بيونغ يانغ ترد على تهديدات ترامب وتدرس استهداف منشآت عسكرية أمريكية

عمران -نت 10 اغسطس|2017م  أعربت شبكة “سي أن أن” الأمريكية عن اعتقادها بأن تهديدات الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” ضد كوريا الشمالية تعتبر من أشد التهديدات التي يطلقها رئيس أمريكي ضد دولة أخرى خلال العقود الأخيرة.

وكان ترامب قد توعّد كوريا الشمالية “بالنار والغضب” على خلفية تطوير ترسانتها النووية وبرنامجها الصاروخي، وذلك بعد ساعات على نشر الصحافة الأمريكية تقارير عن نجاح بيونغ يانغ في امتلاك رؤوس نوويّة صغيرة.

وأضاف ترامب من نادي الغولف في بدمنستر بولاية نيو جيرسي حيث يقضي عطلته “سيكون من الأفضل لكوريا الشمالية ألا تطلق مزيداً من التهديدات ضد بلاده، قائلاً “أنهم سيواجهون بالنار والغضب بشكل لم يعرفه العالم سابقاً”.

وردت بيونغ يانغ على تهديدات ترامب قائلة إنها “تدرس بنوع من التأني” إمكانية ضرب جزيرة غوام الأمريكية في غرب المحيط الهادي بصواريخ بالستية متوسطة المدى”. وتؤوي جزيرة غوام قاعدة بحرية وقاعدة “أندرسون” الجوية التي تحتضن قاذفات استراتيجية (B-52).

وقال متحدث باسم الجيش الكوري الشمالي إن بلاده ستشن “عملية استباقية” في حال أظهرت واشنطن أي نوع من الاستفزاز.

وكانت بيونغ يانغ هددت واشنطن بأنها مستعدة لتلقينها “درساً قاسياً” بقوتها النووية الاستراتيجية إذا ما اتخذت إجراء عسكرياً ضدها، وذلك وسط دعوات واشنطن وحلفائها لزيادة الضغط على بيونغ يانغ.

وكشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية الثلاثاء معلومات عن التقدم الذي حققته كوريا الشمالية في برنامجها النووي. ونقلت الصحيفة عن تقرير سري أنجزته وكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية الشهر الماضي أن بيونغ يانغ نجحت في تكييف حجم رؤوسها النووية لتثبيتها على صواريخ عابرة للقارات، ما يمكنها من التهديد بشن هجوم نووي على أمريكا.

وقالت “واشنطن بوست” إن هناك مؤشرات تفيد بأن كوريا الشمالية صنعت قرابة 60 قنبلة برؤوس نووية تتناسب مع حجم صواريخها العابرة للقارات.

وحتى وقت قريب كان الخبراء يقولون إن كوريا الشمالية بحاجة من سنتين إلى ثلاث سنوات لتطوير صاروخ عابر للقارات قادر على حمل رأس نووي، لكن هذه الحسابات تغيرت فجأة بعد أن أجرت بيونغ يانغ، الشهر الماضي اختبارين ناجحين لصاروخين بالستيين عابرين للقارات قادرين على بلوغ الأراضي الأمريكية..

وهذا التقدم يسمح لبيونغ يانغ بأن تصبح قوة نووية فعلية قادرة على تحقيق الهدف المعلن لزعيمها كيم جونغ أونغ، وهو ضرب أهداف منتخبة في مناطق مختلفة من أمريكا.

وتطرح تهديدات بيونغ يانغ وتجاربها الصاروخية المتتالية خلال الأشهر الأخيرة مشكلة كبيرة للرئيس الأمريكي منذ وصوله إلى السلطة في 20 يناير/كانون الثاني 2017.

وفي واشنطن، ارتفعت عدة أصوات منددة بتصريحات ترامب، حيث انتقد عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الديموقراطي “إليوت إنغل” ما أسماه “الخط الأحمر السخيف” الذي رسمه ترامب إزاء تهديدات بيونغ يانغ. وقال “إن أمن أمريكا لا يقوم على قوة جيشها فحسب، بل كذلك على مصداقية القائد الأعلى لقواتنا المسلحة، في إشارة إلى ترامب، مندداً بأطباع الرئيس التي وصفها بـ”النزقة”.

كما شكك السيناتور الجمهوري “جون ماكين” في رد ترامب فقال إن “القادة العظماء” لا يهددون أعداءهم إلا إذا كانوا جاهزين للتحرك مضيفا “لست واثقاً بأن الرئيس ترامب جاهز للتحرك”.

وأضاف ماكين، إنه غير موافق مع ترامب، “لأنك إذا وعدت بفعل شيء فعليك أن تكون قادراً على الإيفاء بوعدك، لا أظن أن هذه مقاربة صحيحة لموضوع ولتحد من هذا القبيل”.

من جانبه رأى الأمين العام السابق للحلف الأطلسي “أندرس فوغ راسموسن” أن تصريحات ترامب تهدف إلى إخافة بكين وبيونغ يانغ، لكن الخطوط الحمر التي تبقى حبراً على ورق تولد سوابق خطيرة”.

وفي وقت سابق كشفت نتائج استطلاع أجرته شبكة “سي أن أن” أن 75 من الشعب الأمريكي لايثق بإدارة ترامب والمعلومات الصادرة عن البيت الأبيض، وأكد 30% من المستطلعين أنهم لا يثقون إطلاقاً بكل ما يصدر عن الرئيس، فيما يعتقد 55% من الأمريكيين أن رئيسهم انحدر بمنصب الرئاسة إلى مستوى متدني جداً.

الوقت

مقالات ذات صلة