صفقات أسلحة بلغارية-“سعودية” … تمنحها الرياض للجماعات الإرهابية في سوريا (ترجمة)

عمران نت/ 10 سبتمبر 2017م

ما يزيد على 4 آلاف صاروخ غراد ومليونان قذيفة.. شحنتها سلطات الرياض إلى الجماعات المسلحة في سوريا،،،

إعداد وترجمة ـ مرآة الجزيرة

في سياق سعي النظام السعودي لتعزيز نفوذه السياسي في المنطقة ومحاصرة خصومه الإقليميين، اندفعت ماكنته الاستخبارية بلا هوادة لإبرام صفقات الأسلحة المتطورة مع الدول الغربية، التي وضعت نفسها أمام امتحان دولي بسبب جرائم الحرب والانتهاكات الإنسانية التي ترتكبها الرياض على مرأى ومسمع من العالم ومنظماته الدولية الحقوقية والإنسانية، باستخدام أسلحة متطورة حصلت عليها عبر صفقات التسليح مع  العواصم الغربية.

إلى بلغاريا، وجه نظام الرياض أمواله للحصول على صفقات السلاح بمليارات الدولارات، من أجل إيصالها الى الجماعات المسلحة التي تدعمها الرياض، خاصة تلك التي انتشرت في سوريا، وقطعت السلطات السعودية أشواطاً فوق البحار لتصل إلى صوفيا وتضع حكومتها على محك المساءلة، على وقع إبرامها صفقات تسليح متنوعة عبر تجار وشركات السلاح البلغاريين،  بعد تكشّف خيوط التورّط السعودي في دعم الجماعات الإرهابية المنتشرة في بلدان عربية، أبرزها سوريا.

في عام 2016م،  سجلت صادرات الأسلحة البلغارية ارتفاعاً بنسبة 60 في المئة عن العام 2015، وبلغت قيمة صادرات الأسلحة الخفيفة والذخائر والصواريخ أكثر من مليار يورو، متجاوزة معدلها الوسطي البالغ 670 مليون يورو. المفارقة في ارتفاع قيمة الصادرات يتمثل في وجهة تلك الأسلحة، خلال العام المنصرم، إذ بيّنت تقارير إعلامية أن أكثر من نصف تلك الصادرات كان موجهاً إلى العراق (بلغت قيمة الصادرات 259 مليون يورو)، والعربية “السعودية” (بصادرات بلغت قيمتها 239 مليون يورو)، وهذه المبالغ صرفت خلال عام واحد فقط، وفق ما كشف التقرير السنوي للجنة الوزارية المكلّفة مراقبة الصادرات في بلغاريا.

دعم أميركي “سعودي” للجماعات الإرهابية عبر صفقات مشبوهة

وتعليقاً على حجم صادرات الأسلحة من صوفيا، رأى خبراء عسكريون أن واشنطن (التي احتلت المرتبة الثالثة في استيراد الأسلحة بقيمة 98 مليون يورو)، والرياض طلبتا أسلحة تُستخدم لإمداد مجموعات مقاتلة مدعومة من هذين البلدين وخصوصا في سورية واليمن.

الخبير الأمني في “مركز الدراسات حول الديموقراطية” في صوفيا “تيهومير بيزلوف” بيّن أن بلاده تُنتج “نماذج أسلحة روسية أسعارها ليست مرتفعة ومن السهل استخدامها”، على الرغم من أنها لا تعتبر من الأسلحة الحديثة، فيما اعترفت الولايات المتحدة بأن شركات أميركية اشترت من بلغاريا ذخائر مخصصة لـ”تدريب” فصائل ما يسمى  بـ “المعارضة السورية”.

وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، رفعت تحقيقات صحافية الغطاء عن تورط دول البلقان منذ عام 2012، ببيع أسلحة وذخائر بأكثر من 1.2 مليار يورو للسعودية والأردن والإمارات وتركيا، وصل معظمها إلى مناطق الصراع في الشرق الأوسط، وتبيّن التحقيقات أن الأسلحة المستوردة تم إيصالها إلى الجامعات الإرهابية في سوريا، وذلك عن طريق تسهيل واشنطن لمهام نقل الذخائر والتدريب على استخدامها.

واستحدثت الولايات المتحدة خطوطاً إضافية لغرض تسيير رحلات السلاح من دول البلقان، مروراً بدول خليجية على رأسها “العربية السعودية” ومن ثم الى إيصال السلاح الى الجماعات المسلحة في سوريا عبر الدول المجاورة، كـ”تركيا والأردن”.

