هل ستنجح ثورة الشعب السوداني أم إنها ستفشل إثر التدخل الأمريكي!!

عمران نت / 9 / 6 / 2019

// مقالات // إكرام المحاقري

لن نبتعد عن السياسة لإنها أساس مقام الصراع القائم في المنطقة، وقد تواصل شتات الشعوب وتمزقها وتنصلها عن تحمل مسؤوليتها ، وما بين المشرق والمغرب يوجد دولة أم الأرهاب “أمريكا”؛ كما أنها الشيطان الأكبر ، تمتلك من الحنكة والدهاء والمكر ما تنهب به ثروات الأوطان وثورات الشعوب مستغلةً بذلك عمالة الحكومات وجهل الشعوب. فلقد نصبّت نفسها حكماً للعرب وهم لا يشعرون.

فدولة السودان التي لا تقل معاناة عن الدول الأخرى التي حكمها عملاء وتسلط عليها عباد المال ، فبدلا من أن تكون دولة ذات قرار أصبح قرارها في يد من يحتل الأوطان ويسفك الدماء ، كما انها أصبحت مجرد صفات بين قوسين (حكومة عميلة _ جيش مرتزق _ شعب يموت جوعا)

هذا هو حال السودان رغم ما يمتلكه من أرض خصبة وموقع إستراتيجي كفيل بأن يحفظ للشعب السوداني كرامته وحريته واستقلاله.

لكن أين ما وُجِدت “أمريكا” وجد الدمار والهلاك ووُلِد الفقر من رحم العمالة، لم يترك العملاء للشعب السوداني شيء كالقطمير الا ومسّوه بسوء وانتهكوه!!!

ليس هذا حال السودان فحسب بل انه حال غالبية الدول العربية ، وماحال الشعب السوداني اليوم الا حال الغاضب لكرامته والثائر لحقوقه والمتعطش لحريته ، فما بين ثورة اليمن ومصر يقع الخيار للشعب السوداني ، فثورته لا تقل شأنا عن ثورة أسموها ربيعاً عربياً ، لكنها كانت صيفاً لاهباً بحق الشعوب. فقد نهبت “أمريكا” ثوراتهم بسياستها المقيتة، كما هو حال ثورة اليمن في ال 11 من شهر فبراير 2011م، وكما هو حال الشعب المصري اليوم الذي خرج وقدم الدماء رافضا للظلم والإستبداد ومتنكرا للعمالة. ودفنهبت سياسة “أمريكا” ثورته مقدمة له حكماً عسكرياً تحت قيادة الرئيس “السيسي”.

وها هي السودان اليوم تخوض مخاض الحرية ، لكن بتدخل “أمريكا” لن تولد ثورة غير الظلم وولادة من الخاصرة ، قدمت أمريكا الحكم العسكري وتخلت عن عميلها “عمر البشير” مستغلة بذلك إمتصاص غضب الشعب السوداني.

فليجعل الشعب السوداني ثورة اليمن المجيدة في 21 سبتمبر 2014م ، نصب عينية وليترجم قاموس لغتها أهدافاً لثورته التي يجب ان يتمسك بها ويرفض الحكم العسكري؛ حكم الجنرالات العميلة.

هناك من أستغل ثورة السودان لصالحه واشاد بنجاح الثورة عندما سقط البشير، لكن يجب أن يدرك الشعب السوداني أن سقوط البشير هو خدعة صهيو-أمريكية من أجل تمدد المشروع الصهيوني في المنطقة . فليحذوا الشعب السوداني حذو الشعب اليمني حتى وان طال أمد ثورته فلا بد من تحقيق الأهداف الحرة ، لان الحرية ثمنها يتمحور في الصبر وتحمل مشاق الصرخة في وجه المستكبرين.

مقالات ذات صلة