القبيلة اليمنية: رصيد حافل في البذل والعطاء والتضحية

 

تصدرت القبيلة اليمنية الدور الوطني والثوري الكبير في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي المستمر على اليمن منذ أربعة  اعوام، وذلك بفضل ثورة 21 سبتمبر العظيمة وقيادتها الحكيمة التي استطاعت أن تحول مسار القبيلة اليمنية بنحو إيجابي ، لتصبح تقدم خيرة رجالها وتتبعهم بقوافل المال والغذاء والسلاح ليقاتلوا في جبهات الكرامة والشرف على امتداد ساحات القتال .

استطاعت القبيلة اليمنية اليمنيون أن تفشل مخططات العدوان ويهزموه في الأيام الأولى بامتصاصها لتلك الهجمة البربرية ليلة الـ26 من مارس 2015م , وانبرت القبيلة اليمنية مدافعة عن سيادة البلد وحريته واستقلاله مواصلة مشوار النضال الذي أطاح بالعملاء والخونة والمرتزقة، فبعد رصيد حافل بالبذل والعطاء في الثورة الشعبية التي أطاحت بمراكز النفوذ المدعومة من الخارج وكان لها الدور الأكبر في انتصار الثورة ودعمها ومساندتها والحد من وأدها أو الاستحواذ عليها وبعد انتصار الثورة وهزيمة المشروع الخارجي بهزيمة أذنابه في الداخل كانت القبائل اليمنية أمام اختبار جديد وتحد كبير أمام الوطن فاختارت الاختبار وأقبلت بثقلها مضحية ومقدمة النموذج الأنصع للوطنية.

ونكفت القبائل وأدانت المرتزقة وأخرجت بوثيقة الشرف القبلية من خان وطنه والتحق بمشروع الغزو والاحتلال والهيمنة مظهرة أن للقبيلة مبادئ وقيماً وأخلاقاً لا يمكن تجاوزها ومن صبأ والتحق بأعداء البلد واحتسابه من ضمن قبيلة عار على القبيلة وعلى وجهائها لقد كان لوثيقة الشرف القبلية صدى كبير في أوساط المجتمع اليمني فقد تضمنت معظم مبادئ القبيلة وقائمة العار التي تحدد العقاب لمن يخرج عن مبادئها,  قامت القبيلة بكامل مسؤوليتها وقدمت الشهداء والجرحى ودعمت الجبهات بالرجال والمال ومع كل تصعيد من قبل العدو تكون القبيلة اليمنية صاحبة السبق في مواجهة التصعيد ووأد المؤامرات والمحافظة على الأخوة والتحرك بروح العزيمة الواحدة.

أثبتت القبيلة اليمنية أنها صمام أمان اليمن وأثبتت فشل تقديرات العدو على أن القبائل يمكن شراؤها بالمال موجهة صفعة وخيبة أمل للعدو بأن مراهنته على شراء الولاء في القبل اليمنية التي لم يشب قبيلتها شيء من المدنية والحداثة أمر مستحيل وغير وارد ولم تخضع لا بالترغيب ولا بالتهريب وأن مسؤوليتها هي الحفاظ على الوطن ومعاداة كل أعدائه، مهما تكلمنا عن القبيلة اليمنية خصوصا في كل الأخطار والخطوب لن نفيها حقها لأن اليمنيين كلهم ينتمون إلى قبائل وكل يمني له قبيلة التي يفخر بها ويعتز بانتمائه إليها.

إن للقبائل اليمنية أعرافاً نشمية وقانوناً يحكم القبائل حتى من قبل الإسلام فكيف بها الآن وهي مؤمنة بالله متحملة للمسؤولية أمام الله وأمام الأجيال مبادرة ومسارعة إلى ميادين الوفاء والجهاد مستبسلة من أجل إعادة كرامة شعب واعادة حرية وطن, ولقد مرغ أبناء القبائل أنف العدوان عند كل سهل وواد وحولوا هيبة المعدتين إلى ضعف وسقوط واثبت اليمني أن المعتدي جبان مهزوم ولئيم يخاف من ظله فأوردوهم إلى أودية جهنم غير مأسوف عليهم.

