أرهقتنا الحرب!! وماقتلنا إلا الخذلان

عمران نت / 1 / 11 / 2019

// مقالات // دينا الرميمة
مابين مرارة الخذلان تمضي أيامنا ولحظاتها في دوامة حرب أرهقتنا بقسوتها وعبثيتها ،
ربما كانت ستبدو حربهم علينا عادية جداً إذا لم يتفننوا حد الإبداع والتميز في إيلامنا إذا لم يتركوا في أوساطنا بصماتهم البشعة التي قد تجعلنا نستسلم للحظات ضعف تمكنهم منا ومن الاستهانة بكرامتنا والاستيلاء على أرضنا .
وبرغم كل تلك البشاعة والحقد إلا أننا مازلنا نتمسك بهويتنا اليمنية وبحقنا بحياة صارت مليئة بمشاعر الفقد و الخذلان ،
وماأكثرها من أحداث في هذه الحرب كادت ان تفقدنا قوانا بعد أفقدتنا الكثير ممن نحبهم وشاركها بالخذلان والصمت قابلنا هذا العالم وكل ماشحن فيه من قوانين تتغنى بالانسانية.
منذ اللحظة الأولى التي أقلعت فيها طائرات العدوان صوب اليمن كانت وجهتها الأولى بإتجاه مطار صنعاء وعليه ظلت لخمس سنوات تمطر جحيم غضبهم بشكل يومي تقريباً ومن ثم فرضت عليه الحظر الجوي وحتى اليوم يتواصل تعنت دول العدوان في حظرها الجوي وإغلاق أبواب مطاراتنا أمام الآلأف من المرضى الذين لم يجدوا في مستشفيات بلدهم مايخفف عنهم تلك الألآم بسبب حصار مطبق مُنع من خلاله دخول الدواء والغذاء والمشتقات النفطية إلى الأرض اليمنية متسببة بكارثة إنسانية عالمية في كل القطاعات الحيوية وعلى رأسها القطاع الصحي ،الذي هو الآخر بات يشكو الألم نتيجة غارات خبيثة طالت معظم منشآته الطبية وأخرجتها عن نطاق الخدمة .
جاء في آخرتصريح لوزارة الصحة أن (ثلاثمائة وخمسون الف) حالة من المرضى والجرحى هم المحتاجون للسفر لتلقي العلاج في الخارج منهم مابين خمسة وثلاثون إلى أربعين حالة تتوفى يومياً.

وأمام حالات الوفاة المتزايدة يومياً،
تتوالى النداءات وتتعالى الصيحات بفتح أبواب مطار صنعاء علهم يتمكنون من السفر للخارج بحثاً عن حياة بلا ألم ولإيقاف جشع الموت الذي صار ملازماً لليمنيين دون أن يكترث أحد لتلك الصيحات والمناشدات.

وحده( غريفث) من له الحق أن تفتح له أجواء صنعاء ليدنسها بنفاقه وعمالته ،
ومع مجيئه المتكرر وإطلاعه على الوضع المأساوي الذي يعانيه اليمنيون يزداد قلقاً عليهم يجعله دائماينثر الوعود المزيفة للمرضى بفتح أبواب المطار أمامهم وكمن يرش الملح على الجرح ،فلا مطار فتح ولا وعد تحقق، وعلى شاكلته تأتي بقية المنظمات المتقنعة بقناع الإنسانية وعلى رأسها منظمة الأمم المتحدة التي لمرات متكررة تزرع الأمل في قلوبهم لتأتي تقتلهم بقرار الرفض من دول العدوان ليكون قدرهم هو الموت مرتين ومرتين ،
جميعهم بإوجاع هؤلاء المرضى يتلذذون وعلى أصوات بكائنا على رحليهم يرقصون فرحاً ،
وكلما أشتد الأنين كلما ازدادوا تعنتاً وصلفاً وإجراما.ً

وكلما كبرت المأساة في قلوبنا كلما شعروا بالنشوة والنصر على اولئك الذين الذين من فراش الموت يزدادون تمسكاً بوطن جريح تطحنه وتطحنهم رحى حرب ظالمة ،
يفضلون الموت على أن تمس كرامة وطنهم وكرامتهم بسؤ وربما كان خيار الموت هو أفضل لهم من حياة باتوا وبتنا جميعنا ندرك أن كل شيء قابل للبيع حتى الضمائر والإنسانية.
ولا ننسى اولئك العالقون في الخارج منذ بداية العدوان يتكبدون مر الشتات ومرارة الغربة عن وطنهم الجريح في وقت يفترض أن يكونوافي رحاب وطنهم مع أهلهم في مثل هكذا ظروف والذين ربما الكثير منهم قد فارق الحياة .

مأسي الحرب والحصار تقتل اليمنيين بصمت سواء بالداخل أو بالخارج ولا أحد يهتم لحالهم ومابين بعضهم البعض يتألمون لحال بعضهم ويواسي بعضهم بعضا،
ولعل ماأدركناه خلال خمس سنوات من الحرب أن عدونا الذي يُقاتلُنا جبان كلما رأى صمودنا كلما تيقن أنه فشل ويزيد تعنتا وإصراراً في صنع أي أنتصار لم يبلغه حتى لم يعد يردعه عن ذاك الغرور الا لغة المسير والبالستي التي آلمتهم وآلمت العالم من حولنا وحولهم حين طالت محطات النفط وأنابيبه .
ولرغبة اليمنيون للسلام توقفت عن مهامها التي هي جائزة شرعاً في الدفاع عن النفس ،
لكن ربما أنه حان الوقت لإعادة رحلاتها إلى أراضيهم .

#الحملةالدوليةلفكالحظرعنمطارصنعاء

مقالات ذات صلة