من أهم ما يكشف حقيقة الإنسان في إيمانه وصدقه مع الله، هي المسئولية الجهادية

{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُواْ} لا يمكن لا يمكن أن تتركوا هكذا، سنّة الله سبحانه وتعالى قائمة على أساس كشف واقع عباده، {مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَآ أَنتُمْعَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}(آل عمران:179)، ومن أهم ما يكشف حقيقة الإنسان في إيمانه وصدقه مع الله هي المسئولية الجهادية.

أمام الأحداث أمام المتغيرات أمام الأخطار عندما يكون هناك أحداث ومواقف البعض يهتز إيمانهم فيظهر تهربهم من المسئولية، معناه هنا أن الله لن يترك الناس أبداً من دون أن يكشف حقيقة واقعهم حتى يتضح من يستجيب لله ويتحرك في إطار المسئولية الجهادية صادقاً مع الله، موقفه مع الله ولله وفي سبيل الله، وصادق في ولاءه في ولاءه.

ولهذا قال هنا: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُواْ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَجَاهَدُواْ مِنكُمْ} لابد من خلال الأحداث حتى من خلال حركة الأعداء حركة الأعداء وعدوانيتهم، والمواقف أو الوقائع والأحداث التي تفرض أن يكون هناك موقف، أن يكون هناك تحرك، تفرض أن يكون هناك جهاد، يتضح من سيجاهد ومن لن يجاهد، من لم يجاهد. من سيكون موقفهم تنصلاً عن المسئولية وتهرباً عن الجهاد وتخاذلاً ممن سيستجيب لله، ويصدق مع الله، ويتحرك في سبيل الله.

{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُواْ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ} وما أعظم هذه الآية وما أهمها. نحن نقول لكل المتخاذلين عن الجهاد في سبيل الله ولكل من لهم موقف سيء سيء مثبط، مخذل، صاد عن الجهاد في سبيل الله لو لم يكن لكم إلا هذه الآية لكانت كافية، استحوا من الله، استحوا من الله، لا يمكن لأحد أن يبرر موقفه في الصد عن سبيل الله، وفي أن يكون دائماً يتحرك للتثبيط والتخذيل للناس عن الجهاد في سبيل الله.

{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُواْ} حتى لو أردتم لأنفسكم أن تتظاهروا بالإيمان والدين والتقوى والصلاح وما إلى ذلك، لكن هناك من الدين نفسه من فرائض الله نفسها من الأعمال نفسها ما يكشف الله به حقيقة عباده، فيتضح من هو صادق الإيمان، من هو الصادق مع الله، فلن تتركوا؛ لأن هناك تحرك للعدو، ولن تتركوا؛ لأن هناك مواقف ووقائع وأحداث تفرض وتحتم وتلزم كل مؤمن أن يتحرك مجاهداً في سبيل الله.

{وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ اللَّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً} اختبار للناس تجاه الجهاد في سبيل الله وفي ولائهم، وفي ولائهم، من سيصدق مع الله، من سيكون ولاءه وموقفه المناصر والمؤيد ومعيته مع الله ومع رسوله ومع المؤمنين، ومن سيكون له ارتباطات أخرى، ولاءات أخرى، ولاءات خارج المؤمنين، خارج خط الله سبحانه وتعالى، ولاءات مع أولئك لأولئك الذين هم أعداء للإسلام والمسلمين أو لأوليائهم.

البعض واقعه واقعه لا يعطيه الفرصة ولا يتيح له أن يكون على ارتباط مباشر مع أمريكا؛ لكنه يرتبط بمن يوالون أمريكا، يرتبط بهم في نهجهم الموالي لأمريكا، في طريقتهم القائمة على العمالة لأمريكا وإسرائيل.

 ونحن نلحظ فعلاً في كل عصر في كل زمن يأتي من الأحداث والمتغيرات والمواقف ما تكشف الحقيقة وما يتبين بها واقع المنتمين إلى الإيمان، من يعتبرون أنفسهم مؤمنين، تأتي هذه سنّة من الله، هذه سنّة من سنن الله، أحداث ومواقف ومتغيرات يتبين بها من سيجاهد ويبقى ولاءه لله ولرسوله وللمؤمنين، ومن لن يجاهد ويكون له ارتباطات أو علاقات أو ولاءات هنا أو هناك مع الكافرين مباشرة أو مع من يوالون الكافرين.

{وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} الله خبير بما تعملون؛ ولذلك في سنته أن يكشف في الواقع العملي في الواقع العملي ما يبين حقيقة كل إنسان. ثم ينتقل الكلام إلى موضوع آخر.

هناك أحياناً في حركة المشركين والكافرين ما قد يلتبس على بعض المنتسبين إلى الإسلام خصوصاً القاصرين في وعيهم، يقول الله سبحانه وتعالى: {مَاكَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ الله شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْبِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ}.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد

عبد الملك بدر الدين الحوثيحفظه الله.

(دروس من سورة التوبة – الدرس الثاني)

بتاريخ: 6/ رمضان/1434هـ

اليمن – صعدة

مقالات ذات صلة