القبيلة اليمنية وبكل اعتزاز وفخر هي من كسرت حاجز الخوف وأسقطت من قلوب العرب والمسلمين هيبة أمريكا وأذنابها وعرتهم وكشفت عن سوءتهم للعيان لتقول لكل القبائل العربية إذا رجعت القبائل إلى أسسها ومبادئها وقيمها وإسلامها وإيمانها وثقتها بربها ستغير وستسقط أنظمة وفراعنة في الجزيرة العربية تجبروا وطغوا وحولوا الأمة إلى خول وقدموها لأمريكا طيعة لا تقول ولا تتكلم ولا تتحرك إلا وفق ما يريد حكامها عبر أسيادها .

القبيلة اليمنية هي التي حافظت على تلاحم الجبهة الداخلية وعلى وأد كل فتنة عبر مرتزقة العدوان في مهدها وحولت كل بصيص أمل للعدوان إلى صفعة مفاجئة للعدو تقصم ظهره وتخيب أمله وتصيبه بالإحباط والاكتئاب والهستيريا والخروج من سنة الغفلة إلى واقع حقيقي ومعادلة يقينية أن شعبنا مكون من هذه القبائل لا يمكن أن يهزم لاعتماده على الله ولتفويته عبر قبائله لفرص كثيرة كان يمكن أن يستغلها العدوان لتحقق شيئاً .

أربعة أعوام من العدوان والحصار تمضي, ويبدأ عام خامس من الصمود والقبيلة اليمنية مستمرة في العطاء والبذل والتضحية ورفد جبهات العز وميادين الكرامة بالرجال والمال والسلاح  والثبات والإيمان بعدالة القضية والدفاع عن حريتنا وكرامتنا واستقلالنا “,  أربعة أعوام والعدوان الأمريكي السعودي يرتكب المذابح والمجازر ويتمادى في الإجرام بحق الشعب اليمني , الأمر الذي دفع القبائل اليمنية للتوحد وإسناد قوات الجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات لمواجهة هذا العدوان الهمجي ، والذي شكل مفاجئة وصدمة كبيرة للتحالف الإجرامي ومرتزقته, واستطاعت تغيير استراتيجية المواجهة والتصدي لها.

لقد أسهمت القبيلة اليمنية بدور فاعل ومشهود في التصدي للعدوان السعودي الأمريكي الغاشم بمواقف مشرفة تدون في سجلات التاريخ، فعندما شن العدوان الغاشم الحرب على اليمن قبل أكثر من عامين ونصف تحركت القبائل اليمنية لمواجهة العدوان بكل صمود واعتزاز ودعمت الجبهات بالمال والرجال وتشهد لها إسهاماتها الملموسة وسخاؤها المعهود، بقوافل العطاء من المال والرجال فقد ضحت معظم القبائل اليمنية برجالها في ميادين العزة والشرف وزاد التلاحم بين القبائل بفضل الله وبفضل ثقافة المسيرة القرآنية فأوقفت الثأات القبلية فيما بين ابنائها واتجهت صفا واحد للأخذ بالثأر من العدو السعودي الأمريكي كما وقفت إلى جانب قائد الثورة السيد / عبدالملك بدر الدين الحوثي للدفاع عن الأرض والعرض والتحرر من الوصاية الخارجية.

للقبيلة اليمنية دور وطني وثوري كبير في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي المستمر على اليمن منذ أربعة أعوام ، بعد أن كانت بعض القبائل تجنَد بالمال لتقاتل وفق مصالح سعودية , فثورة 21 سبتمبر العظيمة بقيادتها الحكيمة استطاعت أن تحول مسار القبيلة اليمنية بنحو إيجابي ، لتصبح تقدم خيرة رجالها وتتبعهم بقوافل المال والغذاء والسلاح ليقاتلوا في جبهات الكرامة والشرف على امتداد ساحات القتال .

ها هو العام الرابع من العدوان يمر ونستعد لدخول العام الخامس والقبيلة اليمنية مستمرة في الصمود والثبات والإيمان بعدالة القضية والدفاع عن حريتنا وكرامتنا واستقلالنا “, ودائما ما كان للقبيلة اليمنية دورها الفاعل الذي يجسد ويربط الماضي بالحاضر تأكيداً منها على عزة الإنسان اليمني وكبريائه وعدم خضوعه في مختلف الظروف والأحوال، ومارد فعل قبائل اليمن تجاه العدوان السعودي الأمريكي الغاشم إلا تجسيد لذلك وتأكيد له.

