تسونامي المُقاطعة يضرب إسرائيل وهي تعتبره تهديدًا إستراتيجيًا ، ولبيد : وضع الدولة العبريّة دوليًا وصل إلى الحضيض

مقاطعة-العدو-الإسرائيلي

––زهير أندراوس / رأي اليوم

في كلمته أمام مؤتمر مركز أبحاث الأمن القوميّ في تل أبيب، قال رئيس حزب (يش عتيد) ووزير المالية السابق، النائب يائير لبيد إنّ وضع إسرائيل على الحلبة الدوليّة لم يصل ولو مرّةٍ واحدةٍ إلى الحضيض، كما هو عليه الآن، لافتًا إلى أنّ عزلة إسرائيل تزداد يومًا بعد يوم، وحكومة بنيامين نتنياهو لا تفعل شيئًا لوقف هذه الحملة، التي اعتبرها تهديدًا إستراتيجيًا، على حدّ تعبيره.
واليوم الخميس، كشفت صحيفة (يديعوت أحرونوت) النقاب عن أنّ أعضاء منظمة المقاطعة العالميّة (
BDS) أفشلوا المحاضرة التي كان يُلقيها رئيس جهاز الأمن العّام الأسبق، عامي أيالون، في جامعة في لندن، حيث حطّموا أبواب القاعة، وأقاموا الضجّة، وطالبوا بمحاكمة أيالون بتهم ارتكاب جرائم حرب. وأيالون هو صاحب المقولة المشهورة: لقد قتلت فلسطينيين، أكثر ممّا حماس قامت بقتل يهود وإسرائيليين. وعقبّ رئيس الشاباك الأسبق على ما جرى في الجامعة قائلاً إنّ هؤلاء المتطرفين لن يردعوه عن مواصلة النشاط من أجل إحلال السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، على حدّ تعبيره.

في سياق مُتصّل، توجه أطباء بريطانيون لاتحاد نقابات الأطباء العالمي بطلب طرد نقابة الأطباء الإسرائيليين من هذا التجمع العالميّ، بحسب ما ذكر موقع (WALLA) الإخباريّ-الإسرائيليّ. ولفت الموقع إلى أنّ لجنة العلوم والتكنولوجيا التابعة للكنيست الإسرائيليّ أجرت الأربعاء نقاشًا حول المقاطعة الأكاديميّة الدوليّة المفروضة على المؤسسات الأكاديميّة والعلميّة الإسرائيليّة تحدث فيه ممثل نقابة الأطباء الإسرائيلي الدكتور زئيف فيلدمان.
وقال فيلدمان: لا يزال سيف المقاطعة مسلطًا على رقبة الأطباء والعلماء الإسرائيليين، نحن في خطرٍ محدقٍ ونشرت الصحف الطبية البريطانية مقالات تمثل إدارات تحريرها تتضمن الكثير من الاهانات للأطباء والطب الإسرائيلي بدعوى أنّهم يقومون بتعذيب المرضى الفلسطينيين، على حدّ تعبيره.

على صلةٍ بما سلف، أزالت شبكة “مركتور” التجاريّة الأكبر في سلوفانيا، والتي تمتلك الحكومة جزءً من أسهمها، كل المنتجات الإسرائيلية عن الرفوف، ومن ضمنها الأفوكادو، والبوملي والتمور، وذلك استجابة لضغوط حركة المقاطعة “BDS”. وفي أعقاب ذلك، أشار تقرير نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبريّة، إلى استدعاء سفيرة سلوفانيا في إسرائيل هذا الأسبوع إلى وزارة الخارجية الإسرائيليّة، لإجراء محادثات بهذا الشأن. وبحسب الصحيفة، فإنّ كبار المسؤولين في الخارجية الإسرائيليّة أوضحوا لسفيرة سلوفانيا أنّ إسرائيل تنظر بخطورة إلى ما حصل.
وتوقعت الصحيفة وصول سفير إسرائيل في سلوفانيا، شموئيل ميروم، إلى هناك قريبًا، لطرح القضية أمام وزارة الخارجية السلوفانية، وأمام شبكة “مركتور”. ولفتت الصحيفة إلى أنه في عام 2014، جرت محاولة لمقاطعة “الكريبفروت”، إلا أنّ ضغوط وزارة الخارجية في تل أبيب وأصدقاء لإسرائيل في سلوفانيا جعلت الشبكة تجدد تسويقها.

ويأتي هذا الإجراء، بعد يومين من تبنّي وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الاثنين الماضي، لصيغة موقف تتعهد بتطبيق متواصل وكامل وفعلي لقانون الاتحاد الأوروبي الموجود على منتجات المستوطنات، بما لا يشكل مقاطعة لإسرائيل، بمعنى مواصلة مقاطعة منتجات المستوطنات الإسرائيليّة في رفض وإدانة واضحة لمشاريع الاستيطان في أراضي السلطة الفلسطينيّة المحتلّة.

وهاجم رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، القرار الأوروبيّ، واصفاً إياه بـالمنافق ويُمثل ازدواجية في المعايير، ويُركّز على إسرائيل وليس على 200 نزاع آخر في العالم، بحسب تعبيره. ولفت نتنياهو إلى أنّ الاتحاد الأوروبيّ قرر وسم إسرائيل فقط وغير مستعد للتسليم بحقيقة أنّ أوروبا تسم الجانب المُهاجم بالأعمال الإرهابية.

في المقابل، ادعى نتنياهو بأنّ اقتصاد إسرائيل قوي وسيصمد أمام هذه الخطوة، ومن سيتضرر منها هم سكان الضفة الذين يعملون في المعامل الإسرائيلية. وخلُص إلى القول: أدعو الاتحاد الأوروبيّ إلى الخجل من هذا القرار. وكانت اللجنة التنفيذية لحزب العمال البريطاني قد قررت في اجتماع عقد الأسبوع الماضي مقاطعة شركة G4S البريطانية للخدمات الأمنية، بسبب توفيرها خدمات أمنية في سجون الاحتلال التي تضم فلسطينيين معتقلين إداريين دون محاكمة أو تهم بعينها، ويخضعون للتعذيب، كما أفادت صحيفة (يديعوت أحرونوت).

وكانت هذه الشركة العملاقة التي تنشط في أكثر من 110 دول، قد زودت خدمات الحراسة لمؤتمر الحزب الذي عقد في مدينة برايتون جنوب بريطانيا في أيلول (سبتمبر) الماضي. ويعني القرار أنّ ثاني أكبر حزب في بريطانيا وهو حزب المعارضة الرئيسية، ويُشكّل حكومة الظل، لن يستعين بخدمات هذه الشركة.

 

مقالات ذات صلة