“الشيبة” “حقل بترول أم خزينة أسرار”

عمران نت / 19 / 8 / 2019

// مقالات // عبد الفتّاح علي شمّار
يوم السبت 17 من أغسطس (آب) 2019م، والذي وافق السادس عشر من ذي الحجة 1440هـ، انطلقت من اليمن عشر طائرات مسيّرة ذات قوة تفجيرية جيّدة لتنفجر في مصفاة للنفط تتبع حقل الشيبة النفطي في جنوب شرق مملكة آل سعود (نجد والحجاز) في الربع الخالي على بعد 10 كيلومترات فقط من الحدود الجنوبية لإمارة (أبو ظبي)، وفي ذلك رسالة لقوى العدوان على اليمن أن إمارات محمّد بن زايد ليست بمنأى عن الضربات الحيدرية اليمنية الموجعة جدا، وأن اقتصاد دول العدوان في مقابل اقتصاد اليمن الذي عمل العدوان منذ بداياته الأولى على استهداف قوت اليمنيين عن طريق القصف والتدمير من جهة وفرض حصار خانق من جهة أخرى.

وكثيرة هي الرسائل ولعلّ من أغرب ما لفت انتباهي هو مدى الانبطاح الخليجي لآل سعود في دلالة واضحة على أن مشيخات وكنتينات الخليج ليست إلا كيانات متداعية ضعيفة ذليلة لا تقدر على الاستقلال عن هيمنة آل سعود وسيطرتهم على قرارات تلك الدويلات الهزيلة.

سيسأل البعض: أنت تكتب من باب المزايدة والكيد السياسي، ولكنني أستميحكم عذرا أن تسمحوا لي أن أكمل وأن تتابعوا إلى آخر المقال ثم ردّوا عليّ بما شئتم!

حقل (الشيبة) النفطي هو حقل متنازع عليه بين دويلة الإمارات السبع (على وزن الأقزام السبعة) وبين آل سعود حيث تنازع آل سعود والبريطانيون على الحقل قديما ثم اتفقوا بعد أن تدخلت أمريكا لتكون لأمريكا الحصة الكبرى من الكعكة ولآل سعود وغيرهم الفتات، ومع إعلان اتحاد (الأقزام السبعة) _ عفوا_ أقصد الإمارات السبع رفض ملك آل سعود “فيصل” الاعتراف بالإمارات كدويلة مشروطا بالتنازل عن حقل الشيبة لآل سعود وبذلك لا يمكن الانتقال من الإمارات إلى قطر والعكس إلا عن طريق مملكة آل سعود ولأن زايد بن سلطان آل نهيان يعلم ركاكة الكيان الذي عمل على تأسيسه فقد علم أنه لن يكون ندّا للحفاظ على أرض الإمارات فقام بالتنازل عن حقل الشيبة النفطي لآل سعود

_ واعجب للمنبطحين الذين يدّعون بأن حلف الشيطان للعدوان على اليمن جاء بغرض تحرير اليمن من أبنائها وقد كان الأولى بالمراهقين السياسيين من حكام الخليج تحرير اراضيهم التي اغتصبها آل سعود_ رغم أنوفهم وأنوف أجدادهم الجبناء،

وقد تطوّرت المسألة بعد هلاك زايد بن سلطان آل نهيان وتولّي ابنه الذي ليس إلا واجهة فقط لحكم أخيه محمّد بن زايد عندما طالب الإماراتيون السعوديين بإعادة حقهم المغتصب وأن يكون لهم حق الملكية لأكثر من 80% من حقل الشيبة بما يضمن لهم إدارته واستغلال عوائده النفطية لأن حقل الشيبة يتبع مشيخة (أبو ظبي) ولكن آل سعود رفضوا مما جعل الإماراتيين يعملون على إصدار خرائط جديدة للإمارات بحيث تتضمن حقل الشيبة وغيره وهذا التصرّف أثار آل سعود فقاموا بمنع الشاحنات الإماراتية من المرور عبر أراضي مملكتهم وفرض السفر بالجوازات على الإماراتيين عند دخولهم مملكة السعاودة بدلا عن البطائق الشخصية “نفس ما فعلته مملكة سعود مع قطر لاحقا” مما أضطر حكّام الإمارات المنبطحين إلى القبول بالأمر الواقع وترك السعاودة يعبثون بثروة نفطيّة هي في حقيقتها ملك للمواطن الإماراتي المغصوب على أمره،

