إحيَاء يَوم القُدس العَالمي يَقضة وجِهاد وتَحرر ..

عمران نت / 11 / 6 / 2019

// مقالات // مطهر يحيى شرف الدين

ليست قضية فلسطينية إنها قضية عربية إسلامية وليس للفلسطينيين وحدهم أن يتصرفوا في مصير الأراضي المقدسة أو أن يكون لهم الإستئثار بالقضية دون أن يتم الرجوع إلى علماء وشعوب الأمتين العربية والإسلامية

لذلك فإن على كل مسلم أن يعي ذلك وأن يجعل نفسه مسؤولاً عن القدس وأن يهيئ نفسه ويستعد لإحياء القضية وتحريكها في نفسه وعلى المنابر وفي الساحات والميادين وقراءتها من منضور ديني على جميع الفضائيات العربية ووسائل الإعلام وذلك لكي تلامس همّ المجتمعات العربية والإسلامية لتكون فعلاً القضية المركزية التي تعتبر مسؤولية إسلامية وتاريخية تتحملها كل الزعامات والقيادات العربية والإسلامية وكل إنسان مسلم يعي معنى إحياء القضية ومعنى دفنها أو تهميشها ،

ولذلك أعتقد أنه ينبغي إحياء القضية بصورة مستمرة ليس في يوم واحد فقط في العام بل مع كل مناسبة دينية تهم المسلمين وتعنيهم ومع كل الأعياد الوطنية والدينية للدول العربية والإسلامية ومع إحياء ذكرى ميلاد الشخصيات الإسلامية التي كان لها الدور الأبرز في الدفاع عن دين الله والانتصار لمظلومية المستضعفين والمقهورين في تاريخ العرب والمسلمين منذ فجر التاريخ الإسلامي ،

إحياء يوم القدس العالمي والتذكير به مع كل مناسبة دينية هو تأكيد وإجماع لتوجهات المسلمين ولم شملهم إزاء مواقف مصيرية و قضايا إسلامية ،

إحياء هذه القضية والتذكير بها مع كل عيد وطني لكل دولة عربية إسلامية خلعت وصاية الإجنبي المحتل عنها يدفعنا إلى إدراك أن الكيان المحتل الغاصب للأراضي المقدسة يُعتبر إمتداداً لإستعمار الغرب وأطماعه الإقتصادية للدول العربية وخيراتها ومقدراتها ، فكل مناسبة دينية ووطنية فيها عزة وكرامة الإسلام والمسلمين ، وإحياء ذكرى شخصيات إسلامية معناه إحياء لمواقفهم الموالية لله ورسوله ومعاداتهم لأعداء الله ورسوله المناهضة لقوى الإستكبار والإستبداد والإحتلال التي رفضت الذل والهوان والانبطاح لأعداء الإسلام ورفضاً لإنحرافهم وعبثهم وفسادهم في الأرض ووصايتهم على العرب والمسلمين وفي ذلك أيضاً حمداً وشكراً لله على نعمة الهداية وإرشادهم إلى الطريق المستقيم القائم على الطريقة التي لو اتخذناها منهجاً وسلوكاً فإننا سنكون أهلاً لنيل تأييد الله ونصره وسيفتح الله لنا أبواب الخير وتُهئ لنا أسباب السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة

تلك المناسبات الدينية والوطنية تذكرنا بضرورة الخروج على الظلم والنزعة الإستبدادية للكيانات الغاصبة وتدفعنا أكثر للإمتثال لأوامر الله ونواهيه والتمسك بكتاب الله طاعة لله ورسوله في إحياء الشعائر الدينية التي توحد صف المسلمين وترفض وجود الكفر والنفاق والغزاة المحتلين وتخلق الوعي العربي والإسلامي الذي يوجهنا إلى إتخاذ خصومنا المتربصين أعداء ، ولذلك فإن إحياء القضية الفلسطينية مع كل تلك المناسبات والأعياد سيجعل الكيان الغاصب في موقف ضعيف جداً ويبقيه مستعداً للخروج من الأراضي المقدسة كما أن ذلك يعني عدم القبول بالحضور الإسرائيلي في المنطقة ويعني القضاء على الغدة السرطانية العالقة في الجسد العربي التي إن لم يتم القضاء عليها فستنتشر لتنتهك وتنال من سيادة وكرامة الدول العربية وشعوبها

ومن دون إحياء القضية الفلسطينية وتحريكها فإن معنى ذلك بقاء المحتل الغاصب مكشراً أنيابه متربصاً متهيأً للإنقضاض فعلياً على البلاد العربية بعد أن انقض عليها سياسياً واستراتيجياً وسيكون موقفه قوياً في المنطقة معتمداً على انكسار الزعامات العربية وارتهانها وهوان الشعوب العربية وانجراراها إلى التطبيع الشعبي والرسمي والإعتراف بإسرائيل

ولذلك كان الإمام الخميني موفقاً في رؤيته الصحيحة الثاقبة حين اقترح في بيانٍ عام وجهه للمسلمين جميعاً دعاهم إلى أن يتحدو من أجل قطع يد الإسرائيلي الغاصب ومساعديه وأن يعلنوا ضمن مراسم هذا اليوم اتحاد المسلمين بجميع طوائفهم في الدفاع عن الحقوق القانونية للشعب الفلسطيني المسلم ،،

ولذلك ينبغي على كل مسلم أن يقف موقفاً مشرفاً في حياته لكي ينال رضى الله ورسوله ورضى ضميره بالتحرك في تظاهرة تمثّل موقفاً عظيماً ضد أعداء الإسلام بصوتٍ مناهض لدول الإستكبار أو بموقف يعلن من خلاله عداوته للكيان الإسرائيلي الغاصب أو برسالة يبعثها إلى الزعامات والشعوب العربية أن ثمة صراع تاريخي يجب أن يحسم وأن لا سبيل للقضاء على تلك الغدة السرطانية إلا بالحضور الرسمي والشعبي الفاعل لكل الشعوب الحرة في الساحات والميادين وتحديد موقف رافض للوجود الإسرائيلي على الجسد العربي ،
رحم الله الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي وسلام الله عليه وقد أكد على إحياء يوم القدس العالمي ضمن دروس من هدي القرآن الكريم واعتبر إحياء القضية عبادة وممارسة جهادية في سبيل الله .

ملتقى الكتاب اليمنيين

مقالات ذات صلة