مجزرة مستبا: أضحى دامي وجريمة إبادة فاقت كل التصورات

تبلدت مشاعر الزيف الأممية ومات الضمير العالمي، وكشفت تلك المنظمات التي تدعي صلتها بالإنسانية عن سوأتها القبيحة أمام ما يتعرض له الشعب اليمني من جرائم الإبادة الممنهجة التي يرتكبها تحالف العدوان الصهيو أمريكي السعودي الإماراتي بحق المدنيين والنساء والأطفال بصورة يومية في اليمن منذ خمسة أعوام، الأمر الذي جعل العدو يستمرئ ويتمادى في ارتكاب المزيد من الجرائم الوحشية، ولا حياة لمن تنادي.

الأيام الماضية، وفي الوقت الذي تتقرب فيه الأمة الإسلامية لله عز وجل بالأضاحي، كان العدوان الصهيو أمريكي السعودي يعد أدواته الإجرامية بعناية تامة ليتقرب إلى ترامب بدماء أطفال ونساء اليمن، وتحويل مشاعر العيد إلى أحزان ومواجع، على مرأى ومسمع العالم المنافق الذي لم يكن سوى مطية لشرعنة الإجرام طمعا في حليب البقرة الخليجية.

جريمة إبادة ممنهجة، وأضحى دامي عايشه أبناء محافظة حجة، وتلاشت فيه طقوس العيد وأهازيج الأطفال في منطقة صوامل بمديرية مستبا، وأكثر من 28 شهيد وجريح؛ حصيلة هذه المجزرة، جلهم من النساء والأطفال الأبرياء، يكشف عن مدى الدناءة والقبح حالة الهستيريا والحقد والوحشية التي وصل إليها هذا التحالف الأرعن، وانسلاخه عن كل القيم الإنسانية والدينية والأخلاقية.

كما تشير التقارير الصحية أنه لايزال هناك عدد من الجرحى في حالة حرجة، الأمر الذي قد يرفع سقف عدد الشهداء، كما لايزال هناك عدد من المفقودين بمجزرة مستبا، من بينهم أم حامل وطفلة.

المتأمل لصور الشهداء والجرحى الملتقطة من مسرح الجريمة، سيجد بأن القنبلة التي استخدمت في مجزرة مستبا هي ذاتها التي استخدمت في مجزرة طلاب ضحيان.

وسبق أن أعلنت النيابة العامة نتائج التحقيق في قضية واقعة استهداف حافلة طلاب ضحيان، حيث أوضح مصدر قضائي بمكتب النائب العام أن النيابة العامة أكملت التحقيق في القضية رقم (460) لسنة 2018م، واقعة استهداف حافلة للطلاب بسوق ضحيان وكانت النتائج أن أداة الجريمة هي قنبلة ذكية نوع (mk82) وتحمل رقم 94271assy147214.

وأفادت نتائج التحقيق أن الشركة المصنعة هي شركة جيزال ديناميكس الأمريكية من منظومة سلاح القوات الجوية للولايات المتحدة الأمريكية من سلسلة مارك 80 طراز (mk82 ) وتم إطلاق القنبلة من طائرة تابعة لتحالف دول العدوان على اليمن الذي تقوده السعودية.

وبيت نتائج التحقيق أن عدد الضحايا بلغ (112) شخصا ما بين شهيد وجريح منهم عدد 74 طفلا، منهم 42 شهيدا، بينهم 34 طفلا، بينما بلغ عدد الجرحى 70 جريحا منهم حوالي 40 طفلا، وأكدت النتائج أن الجاني هو تحالف العدوان على اليمن بقيادة السعودية والدول الداعمة والمساندة له ” أمريكا + بريطانيا + إسرائيل “.

وحول الإجراءات الأخيرة المتخذة في القضية، أكد المصدر أن النيابة بصدد تقديم ملف القضية للمحاكمة أمام المحكمة الجزائية محافظة صعدة وفقا للقانون.

في الجانب ما يثير السخرية والإزدراء للعالم المنافق، ذلك الصراخ المتزايد والعويل وحزم الادانات والاستنكارات الهائلة، وانعقاد القمم والمؤتمرات والمعارض، تجاه استهداف البالستيات اليمنية وسلاح الجو المسير أهدافا اقتصادية سعودية وإماراتية، والتي تأتي في إطار الرد المشروع تجاه ما يرتكبه العدو من جرائم.

ختاما فإن اليمنيين جميعهم، جيشا ولجانا شعبية وقبائل، يرون أن هذه الجريمة وما سبقها من جرائم لن تسقط بالتقادم، مؤكدين إستمرارهم في رفد الجبهات بالمال والرجال للرد على جرائم العدوان بحق الأطفال والنساء والتنكيل بجنود العدو ومرتزقته بكل الوسائل المشروعة، وفي التوقيت والمكان المناسبين، وعلى الباغي تدور الدوائر، “وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون”

 

مقالات ذات صلة