صنعاء يا قلعة الأسود

 عمران نت/ 12 نوفمبر 2017م

بقلم /عفاف محمد

صنعاء يا القعلة الحصينة ويا الدرة المكنونة ويا الوردة الندية…
صنعاء يامن لا تكتبك الكتابة حرفاً ولا تكفيك اللغة وصفاً
انتي وطن لا يُكب فكيف بها الأبجدية تجيد نحتك فلا اشعار التصوف تستوفي مناقبك ولا قصص الخيال تسردك في سطور ..
مجمل وصفك انتي..وردةانتي قلعة حصينة..فاقت كل القلاع التاريخية هيبة وحضارة..

 

فدتك نفسي يا صنعاء يانور شمس الضحى وبرد الظلال
من عاش في ربوعك نال حفض العيش في دعة وفاز بالطيبات ومن أشتم عبقك الفواح هام في رباك واليوم…
يأتي الطوفان كسيل مصقول فيذبحك !!

يا نجمة في مداري اطفئوك ..

صنعاء يا قلعة الأسود حالوا أغتيالك كأغتيال وردة ! وردة يانعة فكيف بهم يغتالون وردة ؟!

 

جرائم بشعة لم نكن يوما لنتوقعها مناظر تدمي الخاطر والمأقي باتت اليوم صنعاء اكوام بشرية مقطعة واكوام حجرية متناثرة !!
اسقف تهوي على ساكنيها وارصفة تخضب بسيول الدماء الهلع مرتسم في وجيه الصغار والحيرة منحوته في وجه الكبار هنا قصف وهنا دمار وهنا الباكون على الأطلال ..
كنتي المرمى الأول لأهدافهم في ليلة 26 آذار وتمادوا في ايذائك نشروا في اوساطك الدمار والهلع والأوبئة ومع ذلك لم تكوني دبي الأخرى الوهمية التي تحتضن الدواعش ويشوبها فلاتان امني كما الجنوب فقد احكم القبضة لجان شعبية وجيش لجب وكانوا من يدرئون عنا مصائب العدوان واذرعه الداخليه فقللوا من حجم تلك الكوارث الإنسانية ..
اليوم تعاودك الغارات الليلية الهمجية والمتوشحة بعد الصفعة البالستية التي افقدتهم صوابهم وعلى أثرها قرروا تضييق الخناق وأطباق الحصار المطبق !!
يا ويح نفسي مما حل بكي يا وردتنا لقد قصدوا ان ينسفوا رونقك وبهائك ويناثروا اجزائك لحقد قديم استبد بهم واعمى بصيرتهم والبصائر وسقطت الأقنعة عنهم وتعرت الصورة الوحشية للعالم فصاروا يرددون جملتهم المشهورة ..انا..ومن بعدي الطوفان !
مدت لهم اذرع صهيونية وغربية وعربية تؤازر قتلنا اختلقوا الحجج الواهية صرنا حقل تجارب لأسلحتهم العفنة والتي يجنون ويخسرون منها وفيها الملايين..
دمروا ما بنيناه لسنوات خلت دمروا كل جميل فينا
لما ؟!
تلك هي النفس المنحطة النرجسية التي تطغى على الجبابرة وتنتشي بالدم وتجعل منهم وحوش ادمية لا يفقهون سوى جني المال وسفك الدماء

اليوم صنعاء جريحة تنزف مطارها بيوتها مصانعها مدارسها طرقها صالاتها مشافيها منصاتها كل منشاء فيها يئن ويشتكي يذهب العامل عمله وهو لا يدري هل سيعود حياً ام ستقتاته تلك الغارات في العمل ان وجد او في الطريق و كل طفل فيها يذهب مدرسته وامه تخاف من ان تباغته غارة لعينة اخرى كتلك التي حصدت روح إشراق باب مدرستها وتلك هي التي جعلت الطالبات والطلاب يذرفون دموع خوفا وهلعاً بعد ارتجاج الأبواب والنوافذ من هول تلك الغارات والتي انتشرت صورة مؤخراً لطالبات والهلع والجزع مرتسم على ملامحهن البريئة التي لا تعرف معنى الحروب وجدواها ..
فالعدو لم تقتصر اهدافه المزعومة على اهداف او ثكنات عسكرية فقد طالت كل منشاء بكل تبجح حتى البيوت ضاربة بكل القوانين الدولية والحقوقية عرض الحائط ..

الم يكفيكم دمار وسفك للدماء الى اين انتم ماضون بنا
رغم كل ذلك صنعاء عصية صنعاء محصنة صنعاء تحميها اسودها ونمورها صنعاء التي عجزتم عن ان تدوسوا اطراف مشارفها التي تهرفون عامان ونيف بأنكم على مشارفها
تلك المشارف الصنعانية بعيدة عليكم جدا يا علوج وستنهض صنعاء من جديد وتضمد جراحاتها وسينجلي الظلام الذي يلتفها وسينقشع كغيمة سوداء .تمطر بعدها شموخ وأمل وستنهض مشرئبة العنق مهما كان حجم جراحها ستظل هي الوردة الفواحة وستنبت من جديد ويفوح عطرها وتنتصر على حد السيوف سنتنصر وتلك الأسود اليوم واقفة على الأطلال تحرس صنعاء من قذاراتهم

 

سيتحدث التاريخ عن صمود صنعاء واهل صنعاء وساكنيها وحاميها ويتحدث عن وحشية عدوان قتل كل جميل فيها ولم يصل غايته بل سيكدس ملف اسود في تاريخه وتولي خلفهم الف لعنة ابدية

مقالات ذات صلة