المعركة الحقيقية

عمران نت/ 10 اكتوبر 2017م
بقلم /حمير العزكي
 
مخطئ من ظن أننا في هذه المعركة المصيرية نواجه فقط العدوان السعودي الأمريكي المجرم والقاتل والمحتل البغيض ،
من ظن أننا نواجه فقط صلفه وهمجيته وبشاعة جرائمه ومجازرة، لا نواجه فقط العدوان السعودي الأمريكي ،
 
بل نواجه معه الكثير من عملائه ومرتزقته المرتمين في احضانه والقابعين تحت أقدامه ونواجه أيضا عملاء وخونة ومرتزقة في الداخل أيضا ، ولاشك يقع علينا واجب مواجهتهم جميعا بذات البأس اليماني الشديد .
 
ومخطئ أكثر من يظن أن هناك معركة بين أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام ، لا في العلن ولا في الخفاء ، فأنصار الله يعلمون جيدا حجم المؤتمر الشعبي العام وشعبيته الجماهيرية العارمة ويعرفون كم ينتمي اليه من الأحرار والشرفاء من كل فئات وشرائح المجتمع ،
ويدرك المؤتمر الشعبي جيدا صدق ووفاء وقوة وقدرة أنصار الله ، ويقدرون جيدا انجازاتهم وتضحياتهم وعزمهم وثباتهم وصمودهم وتفانيهم في سبيل الله والوطن .
 
ومخطئ أيضا بكل المقاييس من يعتقد أن معركتنا الداخلية الراهنة والحاسمة ضد أي مكون من المكونات او شخصية من الشخصيات لأنها معركة مع الفساد والنفاق والارجاف والتثبيط ، معركة المستقبل المنشود مع الماضي ليس بشخوصه ونظامه بمافيهما من ايجابيات مهما كانت محدودة في نظر البعض بل بأخطائه وثقافته وانحرافاته وسلبياته وآثاره ونتائجه الكارثية على الحاضر المؤلم والموجع .
 
إنها معركة اليمن واليمنيين ضد أعدائهما بمختلف اجناسهم وأعراقهم وأهدافهم وأدواتهم ووسائل وأساليب إستهدافهم وعدوانهم .
 
إنها معركة الكرامة والسيادة والاستقلال لليمن كل اليمن وكل أبنائه بكل اطيافهم ، معركة الثأر لكل الضحايا والمجازر والجرائم التي لم تفرق بين هذا او ذاك.
 
إنها معركة التحرر من الوصاية والتبعية التي عانى منها كل أبناء الشعب في اقتصادهم وأمنهم واستقرارهم ونهضتهم وتحقيق آمالهم وتطلعاتهم، معركة التحرير للأراضي المحتلة والمغتصبة حتى آخر شبر منها .
 
إنها معركة الدولة والنظام والقانون ضد المستهترين والعابثين والمتلاعبين والمتهاونين وكل من يحاول تحجيم دورها وإفشال مؤسساتها واهدار مقدراتها ومواردها .
 
إنها معركة لا يختلف فيها اثنان في هذه البلاد إذا ما استطاع الجميع معرفة أهدافها وأطرافها وأسلحتها واستراتيجيتها معرفة حقيقية ، اذا ما تفهم الجميع أنها ضرورة من ضرورات البقاء ، وأن المتضررين من حسمها وانتصار الشعب فيها أقل بكثير وأهون بكثير من الصبر عليهم والتمترس خلفهم لحماية مصالحهم المبنية حكما وقطعا على الإضرار بالوطن وأبنائه .
 
انها معركة المستضعفين ضد الظالمين والمستكبرين ومعركة الجائعين ضد الفاسدين ومعركة الاغلبية المسحوقة فقرا والمحرومة من ابسط احتياجاتها ضد الاقلية المتخمة والمترفة والمستغلة منذ زمن طويل او قصير لخيرات البلاد .
 
انها معركة ضد كل فاسد وناهب ومستغل ومتلاعب ومتهاون ومحرض ومثبط وعميل ومرتزق وخائن ، ضد كل أولئك دون نظر او اعتبار لحزبه او نسبه أو مذهبه، أو شخصه او قبيلته او منطقته او مكانته .
 
إنها معركة حقيقية لا مجال فيها للتراجع او التأجيل ولابد فيها من إعمال الوعي وتصيحيح الثقافات المتراكمة من أزمنة بائدة سحيقة ، فالفاسدلا يمثلني بل يمثل بنا وينكل بحياتنا والخائن والعميل والمرتزق لا يشرف اهله ولاقبيلته ولا بلاده بل يحاول ان يتشرف بهم مستغلا حميتهم ومروءتهم ونخوتهم ، والمتلاعب والمتهاون والمتخاذل لا يحمل مبادئ ولا قيم ولا تاريخ ماينتمي اليه بل يشكل عبءا ثقيلا عليه سيرميه في مزبلة الذاكرة الوطنية اذا لم يبادر برميه وفساده وجشعه من على ظهره .
 
إنها معركتنا جميعا دون استثناء ومسؤوليتنا فيها لا تتجزأ ولا إعفاء منها ، ولندرك ذلك علينا تغليب الحقيقة على القناعة وتقديم المصلحة العامة على المصالح الخاصة المحصورة في قلة تحتمي بكثرة ألامنا وأوجاعنا

مقالات ذات صلة