شهيدات مجزرة مدرسة الراعي…

عمران نت / 12 / 4 / 2019

// مقالات // رقية الضمين
دعـونا نتأمـل في تلك الفراشـات الصغيـرات شهيـدات مجـزرة مدرسـة الراعي ما قبل الحـادثة وما بعـدهـا ،

نتـأمل في تلك العيون البراقة المعبـرة عـن الحلـم النابغ والمستقبـل الزاهـر ،
فسرعان ما تقـذف في قلوبنا الراحة والطمأنينة .

نـتأمل في تلك الوجـوه البشوشة الناظرة المجدة المجتهدة ،
التي تنتظر انقضـاء الأيـام والسنوات لتُحقق حلمهـا المنشـود وترى ثمرة مجهودهـا التي بذلته ،

في أولئـك الأمهـات اللواتي يبذلن قصارى جهودهن لتربية طفلاتهن وتعليمهـن ليفخـرن بهـن في أيامهـن المقبلـة ،

في أولئك الآبـاء الذين يسعون جاهديـن في تأميـن المستلزمـات التي يحتاجونها أطفالهم في أيـام الدراسة رغـم الحالة الصعبة والأزمة الخانقه التي يعيشونهـا لعلهـم في المستقبل ينسون هـذا العنـاء كلـه ،

في أولئـك الطفلات اللواتي يذهبـن في الصبـاح البـاكـر رغم الجهـد الذي بذلونه بالأمس لحـل واجباتهن ودروسهن المنزلية فيستيقظن يحملن معهن كتبهن ومستلزماتهن ومعهن طموحاتهن وأحلامهـن الوردية المزهـرة ،
فيخرجن بثبـات فيصافحن الطيـور ويتـأملن في أشعة الشمس الذهبيـة لتكـون هـذه آخـر نظـرة لهم للشمس في هـذا اليـوم المشؤوم ،

فمابيـن أحلامهن والعدوان الجائـر على بلادهـن
يتسائلن :-هـل سنواصـل ونحقق أحلامنـا المنشودة أم أن العـدوان سيقضي عليهـا ويحطمهـا ،

وماكـان من طيـران العـدوان إلا أن أتى حاملاً معه هزيمته وخسرانه وحقده ومكره ليقذف بغاراته المشؤومة على هؤلاء الأطفـال البريئيـن ويحطم أمالهـم في الحيـاة وأحلامهم الزاهـرة فيحـولهـم إلى أشـلاء مبعثـرة ومتقطعة ،

فتتحـول تلك العيـون البراقـة الصغيـرة ،
إلى عيون مغمضة تذرف الدمـع من شدة هول ما رأت ،
فتقذف في قلوبنا الحزن والأساء والكرب ،

فتتلطخ تلك الوجوة البشوشة المبتسمة ،
بالدمـاء وتنجـرح متأثـرة بغارات العدوان الغاصب ،

وتتحطم تلك الآمـال والأحلام والجهود الحثيثة لتندرج في لوحة جرائم العدوان ،

وأولئك الآمهات المثابرات الجاهدات في تعليم أطفالهن يتحولن الى ثكالى يذرفن الدموع دماء لفقدهن فلذات أكبادهـن فهنـا عنوان للمعاناة ،

وأولئك الآبـاء الذين يسعـون جاهدين في تأميـن المستلزمات لأطفالهـم أصبحـوا متبلدين مـتأمليـن في أشلاء أطفالهم المبعثرة المتفحمة ودمـاءهم الملطخة على دفاترهم وكتبهم ،

فأيهـا القاصفون المنافقون المجرمون ،
أتعلمون منهم أولئك الضحايـا ؟
أتعلمون من هي تلك الطفلة التي قام طيرانكم باستهدافهـا وقصفهـا ؟
هي تلك التي بالصباح وقفت ثابتةً أمـام العلم اليمني لتردد النشيد الوطني بكل ثبات وقوة وترفع صوتها قائلةً “لن ترى الدنيا على أرضي وصيـا”

هي تلك التي في الحصة وقفت تبجيلاً واحتراماً للمعلم لتقتبس منهُ ما يفيـدهـا لنصـرة قضية وطنها المظلوم ،

هي تلك التي خطت بقلمهـا حروف من نور لتعرج على سلم العلـم والثقافة لتصنع مستقبل زاهـر لوطنهـا المظلوم

صغيرتي الشهيـدة :-
سنواصل ونقـاوم ونكـافح بكل ثبات وقوة ونردد بملئ أفواهنـا قولاً وفعلاً”لن ترى الدنيا على ارضي وصيـا ”
#اتحاد_كاتبات_اليمن

مقالات ذات صلة