دمعة يتيم

عمران نت / 23 / 9 / 2019

// مقالات //  إكرام المحاقري
لست أدري هل نسج قصة من الخيال تفي بالغرض وتخلق الرحمة في أوساط المجتمع اليمني، وتحيي الفطرة الإيمانية السليمة؟!! أم أن دمعة يتيم كفيلة باحياء كل تلك المشاعر الإنسانية تجاه من فقد والدية ومن جار عليه الفقر وصعوبة توفير المادة؟!! أختلفت الأوضاع لكن يبقى العنوان هو عنوان “يتيم”..

هناك أطفال يستقبلون العام الدراسي الجديد بكل سعادة وترف، وهناك منهم بحالة مادية متوسطة لكنهم وجدوا من والدهم الكريم حقيبة وزي مدرسي، وهناك أطفال استقبلوا العام الدراسي بدمعة سالت على خد طفولة حرمت من حنان من كان يكفل حاجتها.

جاء العام الجديد والأيتام يملؤون أرجاء الوطن، جلهم ابناء شهداء خطف العدوان منهم حنان الأب ودفئ حضن الأم وزرع في حياتهم الضياع والشتات.

وغيرهم أيتام كثر لكن من نوع آخر، لم يفقدوا والديهم لكن والديهم فقدوا مصدر عيش كريم يقتاتون منه حاجة يومهم مثلهم مثل غيرهم من البشر، وغيرهم طغت الأمراض المزمنة عليهم ليكون الفقر من نصيبهم و”يتم” الضياع من نصيب أطفالهم!!

فمن سينتشل الطفولة من بين آهات وانين؟!! ومن سيتكفل بمسح دمعة من خد يتم وزرع البسمة بدلا منها؟!!

لن يكون الدور إلا على المجتمع اليمني الذي حاز على وسام محمدي ساطع حين قال فيهم خاتم النبوة بانهم: “أرق قلوبا والين أفئدة”، فهذه القلوب الرحيمة يجب أن تنظر إلى قول النبي صلوات الله عليه وآله: “أنا وكافل اليتيم كهاتين” مشيرا إلى أصبعيه الوسطى والسبابة، وإنه لشرف عظيم أن ينال المرء هذا المقام بجوار المصطفى المختار.

أما أبناء الشهداء فلهم علينا حق أكثر من أنفسنا على أبنائنا، فمن خسروه كان قد بذل نفسه الزكية من آجل كرامتنا وسلامة وحرية الوطن الذي هو من سلامة وكرامة الإنسان، فقليل أن نكفلهم بانهم في مقام “الايتام” وعزيز أن نقدمهم على ابناءنا مقابلة الوفاء بالوفاء، يجب الا يحتاجوا الى زي وحقيبة مدرسية وهم ابناء رواد الوطن الأبطال..

وأما ابناء الفقراء والمحتاجين فلهم علينا مالنا على أنفسنا، ولهم في أموالنا حقوق شرعها الله سبحانه وتعالى حين قال: {والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم}، فمن يستطيع أن يعطيهم حقهم من ماله فليعطهم حقيبة وزي مدرسي بمناسبة العام الجديد، ولندفن الفرق بين طبقات فئات المجتمع تحت الرمال ولتذهب هذه العادة السيئة مع هبات الرياح من دون عودة.

فبسمة يتيم كفيلة بفتح أبواب رحمة الله تعالى: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّ‌ةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.. صدق الله العلي العظيم.

مقالات ذات صلة