“مؤتمر وارسو”..أخرج التطبيع “الخليجي-الإسرائيلي” إلى العلن وكشف النوايا المضمرة لوأد القضية الفلسطينية

عمران نت / 17/ فبراير 2019م

// تقارير //

النظام السعودي ومعه كل من الإمارات وسلطنة عمان والبحرين، جنباً إلى جنب في صورة كاملة وموحدة مع كيان الإحتلال “الإسرائيلي”، إنها مشهدية قمة “وارسو”، قمة اختارتها واشنطن للتحشيد ضد إيران، بدعوة من وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، الذي جال في المنطقة قبل أيام، وقد أرادتها إدارة الرئيس دونالد ترامب، لطمأنة حلفائها في المنطقة، طمأنة ترجمت على شكل تشديد أواصر التطبيع “الخليجي-الإسرائيلي” السري وإخراجه إلى العلن. القمة التي شهدتها العاصمة البولندية يومي 13و 14 فبراير، تمخض عنها “حلف وارسو” الجديد، حلف لا يحمل سوى فصل من مسار التطبيع مع تل أبيب، إذ أنه رغم هروب وزراء خارجية دول خليجية من عدسات الكاميرات والإعلام والإجابة عن التواصل وتمتين العلاقات مع الكيان الصهيوني، إلا أن التسريبات التي تفاخر بها رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو ليفضح ما جرى بعيداً عن الإعلام، في خطوة لإبراز التقارب “الصهيوخليجي”، ضد القضية الفلسطينية ومحور المقاومة وإيران. في تصريح خاص لـ”مرآة الجزيرة”، يقول “محرر الشؤون الإسرائيلية” في قناة “المنار” اللبنانية، الإعلامي حسن حجازي، إن “مؤتمر وارسو كشف حقيقة معروفة عن التطبيع غير المعلن بين الاحتلال والدول الخليجية، وهذه المسألة أراد منها بنيامين نتانياهو وهو أكثر الساعين لإخراج هذه العلاقات إلى العلن لتتحول إلى مرحلة تأسيسية للتطبيع الكامل وبناء علاقات مع الدول الخليجية”، لافتاً إلى أن “المشهد في وارسو من دون شك كان يطغى عليه الطابع الإعلامي أكثر من أن يكون له مفاعيل على الأرض، وأظهر هذه الدول على منصة واحدة مع الخليج وأن هناك جملة من القواسم المشتركة بالحد الأدنى كان الاتفاق على أن توجيه العداء وتوجيه البوصلة ضد إيران”. يضيف حجازي أنه “كان هناك كلام في العلن أن الخليجيين متمسكين بالقضية الفلسطينية إلا أن التسريبات كشفت عن أن النوايا المضمرة هي التخلي عن القضية، والذهاب نحو أولويات مختلفة وعلى رأسها مواجهة إيران ومواجهة مشروع المقاومة في المنطقة”، منبها إلى أن “هناك عقبة حقيقة أمام هذه الدول التي تصر على الذهاب نحو العلاقات مع الاحتلال على المستوى غير العلني، وقد تبين في عملية إخراج المؤتمر وفي الموقف السعودي أن هناك حرج إلى حد ما من الرأي العام العربي، وربما الخطوات تذهب إلى بناء علاقات علنية”. الخبير بالشأن “الإسرائيلي” يشير إلى أنه “كان هناك طرح للعنوان الفلسطيني لأن هناك حرج على المستوى الشعبي من قبل الأنظمة باتجاه خطوات حادة، ربما يكون المؤتمر محطة لتوسيع العلاقات، وتعويد الرأي العام عل أن دول الخليج ستذهب نحو تطبيع العلاقات مع الاحتلال من دون الأخذ بعين الاعتبار المطالب الفلسطينية ومن دون الإرتفاع إلى أن حالة العداء قوية على مستوى الشارع”، معتبرا أنه ربما إذا استطاعت هذه الدول (الدول الخليجية) التأثير على الرأي العام وتمرير التطبيع بشكل هادئ وبطيء من دون صدمات وأن يكون هناك خطوات في الشارع، ربما تشهد خطوات مقبلة ستكون أكبر وأكثر عمقا وأكثر تأكيدا على استمرار هذه الدول بالذهاب للتطبيع مع الاحتلال. وفي حين يتلقف الاحتلال بذور التطبيع بما يخدم مصالح بقائه وقبوله بالمحيط، يؤك حجازي “ترحيب الشارع الإسرائيلي بأي عملية تطبيع مع العرب، إذ أنهم يرغبون برؤية هذه المسألة، لانهم يعتبرون أن على إسرائيل أن تخرج من مرحلة العزلة وحال الحرب مع العرب”، وهذه المسألة تفتح أمامهم الكثير من الآفاق وتريحهم من المواجهة والإستنزاف، مشيرا إلى أن “الإسرائيليين” ينظرون للدول العربية كأسواق تفتح أمامهم مجالات اقتصادية وسياحية وتقلل حدة العداء لوجودهم في المنطقة. كما يستدرك بالإشارة إلى أنه على الجميع أن يلتفت إلى أن نتنياهو يستعمل التطبيع كورقة أساسية في حملته الانتخابية ويريد تسخير أي إنجاز لحصده في الإنتخابات. إلى ذلك، كان وزير خارجية البحرين خالد آل خليفة الأكثر حماسة التقارب والتطبيع، إذ قال إننا تعودنا على أن تكون القضية الفلسطينية هي القضية الأولى لكن اكتشفنا أن المشكلة في مكان آخر، وفق ما سرب من كلامه وأن العداء هو في الأساس مع إيران، يلفت الإعلامي حجازي إلى أنه “سبق هذه المسألة تقارير إسرائيلية تحدثت عن علاقات موسعة بين المسؤولين البحرينيين والمسؤولين الإسرائيلين وكان هناك لقاءات بين وزير الخارجية البحرينية خالد آل خليفة وتسيبي ليفني”. لقد اتخذ النظام البحريني خطوات التقارب مع الكيان بينها الخروج من المقاطعة العربية، يقول حجازي، لافتا إلى أن “الإعلام العبري قال إن نتنياهو سعى لتوفير غطاء سياسي لنظام البحرين في واشنطن بعد قمع ثورة الرابع عشر من فبراير، والخطوات التي يفعلها النظام تؤكد الغطاء المتواصل للقمع، ويلفت إلى أن جميع التسريبات تتحدث عن أن أول دولة سيقيم الإحتلال معها علاقات دبلوما سية هي البحرين. مع انتهاء المؤتمر تبخرت الأهداف، بجعل إيران شماعة لتعليق الاتهامات والتحشيد ضدها، وعادت المشهدية لترسم خط التطبيع مع الإحتلال، تطبيع يخرج بروية من السر إلى العلن، لتحاول الأنظمة الخليجية تمرير سياق التطبيع بشكل متلون بهدف أن تتقبله الشعوب الرافضة لوأد القضية الفلسطينية.

مقالات ذات صلة