ومن أيام العرب النواحس

عمران نت / 22 / 1 / 2020

// مقالات // الشيخ عبدالمنان السُنبلي.

كعادته دائماً مضى علينا مرار الكرام بدون أن نتوقف ولو للحظةٍ واحدةٍ للتأمل فيه أو التطرق إليه !
بصراحة أكاد أجزم أن أكثر من ٩٩ بالمائة منا اليوم لم يعد يعرف ماذا يعني لنا هذا اليوم ١٧ يناير (كانون الثاني)، فنحن ببساطة شديدة أصبحنا في زمنٍ لم نعد نعرف فيه عن تاريخنا وأيام سعدنا وبؤسنا كما نعرف عن الريال مثلاً أو برشلونة أو هوليوود وأخبار الممثلين والممثلات والمغنيين والمغنيات أو أو ..
أليس هو اليوم الذي أعطى فيه بوش الأب أوامره في عام ١٩٩١ لقوات أكثر من ثلاثين دولة للعدوان على العراق بتمالؤٍ واضحٍ طبعاً وتآمرٍ معلن من مستعربي العصر وصهاينة العرب بعد أن استقدموهم وجاءوا بهم من كل أنحاء العالم إلى المنطقة بدعوى (تحرير) الكويت ؟!
فمالذي حدث ؟
تحررت الكويت وحوصر العراق ولم يغادر هؤلاء الغزاة المتربصون والطامعون بأمتنا وأرضنا العربية ! فقد وجدوا لهم في الحقيقة موطئ قدمٍ لم يكونوا ليحلموا به في منطقتنا لولا وجود أنظمة ودويلات كرتونية في بلادنا لا تستطيع أن تعيش إلا في ظل حاضنةٍ أجنبيةٍ وطامعة .
لقد كان بمقدور العرب بمفردهم في الحقيقة أن يحرروا الكويت لو كانوا يمتلكون الإرادة والقرار، لكنهم ليسوا كذلك، فقد عودونا دائماً أن لا ينفذوا إلا ما يُملى عليهم من مراحيض ودورات مياة البيت الأبيض، أو هكذا فعلوا ! فلا يحاول أحدكم أن يوهمني أنه لولا ذلك التواجد الأجنبي لما استطاع أحدٌ تحرير الكويت .
أُحتِلَّ العراق بعد ذلك ودُمِّر ولم يغادر هؤلاء الغزاة المتربصون والطامعون بأمتنا وأرضنا أيضاً !
وستدمر بلدانٌ عربيةٌ أيضاً وبلدان ولن يغادر هؤلاء القوم كذلك، فما بعد السابع عشر من يناير ١٩٩١ ليس كما قبله على ما يبدو !
إنه في الحقيقة وكلما مر عليَّ هذا اليوم يذكرني دائماً بالسادس والعشرين من مارس ٢٠١٥ كما لو أنه قد جاء امتداداً له أو من رحمه، فالعدوان هو العدوان والمعتدون هم المعتدون والعاصفة هي العاصفة مع تعديل بسيط طبعاً في المكان والزمان وتبادل في بعض الأدوار والمهام !
وبالتالي فليس غريباً أن يأتي موقفنا اليوم من العدوان على اليمن امتداداً لموقفنا الثابت والمبدأي من العدوان على العراق وكذلك على سوريا أو ليبيا أو لبنان أو فلسطين أو أي قطرٍ عربيٍ آخر لم يأت الدور عليه بعد طالما والتحالف هو التحالف والعواصف هي العواصف والمؤامرة هي المؤامرة !
فهل عرفتم لماذا علينا أن نتذكر جيداً ونعرف ماذا يعني يوم السابع عشر من يناير ١٩٩١ في تاريخ أمتنا ؟

ملتقى الكتاب اليمنيين

مقالات ذات صلة