يا مولدَ النور أهلاً 

وتعودُ إلينا من جديد ذكرى ولادة خيرِ الخلق أجمعين، وسيّد المرسلين والرحمة المهداة من الرحمن الرحيم إلى العالمين؛ لتعيدَنا إلى النور الذي كلّما اشتدت علينا الظلماتُ أبصرنا به طريقَ الهداية.

ذكرى ولادة المختار عليه وعلى آله أفضلُ الصلاة والسلام، جاءت كعيد ثالث لنا كمسلمين، كيف لا وهي تذكّرنا بالرحمة التي تنزلت فيها للعالمين، وعم خيرها البشرَ والشجرَ والحجرَ، وفاقت آفاقها حدود السموات والأرض إلى ما شاء الله تعالى؟.

عندما جاء الحبيبُ المصطفى في الثاني عشر من شهر ربيعٍ الأول، أشرق نورُه وأضاءت السمواتُ والأرض، وابتهجت لقدومه الكائناتُ، فهو حبيبُ الرحمن وأفضل الخلق مكاناً وأرفعهم قدراً، فأصبح يومُ ولادته ذكرىً تستحق التأمل والوقوف عليها.

الميلادُ المحمّدي ارتبط ارتباطاً وثيقاً بالدين الإسلامي الذي بزغ فجره بميلاد سيّد الأنام، فكان محمدٌ -صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله- خيرَ من أسّس وأرسى دعائمَ هذا الدين واستطاع بخُلُقه وشجاعته وحكمته أن يصل بهذا الدين إلى كُـلِّ أقطار الأرض، ونشر كلمةَ التوحيد في كُـلّ البقاع.

في هذه الذكرى المباركة يجب علينا جميعاً كمسلمين أن نجعلَ منها محطةً لنتزودَ فيها من الهدي المحمّديِّ، ونستلهمَ ونأخُذَ من سيرته العطرة الدروس والعبر، فما أحوجَنا في ظلِّ الأزمات التي نمرُّ بها أن نرجعَ إلى هدي المصطفى لنبصرَ به الأمور، ونعرف به كيف نواجه العقبات ونتجاوزها، فصلاةُ الله وسلامه على حبيب القلوب وقرة العيون ما تعاقب الليل والنهار منذُ خلق اللهُ الأرضَ ومن عليها حتى قيامِ الساعة.

 

مقالات ذات صلة