كربلاء في عيونهم…

عمران نت/ 30 سبتمبر 2017م
إنهم يرون كربلاء بعيونهم فكلاً له رؤيا معينة فمنهم من يراها بما يتناسب مع المنطق ومنهم من يرها بشكل آخر فيحرفون المسار الحقيقي عن لب القضية …
 
وكلن يرى كربلاء بعينه !!
 
فعين ترى كربلاء من الغلو والمبالغة فتصبح مجرد مأساة لحظية وبعد زوالها يتناسى الأمر برمته ويعود لحياته الطبيعة..
 
.وعين يعيش أهلها كربلاء تراجيدا موجعة ويظلون يندبون ويحملون انفسهم لوم لا نهاية له و هم قابعون مكانهم منتظرين فرج من بعيد يأتي لحل معظلاتهم!! ..
 
 
وعين آخرى ترى كربلاء بمنظورها قضية أمة ومدرسة عظيمة يستلخص منها الدروس القيمة ..ترئ تلك العين في كربلاء رمزاً للحق الذي يثور ضد الطغيان ويستلهم من ذاك الرمز الخير والمجد والعزة والكرامة ويستخلص الجانب الإنساني التوعوي الذي بموجبه يتسنى للأجيال أخذ العبر والأقتداء بما يرفع من قدر الإنسان وينفض غبار الذلة والهوان…
 
 
وهناك عين عمياء لم ترى كربلاء ولم تعرفها …ويزعجها ان تذكر وهي تشطبها كلياً من التاريخ الإسلامي ولا تعترف بها؟!!
 
 
مأساة كربلاء كانت ولا زالت تحكي واقع مرير من إضطهاد وظلم عم الأمة الإسلامية …
كانت مسلك خير يود أصلاح مسار خاطئ ..كانت خطى ثابتة على نهج الرسول الأعظم..
المنطق من يثبت ذلك ويؤكد ان تلك الأمة خرجت عن الملة والدين وخالفت كلام سيد البشرية ..
 
البعض اليوم تجده يقطب حاجبيه إن ذكرت سيرة الحسين وكربلاء وكأنه جرم او عار يتوجب دفنه !!
فأذا كنت انت مسلم وتشهد ان لا إله إلا الله ..وتشهد ان محمد رسول الله فعليك ان تسلم بالحقائق التي تتعلق بدين الإسلام وتدرك عمق الأحداث التي ليس من المنطق تجاوزها والقفز من عليها وهي بمثابة مرحلة مفصلية هامة بني على أثرها حلقات تسلسلية لا يمكن ان نتجاوزها كانت تمس آل الرسول عليه سلام الله وعلى آله كان علي بن ابي طالب عليه السلام محمور هام فيها هو منهج قويم لا أعوجاج فيه ..
اليوم نرى تلك السيرة العطرة تزعجهم بل ويشمئزون لذكرها وكأنها سيرة تذكر ليهودي كافر او مجرم حرب لا لباب المدينة وسبطي رسول الله !!ورغم قسوة المظلومية التي تعرض لها آل البيت نجد البعض يعرض عن تلك الذكرى الإليمة قولاً انها مرحلة يجب التغاضي عنها بل وطمس معالمها لأنها تثير الفتنة في الإسلام!!
والبعض الأخر يسخر ويقول انتم تلطمون وتندبون وتتباكون بشكل يتنافى مع الأتزان والمنطق …
وخاصة في الشعب اليمني الذي هو معتدل في كل شيء ..
فلا تراه من الغلو في أمور دينه بحيث يختلق الشيء من العدم ليقنع من حوله بمعتقدات منافية للإسلام والمنطق ..
نحن كمجتمع يمني نسلم بحقائق ملموسة وبمنطق سليم نحن كزيود معتدلين نؤمن بمظلومية الحسين ولا يزعجنا ذكر الحسين ولانسب الصحابة ومن هم قد أخطائوا في حق آل البيت خطيئتهم جلية وهم وحدهم من سيعاقبون عليها وليس الأنسان منا معصوم من الغلط هم أسائوا للرسول ولأهله وهذا جرم شنيع بمقارعة آله الكرام وكل نفس ستذوق وبال عملها….
 
كربلاء …هي عين الحق هي ثورة أبدية…و اليوم نعيش كربلاء هذا العصر ..
 
 ✍عفاف محمد

مقالات ذات صلة