حاول أن تكون مرتزقا للحظة!

عمران نت / 18 / 2 / 2020

// مقالات // عبدالملك سام
طبعا العنوان غريب وصادم، وأنا أعلم أنه لا يمكن لأحدكم أن يتخيل نفسه في هذا الموقع، فقط من باب الخيال العلمي لنحاول أن نعرف كيف تفكر هذه الكائنات! فبصراحة أنا عجزت عن فهم لماذا يمكن لإنسان كرمه الله بالعقل أن يفعل هذا بنفسه؟!

الفقر.. ما الجديد؟! الشعب اليمني غالبيته الساحقة فقير، ونحن قد أبتلينا لفترة طويلة من الزمن بحكام عملاء لم يتقوا الله فينا، فأنتشر الفقر والجهل والمرض، بالإضافة إلى آفة الفساد التي نخرت جسد الدولة لعقود.. كنا أغنياء كما قيل لنا، نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع، وفجأة وجدنا أنفسنا مع جيران جدد يكرهوننا دون سبب منطقي! ولعدة عقود رأيناهم مصرين على جعلنا عبيد فقراء فاسدين! ثم رحنا نفكر كيف نتخلص من الوضع الذي أجبرونا عليه.

لأننا بسطاء فكرنا أولا أن العيب فينا، لذا غيرنا نظام الحكم الذي كان يقاتل هؤلاء الجيران، ولدهشتنا وجدنا جيراننا يقاتلوننا معه! قلنا أن العيب في مصر التي كانت تعادي جيراننا فأخرجناها، وبدأنا نقيم دولتنا، لكننا تفاجئنا بأن هؤلاء الجيران تأمروا وقتلوا رئيس الدولة الذي مد يد الأخوة لهم! ثم أتوا بشخص يثقون به، ولكن لا شيء تغير، لم يرضيهم كل هذا! ففكرنا أن السبب في الجنوب الذي كان يمقتهم ويمقتونه، فتوحدنا لنريحهم، ولكن هذا لم يرضيهم أيضا! أخيرا قررنا أن نرتاح مما وصلنا له من وضع مزري، وقلنا لأنفسنا أنهم يريدون بلدا غنيا بقربهم حتى يرتاحوا من التهريب والعمالة التي طالما تباكوا منها، فقامت ثورة شعبية اطاحت بالنظام الفاسد، وأول رسالة للثورة كانت تطمين جيراننا بأننا لم ولن نستهدفهم، فقاموا بشن عدوان ظالم ووحشي علينا!!

طبعا.. تعاملهم الشرير معنا جعل كل يمني يرضع كره جارة السوء من ثدي أمه، وكلما كبر الصغير أدرك أن كل الشرور تأتيه من جيراننا في الشمال، رغم ما يحمله كل يمني من حب لمكة والمدينة، بل حب لكل ماهو عربي ومسلم، ولكن هذه المشاعر الطيبة لم تشفع له لدى حكام السعودية، فقالوا أن عزهم في ذلنا، وقلنا نحن أنها أطهر بلاد وأنجس عباد! وكان اليمني وهو على فراش الموت يحذر أبنائه من آل سعود، فماذا حصل في عقول المرتزقة ليعتقدوا أن هذا النظام الشيطاني يمكن أن يغير معاملته لهم؟!! هل هذا الخلل العقلي ناتج عن خلل جيني؟! أم أن الغباء أصبح كالوباء يجعل البعض بلا عقل ولا منطق؟!

المؤكد أن هذا النظام لن يرضى عن أي يمني حتى لو غير جلده، وسواء كنت ملكي او جمهوري، سني او شيعي او صوفي، حتى لو أصبحت صيني! فأنت يمني، فما فائدة هذه الحماقة؟! لو اعطاك المال فهو يخطط كيف سيرده مع الفوائد، ولو اعطاك الأقامة فهو يفكر متى سيسحبها منك، ولو أعطاك الأمان فهو يعد الأيام والليالي ليوم يفتك فيه بك وبأهلك!! حتى الاخوان الحمقى الذي نعموا برعايته لعقود من الزمن هاهو قد غدر بهم في كل بلد وصل أليه!! وقد شاهدنا كيف فعل بهم خلال فترة العدوان في كل المحافظات بينما هم يلعقون أحذيته ويقتلون أبناء جلدتهم ليرضى عنهم! أي حمق في رؤوس هؤلاء؟! بل أي عمى وصلوا أليه؟!

أنا بصدق فقدت الأمل في هؤلاء المنحطين، وأني لأخجل حتى أن أفكر أن هؤلاء يمكن أعتبارهم يمنيين! فلا نداء العقل والمنطق نفع معهم، ولا نداء الدم والحمية أفادهم، ولا نداء المصلحة الوطنية والضمير أثر فيهم!! كأنهم ممن حق عليهم القول فهم صم عمي بكم!! وأني أسأل الله أن يأخذهم لنستطيع أن نواجه آل سعود وجها لوجه ونحسم الأمر بيننا لنرتاح، فلولا هؤلاء المرتزقة السفلة لكنا أنتهينا من آل سعود منذ العام الأول، ولكنا أرحنا بلادنا وبلاد الحرمين والعرب والمسلمين والعالم من هذه الأسرة اللعينة.. وهذا ما سيحدث ولو بعد حين.

مقالات ذات صلة