ثورة فكر تطيح بأكبر قوى الطغيان

عمران نت / 1 / 4 / 2019م

// مقالات // أمل المطهر

ضرب بعصى الثقة بالله بحر الظلمات والضياع فانفلق البحر وعبرنا معه باتجاه بر الأمان والنقاء الفكري والنفسي .
كان هو من أوقد في نفوسنا شرارة الثورة الفكرية لنعود الى النهج المحمدي الأصيل الذي كنا قد تهنا عنه وأصبحنا نتخبط كمن أصابه المس والجنون .
لم يخترع شيئا جديداً أو يقدم أمراً مريباً أو مرفوضا بل فتح عقولنا على عالم الهدي الواسع المتكفل ببناء النفوس والحياة على أرقى مستويات البناء
ذاك هو الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي الذي أصبح رمزا لكل الثوار ومنبرا لكل الأحرار.
وكثيرا ما تطرأ عليّ الكثير من التساؤلات حينما أتذكر تلك التضحيات الجساك وذلك البذل والعطاء الذي قدمهم الشهيد القائد.
كيف كان سيكون حالنا الآن لو كان هذا العدوان ونحن مازلنا على تلك الحال التي كنا عليها قبل بزوغ فجر المسيرة القرآنية وانتشار الفكر والثقافة القرانية ؟

هل كنا سنصمد أمام كل هذا التكالب والمكر والكيد؟

وبينما تنهال على مخيلتي الاسئلة تأتيني الردود سريعة من الواقع الذي أعيشه وأراه واضحاً أمام عيني .

فمسألة الصمود والثبات لا تعتمد على العامل الجسدي والقوة البدنية والعسكرية فقط .

تلك القوة تحتاج الى دعم نفسي وفكري صحيح وسليم لتنتج تلك المعادلة التي أعجزت العدو وقهرته وهذا هو ما اتى به الشهيد القائد.

ثورة فكرية أزاحت كل غبار الإنحراف الفكري والعقائدي لترسم معالم الطريق الصحيح التي طُمِسَت وشوِّهَت.

ثورة أعلام هدي أنارت نفوسنا وبنتها من جديد. أسست دعائمها لتكون بتلك القوة والوعي في كل تحركاتها أمام هذا العدوان.

ثورة ثقافية مفتاحها شعار حق وبراءة من أعداء الإنسانيةجمعاء، عنوانها ثقة مطلقة بالله ،هويتها إيمانية خالصة لا تشوبها شائبة،ثوارها هم العاشقون للشهادة الباذلون للأرواح فداءً للقضية ؛ الراقون في أفعالهم والحكماء في أعمالهم.

هذه هي الثورة التي بنت أبناء الشعب اليمني من الداخل بناءً فكرياً وثقافياً وسياسياً وإيمانياً؛ مما جعلهم يظهرون بذلك المستوى من الصمود والثبات والإستبسال في وجه كل تلك العواصف الرملية التي تناثرت غبارا أمامهم.
هذه هي الثورة الثقافية التي ارتقت بوعيهم بحيث أصبحوا يعرفون مسبقا بتحركات عدوهم ومخططاته بحيث إستطاعوا إفشال كل المؤامرات التي واجهتهم خلا ل الأربعة أعوام.

فكيف لو لم تكن هناك ثورة قرانية فكرية !!!! بالتاكيد كنا سننهار مع أول صوت أرجاف نسمعه ونسير خلف أول منافق يظهر .
كنا سنندب حظنا ونستجدي أميركا بأن تاتي لتنقذنا بكل غباء، كنا سنمد أيدينا ونحن نقف في طوابير منظماتهم ، كنا سنصبح فريسة سهلة للأرتزاق والعمالة ، كنا سنجد أرضنا تحتل وأعراضنا تنتهك ونحن لا ندري أين المفر ؟ ولنا فيمن رفضوا تلك الثقافة القرانية في أرض الجنوب العبرة والعظة .
فهذا ما كان سيحدث لنا .
لكن تلك الثورة الثقافية أتت لتنقذنا من كل ذلك الهوان .

وأصبحت المائة ملزمة التي وضعها لنا السيد حسين بدرالدين هي المخطط والخريطة لكل من أراد ان يكون بمستوى مواجهة التحديات مهما كان حجمها .
هذه هي ثورة الأعلام التي أطاحت بقوى الشر والطغيان وما زالت المسيرة تسير حتى يرث الله الأرض ومن عليها .

مقالات ذات صلة