وباستهداف الحقل أتمنى أن تلتفت شعوب الخليج إلى ما باعه حكامهم من أراضيهم وثرواتهم مقابل البقاء على رأس السلطة ولو عن طريق الخيانة لتلك الشعوب التي وثق البسطاء فيها بمن لا يستحقّون الثقة.

ربّما البعض قد يستغرب!
تعالوا معي سيداتي سادتي نستعرض معا كيف تعاملت مملكة آل سعود مع كل جيرانها؛ فتلك عمان طمع آل سعود في واحة البريمي التابعة لها واحتلوها زمنا طويلا، وذلك حقل الخفجي النفطي البحري التابع للكويت وحقل الوفرة سيطر عليه آل سعود وعندما طالب الكويتيون بحقهم في إدارة الحقلين قامت السعودية بإيقاف التصدير منهما مما تسبب في خسائر للكويت تتجاوز المليارات العشرة من الدولارات.

كل هذا وأكثر كشفت عنه الضربة المسدّدة بفضل الله وحوله وقوّته، فهل يا ترى يصحو الخليجيون من سباتهم ويعملون على استنقاذ أراضيهم وثرواتهم من يد السعودي الذي يقدّمها بدوره للأمريكي والإنجليزي واليهودي بدلا من أن يستغلها العرب في تطوير وتنمية بلدانهم بما يضمن لهم الحياة بعزة وكرامة حتى لا يظلّوا مطمعا لليهود والنّصارى كما هم الآن.

لا تصدّق ولا تكذّب! فقط ابحث عن هذه الأحداث وستجدها معلن عنها وليست سريّة أو مخفيّة عن الأنظار، وعجبا لمثقفينا وإعلاميينا العرب وخطباء وعلماء الامة! أين هم من كل ما جرى ويجري، ولماذا يتحدثون عن كل ما يفسد الود بيننا ويمتنعون عن لفت انتباهنا إلى أولئك اللصوص الذين وثقت بهم شعوبهم فالتهموها حتى مرحلة (مصمصة العظام).

لن نكون شعبا منبطحا جديدا ولكننا سنكون باكورة أحرار هذه الأمة وطليعتها لاسترداد كل حقوقنا ممن سرقوا حتى أحلامنا، وما هذه الحرب الشعواء الظالمة إلا خوفا من استعادة أراضينا ونفطنا

المنهوب من قبل آل سعود، وشتّان بين دولة قامت مع تدشين حياة الإنسان على كوكب الأرض وبين دويلات هزيلة عمر أكبر دويلة فيها أصغر من عمر محارب يمني يقاتل في الجبهات بعد أن تجاوز عمره الخمسين عاما ما عدا مملكة قرن الشيطان “سعود” التي بإذن الله تكون هذه الأعوام نهاية بطشها وضلالها وإضلالها وجرائم الإبادة التي كانت أهم عوامل قيامها واستمرارها إذ أنه لولا الخوف منهم ما حكموا ولا حتى لأيّام معدودات.

سنلتقي بإذن الله قريبا جدا لنحج إلى مكة المكرمة بعد تطهير كل نجد والحجاز من دنس وإجرام آل سعود، لنعظّم شعائر الله ونهدم كل أوكار الرذيلة التي تعمّد اليهود إغاظتنا بإقامتها عن طريق ذراعهم _ أو بالأحرى حذائهم_ في المنطقة “آل سعود الاسرة السلولية الوهابية يهودية الطابع والمنشأ”

دمتم في رعاية الله، حفظكم الله ورعاكم وأسعدكم وكل عام وأنتم بخير والفرح يطوف بكم ويسكن دياركم ومشاعركم.

#ملتقىالكتاباليمنيين

مقالات ذات صلة