العملية التعليمية في مرمى استهداف العدوان واستغلال الساسة

عمران نت/ 3 اكتوبر 2017م

صدى المسيرة

مَرَّ أربعة أيام على اتفاق الحكومة مع نقابة المهن التعليمية، الذي قضى بأن تُنشِئ الأولى “صندوق التربية والتعليم” والبحث عن مواردَ له؛ لتوفير ما يمكن من مرتبات المعلمين ، على أن يتم استئنافُ تسجيل الطلاب في المدارس ابتداء من السبت الماضي، ويبدأ العام الدراسي في 15 من الشهر الجاري، غير أن ذلك لم يحدث، وهُنا تتحمل النقابة المسؤولية عن ذلك؛ كونها سبق وأكدت لصحيفة المسيرة قبولَها بالاتفاق وأنها وجّهت برفع الإضراب، وهو ما يؤكد أن هناك أياديَ خفيةً تتوافق مصالحها مع أهداف العدوان والمرتزقة، تقفُ وراء تعطيل التعليم الذي يمثل إلى جانب أهميته الطبيعية، صورةً من صور الصمود بوجه العدوان، وتؤكد أن هناك من يستغل مطالب المعلمين المُحقّة والعادلة والضرورية ويستخدمُها غطاءً لتحقيق أهداف سياسية.

صحيفةُ المسيرة وضمن متابعتها لقضية التعليم كملف رئيسي، أرسلت مراسلَها في الفترة المسائية يوم الأحد وفي الفترة الصباحية أمس الاثنين، وزار أكثر من 10 مدارس حكومية؛ للتحقق من استئناف عملية التسجيل وعاد بنتائجَ سلبيةٍ ومعلومات تؤكد وجود توجهات مغرضة؛ لتعطيل التعليم تنفيذاً لأجندات سياسية.

وزار مراسلُ الصحيفة، صباح أمس، مدرسة الكويت الثانوية بالعاصمة صنعاء والتي بدا أنها لم تستأنف عمليةَ التسجيل وسط غياب مدير المدرسة ورفض الوكلاء والمدرسين الذين تواجدوا الإدلاء بأية تصريحات للصحيفة، وبعد إلحاح من المراسل أجاب أحدهم طالباً عدمَ الكشف عن هُويته، وقال إن عملية التسجيل متوقفة لحين انتهاء اجتماع النقابة مع رئاسة الحكومة، وإذا لم يصل لحل فَسيستمر الإضراب، مع العلم أن الاجتماعَ تم الجمعة الماضية وأكد رئيسُ نقابة المهن التعليمية محمد حنظل وأمينها العام عصام العابد في اتصال مع الصحيفة يوم السبت الماضي أن النقابةَ قَبِلَت الحل الذي توصلت إليه مع رئاسة الحكومة، وأن عملية التسجيل ستُستأنف ويتم تدشين العام الدراسي منتصف الشهر الجاري.

وغيرَ بعيد عن مدرسة الكويت الثانوية، انتقل مراسل الصحيفة إلى مدرسة المعتصم الأساسية والتقى بدايةً بحارس المدرسة ووجّه له سؤالاً عما إذا كانت عملية التسجيل قد عادت فأجاب بالنفي القطعي، أمَّا مدير المدرسة عبدالرقيب محمد محسن فأجاب بأن عمليةَ التسجيل متوقفة، وعندما قام مراسل الصحيفة بالتعريف بنفسه والجهة التي يعمَلُ بها،  تغيّرت إجاباتُ مدير المدرسة قائلاً إنهم لم يمنعوا أحداً من التسجيل، غير أنه ليس هناك إقبالٌ من قبل أولياء أمور الطلاب لتسجيل أبنائهم وبرَّرَ ذلك بأن لدى أولياء الأمور معلوماتٍ بأن التسجيلَ يبدأ السبت المقبل، بحسب تصريح رئاسة الحكومة، مع العلم الاتفاقَ المعلَن بين الحكومة والنقابة نص على عودة التسجيل يوم السبت الماضي وليس القادم. أضاف المدير أنهم لن يرفضوا تسجيلَ أي طالب يتقدم للتسجيل، لكن ذلك يتنافى مع المعلومات التي تؤكد أن التسجيلَ متوقف في المدرسة بقرار من إدارتها.

