حاكم الرياض يُلمح إلى فصل “رئاسة الدولة” عن منصب “خادم الحرمين”… ومحللون: حطاب يدشن تنازل الملك عن منصبه لابنه ولي العهد

عمران نت/ 5 سبتمبر 2017م

أشار حاكم الرياض سلمان بن عبد العزيز في خطابه مساء الجمعة إلى ارتباط منصبي “خادم الحرمين الشريفين” و “رئيس الدولة” ما اعتبره محللون تدشين عملي يمهد لإعلان فصل المنصبين ما سيسمح للملك بالتنازل عن صلاحيات إدراة البلاد إلى ابنه المفضل ولي العهد محمد بن سلمان.

وتناقلت وكالات الأنباء تعليقاً مقتضباً أدلى به العاهل السعودي من مشعر منى، قال فيه: “إنه شرف للمملكة العربية السعودية أن يكون رئيسها هو خادم للحرمين الشريفين منذ عهد الملك عبدالعزيز”.

وفي إقحام غير مبرر وبشكل غامض مثير للتساؤلات أضاف سلمان بن عبدالعزيز: “ألقيت هالكلمة وأنا خادم الحرمين الشريفين.. وشرف لنا في الدولة من عهد الملك عبدالعزيز إلى اليوم أن رئيس الدولة خادم للحرمين الشريفين”.

وحتى ساعة إعداد هذا التقرير لم تصدر أية تعليقات أو تفسيرات رسمية حول فحوى ودلالات ما يعنيه العاهل السعودي بكلماته التي أشارت إلى منصبي “رئيس الدولة” و “خادم الحرمين الشريفين” على هامش الخطبة السنوية التقليدية في ختام مواسم الحج.

في حين أشار محللون معنيون بمتابعة الشأن السعودي أن استخدام حاكم الرياض لمسمى “رئيس الدولة” لا يمكن أن يكون عفوياً ودون أهداف مبيتة، فتركيبة هيكل نظام الحكم المحلي لا يتضمن هذا المنصب ولم يسبق أن استخدمه أي من حكام أسرة آل سعود.

فيما أشار آخرون أن خطاب الملك سيكون فاصلة في تاريخ الحكم السعودي الذي سيشهد عن قريب تغييرات كبيرة قد تهز تماسك أسرة بن سعود وربما تدفع بالتيار الوهابي ممثلاً في أسرة آل الشيخ إلى خوض صراع مقتدم بعد تنازل الملك عن منصبه إلى ابنه واكتفائه بلقب “خادم الحرمين” كمنصب تشريفي لا صلة له بإدارة شؤون البلاد.

وتعمل الرياض منذ تولي سلمان الحكم في 23 يناير 2015 على إجراء تغييرات طالت بنية الحكم والتخفف من أعباء التشدد الديني بهدف الظهور على العالم بوجه جديد أكثر تسامحاً وحداثة وانفتاحاً على ثقافة الحياة العصرية, فيما ذهب بعضهم إلى الجزم بأن الحاكم المستقبلي للرياض الشاب محمد بن سلمان سيبذل جهده للتخلص من ثنائية الدين والدولة في تركيبة جهاز الحكم سعياً للتخلص من صفة “الدولة الدينية”.

مقالات ذات صلة