من خارج مجلس الأمن ..163 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة تدين الفيتو والقرار الأميركي بشأن القدس

عمران نت/ 21 ديسمبر 2017م

لم تستطع واشنطن في الجمعية العامة للأمم المتحدة فرض فيتو على القرار الفلسطيني المقدم مسبقًا إلى مجلس الأمن، وبأغلبية ساحقة اعتمدت الجمعية في اجتماع طارئ لها أمس قرارًا يؤكد حق الشعب الفلسطيني في السيادة على أرضه ومقدساته، وأدانت بتصويت 163 دولة من مكان انعقادها في نيويورك القرار الأميركي الأحادي والقاضي بالاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة للكيان الغاصب، على الرغم من كل التهديد والوعيد الذي كالته واشنطن مستبقة الحدث، محاولة عن عبث الضغط على الدول المنضوية في الجمعية العامة.

وفي هذا الصدد، أعلن المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور أن الجمعية العامة صوتت بأغلبية 163 دولة لصالح القرار، فيما صوتت 6 دول ضده، وامتنعت 11 دولة عن التصويت، موضحا أن “هذا التصويت يشكل تأكيدًا على استمرار دعم المجتمع الدولي للقضية الفلسطينية، في الوقت الذي يخرج فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب مهددا بوقف المساعدات المالية عن الدول التي ستدعم مشروع قرار بشأن القدس غدًا الخميس”.

وتابع منصور: “نحن نعرف والجميع كذلك، من يتصرف بشكل مسؤول ومن يتصرف بشكل إنساني، أميركا تركت كل أمورها وقضاياها وتسعى للحاق بنا في كافة المحافل لوقف تحركاتنا وإفشالها”.

*فلسطين وتركيا تتهمان واشنطن بـ”ترهيب الدول” قبيل جلسة الجمعية العامة حول القدس

محاولات واشنطن الحثيثة لثني الدول المنضوية في الجمعية العامة للأمم المتحدة على التصويت ضد القرار الأميركي لم تمرّ مرور الكرام، فقبل انعقاد جلسة المنظمة الدولية ندد كل من وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو بـ”ترهيب” واشنطن لأعضاء الأمم المتحدة، بهدف منعهم من إدانة القرار الأميركي بشأن القدس في الجمعية العامة.

وخلال مؤتمر صحفي مشترك بين الوزيرين عقد في اسطنبول قبيل مغادرتهما إلى واشنطن للمشاركة في الاجتماع الطارئ للجمعية العامة للأمم المتحدة، أعرب المالكي وأوغلو عن اعتراضهما على تحذير المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي لنظرائها في المنظمة الأممية من إدانة قرار واشنطن حول القدس عبر تهديدهم من “تسجيل” أسمائهم خلال التصويت المرتقب.

وأضاف المالكي:”سأتوجه غدا مع نظيري التركي إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، وسنسعى من أجل تحقيق العدالة ولو بشكل جزئي بعد كل الظلم الممتد لسنوات طويلة، وغدا سنشهد لحظة تاريخية في نيويورك”.

وتابع المالكي:”الكثير من الدول أعربت عن اعتراضاتها على اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لـ”إسرائيل”، وغدا ستُظهر هذا المواقف خلال التصويت”، شاكرا الجانب التركي لكل مبادراته دفاعا عن القدس.

*أوغلو: نتوقع دعما قويا لمشروع قرار القدس في الأمم المتحدة

وقبيل انعقاد الجلسة، توقع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن يكون هناك دعم قوي لمشروع القرار الرافض للقرار الأميركي في الجمعية العامة التي دعت إليها بلاده رئيسة القمة الإسلامية واليمن رئيس المجموعة العربية، مشددا على أن “العالم لم يعد كما كان في السابق، وأن مفهوم “أنا محق لأنني قوي” لم يعد موجودا، وأضاف:”العالم بات يتمرد ضد الظلم”.

* تهديد أميركي شديد اللهجة: سنوقف عن الدول المصوتة ضد القرار المساعدات المالية

وقبل ساعات من التصويت هدد الرئيس الأميركي بوقف المساعدات المالية عن الدول التي ستصوت لصالح القرار، وقال:”إنهم يأخذون مئات الملايين من الدولارات وربما مليارات الدولارات ثم يصوتون ضدنا، حسنا، سنراقب هذا التصويت، دعوهم يصوتوا ضدنا. سنوفر كثيرا ولا نعبأ بذلك”.

وسبق تهديد ترامب رسالة للسفيرة الأميركية في الأمم المتحدة إلى سفراء عدد من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة حذرت فيها أن “الرئيس ترامب سيراقب هذا التصويت بشكل دقيق وطلب أن أبلغه عن البلدان التي ستصوت ضده”، وأضافت هايلي:”سنسجل كل تصويت حول هذه القضية”.

ووصفت هايلي هذا التصويت بأنه “إهانة لن تنساها الولايات المتحدة”، مشددة على أن “مشروع القرار المصري يعيق عملية “السلام” في الشرق الأوسط”، على حد مزاعمها.

وتحمل مسودة القرار الذي سيتم التصويت عليه ما ورد في النص الذي عرض على مجلس الأمن الدولي وعطلت واشنطن إقراره باستخدام الفيتو، وتجدر الإشارة إلى أن تبني القرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة غير ملزم بالنسبة لواشنطن، ويشكل إدانة رمزية فقط للخطوة الأميركية بنقل سفارتها إلى القدس.
المصدر : العهد الاخباري

مقالات ذات صلة