الحلقة المفقودة

عمران نت/ 11 سبتمبر 2017م

نشئنا في بيئة ومحيط هيئا لنا ثقافة معينة غرست فيها بذور فأنتجت ثمار على قدر الرعاية والأهتمام برعايتها حتى صارت متجذرة الأصول فتكون لدينا فكر محدود الى جانب التربية المتضاربة كانت ثقافة الإلكترونيات ولعل أولها التلفزيون لها الدور الأهم في بنائنا كان للمسلسلات انعكاسا على مجتمعنا فصرنا نبيح المحظور من خلالها ومررنا بمرحلة ما يسمى المعاصرة فعاصرنا تلك الأحداث واتخذناها مثاليات نتسابق في العمل بها وتقليدها وكان ذلك التقليد الأعمى يسمي تطورا فانعكس على كل معاملاتنا الحياتية…وأضف الى هذا النشئ كانت مرحلة التعليم تساهم في التكوين الشخصي لنا وبات التعليم قضية سطحية تنتهي بمجرد المزاولة …وكان للمناهج الدور الأقوى ومن اهم تلك الآثار التي ابقتنا في عجلة الحضارة المتأخرة المناهج الدينية والتي جعلت علاقتنا بالله مجرد واجب وقتي يزول بعدها فنرى الوازع الديني بناؤه مهتز فكانت واجباتنا نحو العبادات محصورة على أمور معينة نؤدي الفروض الواجبة ونصوم ونزكي ونحج وبعدها نعود لعالمنا المعتاد تنافس في ركب الحضارة العصرية دونما إدراك لحالة النقص التي بداخلنا ….
و جدنا انه رغم اكتمال معطيات الحياة من حولنا هناك شيء ناقص حلقة مفقودة يجب إيجادها …
هناك نقص ما يجب البحث عنه ربما يكون موجود في كتب التاريخ والحضارة ..فلا حياتنا الاجتماعية ولا الأقتصادية ولا السياسية مكتملة بل ان تيارات الثقافات االمتعددة والمتناقضة التي اعتنقناها تفتقر لشيء ما ؟!
ربما متعلق بالانتماء الى للدين وللوطن وللأسس السليمة والتي نرها في الواقع انشقت وأحدثت فجوة وهوة سحيقة …
مع تجدد الفكر في المراحل التي تطورت بها الاحداث مؤخراً بدائنا ندرك ان تلك الحلقة الضائعة بدائت بالإنبلاج فادركنا ان الحياة لم تكن تسير على النهج السليم الذي حتى آباؤنا وأجدادنا أوصلوا لنا صورة ناقصة رغم وجود الأساسيات إلا انها لم تقنع مابداخلنا من تصارع كيف ولما ولماذا ؟!
مثل هذه الامور لم نسمع عنها تبلورنا في فكر سطحي ذابت فيها كل نوازع العروبة الأصيلة وكل مقوماتها فصارت حتى النخوة والغيرة على ارضنا وبعضنا مختلة الاركان وصارت مجرد دوافع لحظية لاتتقدم سوى خطوات معدودات ومن ثم تتعثر ولا تعيد المحاولة…
لعل ابرز ما جهلناه أهمية تعظيم آل البيت وقدرهم الجيلل والذي اتخذه البعض بشكل يسيئ لهم من عنجهية تغطرس فولد الضغينة في نفوس الآخرين لانهم عاملوهم بنهج التعلي والتكبر فكان الحاصل ضغائن نمت في النفوس وخلفت نظرة سيئة والسبب جهل عم ونفسيات هشة فتعتمت الحقائق وغيبت عنا فصرنا نجهل أساسيات كان لها في التاريخ الإسلامي بصمات قوية فصرنا نسمع هنا وهناك رؤوس أقلام وقطرات أمطار تنزل علينا فتغسل التكدس الذي بداخلنا فلمسنا حاجتنا لثورة فكرية تحدد لنا المعالم الصحيحة ونجد بها تلك الحلقة المفقودة…
ذواتنا كانت متلهفة للتعمق في المزيد والغوص في أغواره
وكان ناتج حركة انصار الله والتي انتقدها الكثير وجعل منها محملة بالشوائب وزيف وظلل لدرجة ان قيل ان فكرهم ومنهجهم يستبيح العقول ويدخلها في حالة إلا وعي والانقياد!!
وكان الألتفات الى هذه الحركة من قبل السواد الأعظم والتأثر بها يثير دهشتنا ولم نكن لنصدق أنة ثمة شيء مغلوط يجذبهم ويجعل منهم ينغمسون في هذه الثقافة القرإنية وجدنا انعكاسات على ارض الواقع خلفتها تلك الثقافة ولعل أولها ممارسة الواجبات الدينة بشكل أعمق مما كان عليه شكل يجعل من النفس في حالة الاطمئنان وعدم التشتت حالة استقرار ورضاء عن النفس حالة تشبع لحظنا من سار في ركب المسيرة القرآنية وصل لتلك المراحل ولمسناها من خلال أسلوبهم ومنهجهم الجديد في التعايش …انبهرنا بتلك الانعكاسات والتي أعادت للقرآن رونقه وهيبة وعظمته والتي تجلت بها عدة معاني واتضحت مفاهيم قوية لم تكن لتتضح على سبيل التربية والتعليم الذي خضناه وجدت انفسنا التواقة انجذاب كبير بل و تفجرت بداخلنا ثورة فكرية عظيمة بارزة الملامح فعرفنا ان تلك الحلقة المفقودة في سلسلة الحياة قد وجدت
ونحتاج للغوص اكثر في طيات هذه المسيرة لما نجد فيها من المصداقية والشفافية فهي اكتمال لنقص طالما بحثت عنه ذواتنا العطشى فأغترفنا من هذا النهل العذب الزلال ولا زلنا نغترف
وللحديث بقية

✍ عفاف محمد

 

مقالات ذات صلة