في الوقت الذي انكشفت فيه مواقف أوليائك الذين كانوا يتشدقون بأنهم دعاة الوطنية والمدنية والحرية ورفض الوصاية والذي سرعان ما ارتموا في أحضان المحتل والغازي لوطنهم والقاتل لأبناء جلدتهم، فقد تصدرت قبائل اليمن قائمة الوطنية في الدفاع عن اليمن ولا غرابة في ذلك سيما وأن التاريخ يشهد على دور القبائل اليمنية في التصدي ومواجهة الغزاة والمحتلين وتحرير الأرض وصون العرض، فمنذ الزمان القديم كان دور القبائل متميزاً، وعظيماً في مواجهة الأخطار التي تهدد وطنهم، فكانت ومازالت قبائل حُرة وشريفة تأبى الظين والخنوع والاستسلام.

وللعام الرابع من الصمود اليمني الأسطوري، ضد عدوان عالمي الأمريكي الصهيوخليجي، تجلى دور القبيلة اليمنية في ساحة مواجهة ذلك العدوان المتغطرس، حيث خرجت قبائل اليمن في حشود ثائرة غاضبة، وحمل أبنائها السلاح وانطلقوا نحو جبهات المعركة خفافاً وثقالاً جنباً الى جنب مع أخواهم في الجيش، فقدمت قوافل من الشهداء والجرحى من خيرة رجالها وذلك بما يمُلي عليها واجبها الديني والوطني، وتلبية نداء الشرف والرجولة، وقامت إعلان النكف القبلي، الذي سرعان ما تتداعى جميع القبائل اليمنية وتعلن استجابة ذلك النكف عبر لقاءات قبلية موسعة كانت من اهم نتائجها اصدار وثيقة الشرف القبلية.

لقد مرغ أبناء القبائل أنف قوى العدوان عند كل سهل وواد وارسلتهم إلى أودية جهنم واثبت القبيلة اليمنية أنها صمام أمان اليمن وافشلت تقديرات العدو على أن القبائل يمكن شراؤها بالمال موجهة صفعة وخيبة أمل للعدو بأن مراهنته على شراء الولاء في القبل اليمنية أمر مستحيل وغير وارد.

في كلمه سابقه لقائد الثورة  أمام حكماء وعقلاء اليمن خلال اللقاء الموسع لمشايخ وحكماء ووجهاء قبائل اليمن الذي عقد بالعاصمة صنعاء؛ أكّـدَ السيّدُ عبدُالملك بدر الدين الحوثي، أن العدوّ الإسرائيلي شريكٌ في العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي على اليمن وَعداؤُها على الشعب معلَنٌ على وسائل الإعلام الصهيونية, وفي سياق ذلك، فإن من ابرز الأشياء التي تطرق اليها قائد الثورة في كلمته خلال اللقاء بـ حكماء اليمني هو ضرورة تعزيز دور القبيلة في مواجهة العدوان والحفاظ على الجبهة الداخلية وتحصين القبيلة من اي اختراق خارجي لمصلحة العدو.

 

عام خامس من هذا العدوان الإجرامي المستمر على شعبنا ووطننا والتي شاركت فيها وتواطأت دول وإمبراطوريات ولم تنل من إرادة وعزيمة هذه القبيلة وهذا الشعب الكريم والعزيز والعظيم رغم التضحيات وقوافل الشهداء الذين يفتدون وطنهم بأرواحهم ودمائهم يصنعون تاريخاً جديداً لليمن يضاف إلى انتصارات أولي القوة والبأس الشديد ويصنعون حاضراً لوطن موحد ومستقبل كامل السيادة يؤسس لمستقبل تنعم فيه الأجيال القادمة بالعزة والكرامة والحرية والسلام.. أجيال فخورة بأنها تنتمي إلى مهد الحضارات وشعب الانتصارات العظيمة.

وأخيرا ما يزال في اليمن الصامد يوجد قبائل حُرة وشريفة تأبى الظين، ولا تثنيها المحن وجرائم الصواريخ المتساقطة على رؤوس المدنيين الآمنين، ولا تهزها وتثني من عزيمتها جحافل قوى الغزو ومعداتهم العسكرية المتطورة، بقدر ما يؤذيها تلك الجرائم النكراء بحق المرأة اليمنية الشريفة، والمتنافية مع الأخلاق والقيم النبيلة، والأعراف القبلية، والاديان السماوية.

 

مقالات ذات صلة