ابكوا كما تشائون و تالموا كما تحبون و لكن لا تنتظروا من الاخرين ان يبكوا ويتالموا معكم..

عمران نت/ 18 ديسمبر 2017م

العلامة عبدالمجيد الحوثي

انا شخصيا لا الوم بعض الاخوة في المؤتمر الشعبي العام ان بكوا زعيمهم و ناحوا عليه فهو يستحق منهم هذا البكاء واكثر و لو لم يبكوا وينوحوا لكانوا قليلي الاصل و كافري نعمة فقد:(جبلت القلوب على حب من احسن اليها)
فعلي عبدالله صالح هو الذي:
جعلهم يمتلكون ارفع المناصب في الدولة
و يمتلكون اضخم الفلل والعمارات:
فاقل مسؤول كان يمتلك فلة او اثنتين في صنعاء و فله و ارض في عدن و فلة و مزرعة في حجة و فلة في الحديدة و فلة في تعز
جعلهم يمتلكون افخم السيارات فترى حوش البعض منهم كانه معرض فاخر للسيارات
جعلهم يمتلكون الشركات الضخمة داخل اليمن وخارجها
جعلهم يعلمون اولادهم في ارقى المدارس وبالدولار
و بعدها ياخذون المنح في ارقى الجامعات العالمية
ليكملوا تعليمهم و المنصب جاهز لهم فور رجوعهم
جعلهم يتملكون الاراضي و عقارات الدولة بغير حساب
جعلهم بصبحون اباطرة الاقتصاد في اليمن و البعض حتى خارج اليمن
جعلهم يتخورون السفريات الى كل انحاء العالم تحت مسمى بعثات حكومية وغيرها و في الدرجة الاولى بالطبع
جعلهم يسجنون من ارادوا و يطلقون من ارادوا و يمتلكون السلطة حيث ذهبوا و لا يجرؤ احد على منازعتهم او مشارعتهم في حق له شخصي فكيف بالحق العام
عطل اجهزة الرقابة والمحاسبة حتى لا ينال احد منهم الجزاء العادل على فساده
جعل اكثر من ثمانين في المية80%من مناصب الدولة العليا والدنيا من نصيبهم
جعلهم لا يحتاجون الى ان يدفعوا جمارك ولا ضرائب ولا كهرباء ولا تلفون ولا ماء ولا اي فاتورة من فواتير الدولة و مستحقاتها
جعلهم الوكلاء الوحيدون لتصاريح المشاريع العملاقة والاستيراد والتصدير لمحتاجات الدولة في كافة المجالات
فهل تريدون منهم بعد كل هذا ان لا يبكوا على زعيمهم و ان لا ينوحوا عليه وان لا يندبوه يا هؤلاء لو كان لكم منه ربع العشر مما منحهم لبكيتم اعظم من بكائهم و نحتم اكثر من نواحهم فدعوهم يبكوه كما يشائون فلن يجدوا بديلا له يفعل لهم ما فعله علي صالح الى يوم القيامة
و لكن اقول للاخوة في المؤتمر لا تنتظروا من الاخرين ان يبكوا زعيمكم كما تبكون و يتالموا لمصرعه كما تتالمون فهنالك من هذا الشعب من كان يرى ما يفعله لكم الزعيم و لكنه يعيش وضعا مختلفا تماما فالكثير منهم:
لم يستطيعوا ان يدخلوا المدارس التي تدخلون ولا ان ينالوا المنح التي تنالون بل بعضهم لم يكن يسمح لهم بدخول الجامعات لامور مذهبية
لم يمتلكوا منزلا عاديا وليس فللا في معظم المحافظات بل يعيشون في اسوء مكان او في بيت من الايجار يحملون همه من بداية الشهر
لم يحلموا ان يمتلكوا سيارات عادية فكيف بسياراتكم الفارهه
لم يحلموا ان يصلوا الى المناصب العليا بل ولا الدنيا وان كانوا يمتلكون ارفع الشهادات والمؤهلات
والبعض منهم
قتل الزعيم اهله واقاربه
و دمر بيته ومزرعته
و حارب فكره ومذهبه
و سلط اعدائه عليه
و صب عليه كل انواع اسلحة الدمار
و سجنهم لسنين عديدة
وفصلهم من وظائفهم لمجرد الاسم او المنطقة
و منعهم حرية التنقل لانتمائهم العرقي او المناطقي
وسلط وسائل الاعلام لتشويههم بالاكاذيب
و اخفى الكثير منهم حتى الان
و مكن حتى الدول الاجنبية من قتلهم وتدميرهم
و فعل بهم وفعل اكثر مما تتصورون
فلا تنتظروا منهم ان تسيل مدامعهم لمقتله ولا ان ينوحوا لفراقه ولا ان تظلم الارض عليهم لرحيله
مع انه و في نظري الشخصي يمتلك شخصية قيادية و كارزما قوية و مرونة اكثر من عالية حتى اننا ورغم ما فعله بنا لا نحمل تجاهه الحقد والضغينة التي نحملها لمن كانوا اداة له في قتلنا كعلي محسن وامثاله و يعلم الله لولا اني اعلم ان هلاكه جنب اليمن واليمنيين الكثير من الويلات والدمار والمشاكل لما كنت احب ان يقتل رغم كل ما فعل
فابكوا كما تشائون عليه ولكن لا تنتظروا من الاخرين ان يبكوه معكم و هو من حرمهم ليعطيكم ومنعهم ليمنحكم فكل يراه من زاويته التي كان يعامله من خلالها
و موقف هذين الفريقين طبيعي لان له اسبابه و مبرراته
#ولكن العجيب الغريب ان يقوم بعض المهمشين والمحرومين و المقصين من كل ماسبق ممن لم ينالوا من حسناته شيئا و لا من منحه قليلا ولا كثيرا و مع ذلك يبكونه كما يبكيه الاولون و ينوحون عليه اكثر مما ينوح المسؤولون بلا مقابل ولا مصلحة نالوها
و لكن لله في خلقه شؤون

 

مقالات ذات صلة