والاستعراض العسكري والمناورات شبه الأسبوعية  للقوات الملتحقة بمعسكرات مواجهة العدوان في تصاعد والآمال السعودية والتحالف على الحسم العسكري أغلقت منذ زمن وآخر المتحدثين عن ذلك  السفير البريطاني الجديد لدى اليمن  سايمون شيركليف الذي دعا للعودة إلى المسار السياسي والمفاوضات ، واستبعد الحل العسكري “.

ويبدو عملياً أن الجيش اليمني فرض معادلته الخاصة على التحالف، وغير موازين القوة بصورة لافتة.. فقد تمكن من توجيه ضربات قاسية  عبر صواريخه الباليستية التي طورتها وحدة التصنيع الحربي اليمني لتضرب بعيداً وعميقاً وعنيفاً تجمعات قوات التحالف والمسلحين الموالين له في مأرب والجوف ، وتدمر بوارج التحالف وسفنه الحربية ، وتسقط طائراته ، وتصل حتى  إلى قصوره  الملكية الفارهة .. كما أن الجيش اليمني الذي قاتل بشجاعة وذكاء طيلة ثلاثة أعوام كاملة ، ما زال يخبئ في  جعبته الكثير من الخيارات الاستراتيجية  المذهلة

مقالات ذات صلة