أمريكا وإيران وأمن البحر الأحمر

لم تجد الإدارة الأمريكية من رد على العمليات النوعية لأبطال الدفاع الجوي والتي نجحت في أقل من عشرة أيام في إسقاط خمس طائرات معادية تابعة لقوى العدوان السعودي السلولي ، أربع منها أمريكية الصنع ابتاعتها أمريكا للسعودية لاستخدامها في العدوان على بلادنا ، متباهية ومستقوية بها ، على اعتبار أنها بمواصفاتها الحديثة والمتطورة غير قابلة للاستهداف من قبل القدرات الدفاعية الجوية اليمنية ، سوى البحث عن ذريعة جديدة يتم من خلالها التغطية على الإخفاق والفشل الذي حصدته في الجانب العسكري ، في الحرب على اليمن بعد أن تمكنت العقول اليمنية في وحدة التصنيع الحربي التابعة للجيش واللجان الشعبية من تطوير وتحديث المنظومة الدفاعية الصاروخية إلى المستوى الذي يتيح لها إسقاط طائرات الأباتشي المدرعة وأحدث الطائرات الحربية والاستطلاعية. حيث ذهبت السلطات الأمريكية إلى ادعاء قيامها بضبط أسلحة إيرانية على متن سفينة في البحر الأحمر كانت في طريقها إلى اليمن ، هذا الادعاء الأمريكي الكاذب الذي سرعان ما التقطه وزير الشؤون الخارجية السعودي المسخ عادل الجبير خلال تواجده في العاصمة الإيطالية روما ، ليدلي بتصريحات لوسائل الإعلام الإيطالية ادعى خلالها بأن التدخلات الإيرانية حد زعمه هي من تحول دون حل الأزمة اليمنية ، متجاهلا التدخلات السعودية والإماراتية السافرة والتي وصلت إلى حد شن العدوان وفرض الحصار وتأليب العالم ضد اليمن واليمنيين بذرائع وأكاذيب وادعاءات كاذبة باطلة لا أساس لها من الصحة.

قلناها لهم مرارا وتكرارا ، إذا كانت لديكم مشاكل مع إيران ، فهي أمامكم اذهبوا لتصفية حساباتكم معها هناك على الأراضي والمياه الإيرانية ، اليمن ليست إيران ، والحديدة ليست طهران ، التدخلات الإيرانية وتهريب الأسلحة الإيرانية إلى اليمن عبر ميناء الحديدة أسطوانة مشروخة مللنا من الاستماع إليها ، فلم تعد تجدي نفعا إلا للأمريكي الذي يجعل منها شماعة لتبرير ابتزازه وشفطه وحلبه للبقرة السعودية الحلوب ، فكلما ذهبت السعودية نحو عمان والكويت باحثة عن مخرج لها من فخ اليمن ، وخصوصا بعد فشل الترسانة العسكرية الأمريكية في توفير الأمن لهم والحماية لمنشآتهم الحيوية والإستراتيجية ، تسارع الإدارة الأمريكية لافتعال زوبعة جديدة تدفع بالسعودية مكرهة للسير خلف التوجيهات والأوامر الأمريكية ، ودائما ما تكون الزوبعة مرتبطة بإيران والمياه الإقليمية اليمنية وبالتحديد السواحل الغربية التي تسعى أمريكا للهيمنة عليها لتأمين إسرائيل وخصوصا عقب تصدر أنصار الله للمشهد اليمني ، والذين يمثلون العمق الاستراتيجي لمحور المقاومة في شبه الجزيرة العربية.

بالمختصر المفيد، السعودية والإمارات ترغبان في الخروج من مستنقع اليمن قبل نهاية العام الحالي ، بعد أن تكبدتا خسائر كبيرة جدا في العدة والعتاد والسياسة والاقتصاد ، ولكن رغبتهما هذه تصطدم برغبة أمريكية في إطالة أمد الحرب والعدوان والحصار ، وخلق حالة من التوتر في البحر الأحمر تحت شماعة محاربة التدخلات الإيرانية المزعومة ، وكل ذلك ليستمر مسلسل الحلب والشفط الأمريكي ، وهو ما يجبر السعودي على الخنوع والانبطاح خشية الخطر الإيراني المعشعش في أذهانهم ، انطلاقا من الحقد الطائفي والمذهبي الذي غرس في داخلهم ونشأوا وتربوا عليه نتيجة الفكر الوهابي المتطرف الذي ترك العداء لليهود والنصارى ووجه بوصلته نحو العدو الوهمي (إيران) لمجرد تشيعهم في الإمام علي وأهل بيت النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، ليجد السعودي نفسه أمام خيارين لا ثالث لهما ، إما أن ينساقوا خلف المخطط الأمريكي ويواصلوا حماقتهم في اليمن ، أو أن يذهبوا نحو ضخ المزيد من الأموال الكفيلة بإشباع النهم الأمريكي مقابل الذهاب نحو المفاوضات التي تفضي إلى ايقاف الحرب ورفع الحصار على اليمن ، والخروج من المستنقع اليمني الذي كلفهم الكثير الكثير من الخسائر التي كانت كفيلة بالقضاء على الفقر في الوطن العربي وإحداث نقلة نوعية في شتى مجالات الحياة.

هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم.

مقالات ذات صلة