وانتقل مراسلُ الصحيفة إلى شارِع الثلاثين بمنطقة الصافية، فوجد أن مدرسة التضامن للبنين مغلقة، فيما كانت أبوابُ مدرسة “أُمّ سَلَمَة” في المنطقة ذاتها مفتوحة، والتقى مراسل الصحيفة بمديرتها فوزية الذبحاني، والتي تحدثت حول عملية التسجيل قائلة: “التسجيل مفتوح، ويتم تسجيل جميع الطالبات المستجدات، أما من هن من طالبات المدرسة وناجحات، فيتم تسجيلهن مباشرةً كونهن منتقلات للعام الجديد روتينياً”.

إجابة أخرى حصلت عليها صحيفةُ المسيرة من قبَل نبيلة العنسي مديرة مدرسة “باكثير” بالعاصمة صنعاء، والتي قالت “إلى الآن لم يتم تسجيل أيّ مستجدين؛ كوننا فتحنا التسجيل اليوم (الاثنين)، ولكن الأهالي بمجرد أن يرَوا بوابة المدرسة مفتوحة سيقبلون ليسجلوا أبناءَهم”.

وأشارت مديرة مدرسة باكثير إلى أن الدراسةَ سوف تبدأ في 15/10/2017 بحسب قرار رئيس مجلس الوزراء، ونحن ملتزمون ببدء الدراسة ابتداءً من هذا التأريخ..

  • شائعاتٌ تستهدفُ تشويه العملية التعليمية

تشهَدُ العمليةُ التعليمية، هذا العام، عدة مؤامرات يشترِكُ العدوان فيها بشكل رئيسي إلى جانب بعض الجهات التي تحاول تحقيق أهداف سياسية، من تلك المؤامرات شائعة تقول إنه   تم إضافة مبلغ كبير إلى رسوم التسجيل في المدارس، فالبعض يردد في وسائل التواصل ومواقع الأخبار أن الإضافة تصل إلى 2000 ريال والبعض يقول 5000 ريال ورغم نفي وزارة التربية فرض أية رسوم إضافية إلا أن الشائعات مستمرة.

وفي لقاء الصحيفة مع عبدالرقيب محمد محسن مدير مدرسة المعتصم بصنعاء أكّد الأخير أنه لا توجد أية رسوم إضافية، ولا توجيهات بذلك، وقال “هي نفس الرسوم السابقة، ولا يوجد لدينا أي بلاغ أَوْ تعميم من التربية عن أية رسوم زيادة أَوْ رسوم جديدة، ونستغرب مِن بعض المواقع والأشخاص الذين ينشرون أَوْ يصرحون بتصريحات عن رسوم زيادة للتسجيل، لا أدري من أين يأتون بهذه التصريحات؟!، ولكن بالنسبة لنا لا يوجد أي توجيه أَوْ تصريح رسمي بهذا الخبر”.

وفي السياق ذاته أوضحت فوزية الذبحاني مديرة مدرسة “أُم سَلَمة” لصحيفة المسيرة أن “رسوم التسجيل الاساسي 200 ريال مقسمة بين 150 رسوم تسجيل و50 ريالاً رسوم شهادة، ورسوم تسجيل الثانوي 260 ريالاً مقسمة بين 200 ريال رسوم تسجيل، و60 ريالاً رسوم شهادة”.

وأبدت مديرة المدرسة استغرابَها من الشائعات التي يتم تداُولُها حول إضافة رسوم، وقالت “إنني  تفاجأتُ من بعض الامهات اللاتي جئن إلينا ويشتكين من ارتفاع رسوم التسجيل”، وأنها اجابتهن بالنفي، وأضافت أن الرسوم هي مثل ما هي لم يتغير فيها أي شيء، وأن الأخبارَ هذه كلها   كاذبة وشائعات مغرضة لا تمت للواقع بأية صلة”، وأشارت إلى أن تلك الشائعات “يتم تداولها فقط في مواقع التواصل ولا نعرفُ لها مصدر وما يصلنا من توجيهات من التربية بعيد ومنافٍ لها” وأضافت أن “الطالبات من بنات الأسر النازحة أَوْ الفقيرة، يتم إعفاؤهن من الرسوم، وهناك الكثير من الحالات التي سجلناها مجاناً”.

ولخطورة تلك الشائعات حرصت صحيفة المسيرة على استقصاء الحقيقة من أكثر من مصدر، وهذه المرة جاء التوضيح من قبل مديرة مدرسة “باكثير” نبيلة العنسي التي أكدت أن رسومَ التسجيل لم تتغير ومحددة بـ200 ريال، وأن الوزارة أكدت على ذلك بشدة.

 

 

مقالات ذات صلة