تهريب الأسلحة من صوفيا إلى الرياض عبر “الرحلات الدبلوماسية”

أما عن كيفية وصول الأسلحة من التجار البلغار إلى “العربية السعودية”، فكانت تتم عن طريق شركة الطيران الآذربيجانية “طريق الحرير” التي نقلت مئات الشحنات من الأسلحة، على متن أكثر من 350 طائرة، عبر رحلات دبلوماسية تنطلق من اوروبا الشرقية باتجاه آسيا لتحط في مطارات وموانئ “العربية السعودية” وبالتحديد في مدينة جدة غربي البلاد، وفق ما كشفت وثائق رسمية مسربة.

وأوضحت التقارير الإعلامية، أن عامي 2016 و 2017،  سجلا 23 رحلة دبلوماسیة تحمل أسلحة من بلغاریا وصربیا وأذربیجان إلى جدة والریاض، وكان المرسل هو مصنع VMZ العسكري و شركة Transmobile في بلغاریا، وyugoimport  من صربیا، و CIHAZ من أذربیجان.

  

وثائق مسرّبة من “الهيئة العامة للطيران المدني” في “السعودية”، كشفت عن كم من الرحلات الدبلوماسية التي جرت على متن طائرات “بوينغ 747″،  تحت عنوان الموافقة على “طلب تصريح دبلوماسي”، لشحنات تم نقلها بين شهر فبراير من العام 2016م، ومارس من العام 2017م.

ومع تسجيل السلطات السعودية ارتفاعاً قياسياً بواردات الأسلحة التي فاقت نسبتها 212 في المئة، واحتلت مركز ثاني أكبر مستورد للأسلحة في العالم بعد الهند، أوضحت التقارير الإعلامية أن السلطات السعودية لا تشتري الأسلحة البلغارية المتنوعة لنفسها، لأن جيشها لا یستخدم سوى الأسلحة الغربیة حصراً، ما يؤكد وصول أسلحة صوفيا إلى أيدي  المسلحین الإرھابیین في سوریا والیمن التي تعترف “السعودیة” بهم رسمیاً.

ولم تكتفِ الرياض بإيصال الأسلحة الى دواعش سوريا واليمن بل وسعت دائرة تسليحها لجماعات في جنوب أفريقيا التي تعاني نزاعات وصراعات عرقية ودينية, تهدف سلطات الرياض من خلالها السيطرة على ثروات تلك البلدان وتمديد نفوذها فيها.

وبيّنت المعلومات أن الأسلحة يتم نقلها عبر ما يسمى الرحلات الدبلوماسية التي تعفى من التفتيش، وفواتير المرور فوق أجواء الدول، والضرائب، ما يعني أن طائرات “طريق الحرير” نقلت بحریة تامة مئات الأطنان من الأسلحة إلى مواقع مختلفة في جمیع أنحاء العالم من دون أي تنظیم شرعي”, كما يعمد طيران طريق الحرير الجوي التابع لجمهوية آذربيجان لجدولة ھبوط تقني للطائرات مع الإقامة لفترات متباینة تمتد من بضع ساعات إلى یوم في مطارات وسیطة دون أي أسباب منطقیة مثل الحاجة إلى إعادة تزوید الطائرات بالوقود في بعض الدول أثناء طريقها لوجهتها النهائية.

ما يفوق 4 آلاف صاروخ غراد و2 مليون قذيفة أوصلتها الرياض إلى الجماعات الإرهابية في سوريا

الصحف المحلية في بلغاريا، أكدت رصدها هبوط طائرات شحن “سعودية” وإماراتية في مطارات بلغارية أواخر عام 2014 وفي مطلع عام 2015، ولكنها لم تفهم سبب هذه “الزيارات المفاجئة”، التي كانت الأولى من نوعها منذ عام 1991، إلّا بعد صدور التقرير السنوي لصادرات الأسلحة والذخائر الخاصة بوزارة الدفاع البلغارية، الذي أظهر صفقات تسليح تزيد قيمتها على 85 مليون يورو بين صوفيا والرياض في 2014.

الإعلام البلغاري لم يتوانَ عن الكشف عما توصل إليه من وجود أسلحة من صنع بلاده في مخازن الجماعات الإرهابية في سوريا، وذلك ما توصلت إليه الصحافية “ديليانا غيتينسيافا” التي أجرت تحقيقاً  في جريدة “ترود” كشف عن وقائع حصول الإرهابيين على الأسلحة، عن طريق رحلات بحرية تنطلق من مرفأ بورغاس في بلغاريا ويحط في مرفأ جدة، وتنفذ هذه الرحلات البحرية وبشكل دوري سفينة “ماريان دانيكا” المحملة بالأسلحة البلغارية.

