ثأر العالم الوحشي

عمران نت / 11 / 10 / 2019

// مقالات // دينا الرميمة
من داخل أروقة المستشفيات وغرفها لا تسمع إلا الأنين ولاترى إلا أعين تذرف الدمع الغزير للالأف الذين لجاؤوا إليها علهم يجدون مايخفف عنهم عناء الألم من أمراض عصفت بأجسادهم والتي قد يكون معظمها بسبب هذه الحرب التي أجازت شرعيتها استخدام الأسلحة المحرمة دولياً في اليمن فخلفت عاهات وأمراض أصابت الصغير والكبير دون تفريق ولا رحمة .
و أمام غرف الأجهزة الطبية المختلفة يتجمع المئات منتظرين الدور لتلقي جرعة علاج إشعاعي أو جلسة غسيل كلوي بات قريباً إحتمال توقفها بسبب نفاذ المشتقات النفطية التي تتعمد دول العدوان إحتجاز السفن النفطية وتمنع وصولها الى اليمن وأمام هذه الكارثة الإنسانية في المستشفيات يقف الأطباء عاجزين عن تقديم يد المساعدة لمرضاهم حاملين هم نفاذ الوقود التي تشغل هذه الأجهزة وفي حال توقفت كيف سينقلون هذا الخبر لاؤلئك الذين يأتون إليهم مؤملين منهم التخفيف من أوجاعهم فمثل هذا الخبر قد يجعل الكثير يفارق الحياة .
الأمر الذي جعل وزارة الصحة وشركة النفط يصدرون بيانات تدق ناقوس الخطر وترسل نداء إستغاثة مفادها “المشتقات النفطية في المرافق الصحية على وشك النفاذ”
وتحذر من أن منع دول العدوان للمشتقات النفطية من دخول اليمن يعني حكماً بالأعدام لمئات الآلاف من المرضى إن لم يكن للملايين ،
وأمام هذه الكارثة وهذه النداءات يقف العالم صامتاً ولا يحرك ساكناً بل ربما أنه يتلذذ بمثل تلك المأساة التي ربما يراها بمثابة ثأر وتشفي من اليمنيين الذي جرعوا تحالفهم العدواني أنكى الهزائم طيلة خمس سنوات واستهدفوا محطات النفط الممولة لهذه الحرب التي لها باع هذا العالم إنسانيته وضميره وكل القوانين التي صاغها بأسم حقوق الإنسان،
وبرغم من مبادرات السلام التي أعلنت عنها القيادة السياسة وبدأت بها من طرف واحد مازالت دول العدوان لا تنظر إليها بجدية وتتعامل معها بغباء سياسي ومازالت تحتجز السفن النفطية والعالم يتابع بصمت ،
ولكن ربما لن يدوم صبر اليمنيون طويلاً وسيجعلهم يندمون في حال تماديهم أكثر واستهتارهم بكل الحلول التي تضمن الأمن للجميع ولا نريد بعدها أن نسمع الأنين والبكاء فقد بكى اليمنيون من ظلم العالم الكثير ومازال ولم يكترث أحد لدموعه ولا لأوجاعه ولم يمد أحد يده لإتتشاله من بين كل تلك المأسي والمعاناة.
وحتماً سيفرح اليمنيون ذات يوم بالنصر الأخير و سيكون ماحياً لكل تلك اللحظات المؤلمة التي ظل يتجرعها. وسيبكي العالم من خذلانه لهم وسيتمنى لو أنه أنصفهم ولو بكلمة حق تجعله يستحق منهم كلمة شكر وعرفان .

مقالات ذات صلة