تقرير “ترود”، بين أن السفينة وصلت إلى ميناء جدة يوم 6أبريل 2017، وكانت قد غادرت بورغاس في 28 مارس 2017، وكانت محملة بأطنان من الأسلحة، لكن السفينة وصلت حاملة علم الدنمارك، وتم التأكد من رحلة السفينة عبر الأقمار الاصطناعية المنشورة بشكل دائم في موقع www.marinetraffic.com

وفي ديسمبر 2016، كانت “ديليانا غيتينسيافا” الصحفية في “ترود” تغطي الأحداث في سوريا، حين عثرت وفريق العمل معها على كميات  ضخمة من الأسلحة البلغارية في مدينة حلب، أسلحة تم إنتاجها في مصنع “ف إم ز – سوبوت” وموزعة على 9 مستودعات لتنظيم “جبهة النصرة” المرتبط بـ”القاعدة” وذلك بعد أن خرجت التنظيمات الإرهابية من المدينة، اذ تمكن الفريق البلغاري من التوغل في أماكن كانت تسيطر عليها تلك الجماعات الإرهابية، حيث بنت مستودعات تحوي مئات الصناديق من الذخائر والأسلحة البلغارية، بينها  4122 صاروخ “غراد” من عيار 122 ميليمترا ذات مدى يصل إلى عدة كيلومترات، والتي تعتبر الأكثر فتكاً بالنسبة للسكان المدنيين خلال سقوطها على المباني السكنية، وقذائف المدفعية عيار 73 ميلمتراً والقذائف المضادة للدبابات من العيار 40 ميلمتراً، وبلغ عدد القذائف أكثر من 2 مليون قذيفة، التي يتم إطلاقها من المنظومات المحمولة.

وقد وصلت هذه الشحنات عن طريق الرياض إلى الجماعات الإرهابية هناك، بطرق وأساليب ملتوية على الرغم من التحذير والحظر المفروض على تصدير السلاح إلى سوريا نظراً للحرب القائمة هناك.

VMZ  البلغارية تمد الرياض بالسلاح عبر واشنطن

وبيّنت الصحفية البلغارية أنها وبعد تتبعها للمصدر المُنتج للأسلحة اكتشفت أن شركة VMZ البلغارية، وقعّت عقوداً مع شركتين أمريكيتين، هما “Chemring” و”Orbital ATK”، اللتان تنفذان طلبات الحكومة الأمريكية في مجال نقل الأسلحة “غير التقليدية” (أي مصنوعة خارج الولايات المتحدة) لتلبية احتياجات الولايات المتحدة وحلفائها، وتعتبر الرياض من أبرز الحلفاء لواشنطن فيما يتعلق بصفقات السلاح، وهو ما برز في الزيارة الأخيرة للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الرياض، حيث تم توقيع صفقات سلاح بقيمة 110 مليار دولار.

تحقيق “ترود” دفع النيابة البلغارية آنذاك لفتح  تحقيق في القضية، غير أن الوثائق التي تم تسريبها عن الرحلات كشفت أن السلطات البلغارية كانت على علم بصفقات الأسلحة التي لم تتوقف عند حدود الوصول إلى سوريا، بل منها أنواع محرمة دولياً كـ “الفسفور الأبيض” الذي وصل إلى كيان الإحتلال “الإسرائيلي”، الذي يرتكب جرائم إنسانية بحق الشعب الفلسطيني.

مشغل الفيديو

 
 
00:00
 
02:11
 
 
 

يشار إلى أن  تقريراً للأمم المتحدة صدر أوائل عام 2015، تحدّث عن وصول نحو 830 رشاشاً خفيفاً و120 مدفعاً عديم الإرتداد من نوع “SPG-9” من بلغاريا إلى السعودية على متن إحدى طائرات أسطول الشحن الجوي “السعودي” أواخر عام 2014، كما بيّن راصدو الحركات الجوية، أن طائرات الشحن “السعودية” قامت بزيارة بلغاريا في 9 رحلات على الأقل منذ أكتوبر 2014 وحتى مايو 2015 بخط سير ثابت ينطلق من مطار جدة وصولاً إلى مطار صوفيا ثم مطار تبوك قرب الحدود السعودية الأردنية، بحسب تقارير إعلامية.

وبعد موعد هذه الصفقات، صرّح عادل الجبير وزير خارجية النظام السعودي في مقابلة مع “فرانس 24” في 5 أكتوبر 2016، عن تزويد “مقاتلي المعارضة في سوريا بنوعيات من الأسلحة لمحاولة تغيير موازين القوى على الأرض”، أمر فسّره مراقبون عسكريون أنه دلالة واضحة على مصير صفقات الأسلحة البلغارية مع الرياض.

وثائق

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مصادر

350 diplomatic flights carry weapons for terrorists

Journalist Interrogated, Fired For Linking CIA Weapons Shipments to Syrian Jihadists

انتعاش سوق الأسلحة الخفيفة البلغارية… بسبب النزاعات في الشرق الأوسط

مقالات ذات صلة