مقارنة .. من هو الإنسان ؟ قوى العدوان أم الجيش واللجان

عمران نت/ 5 / فبراير 2019م

// تقارير //

تحاول قوى العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الغاشم ومن لف لفهم الظهور بمظهر الحمل الوديع ، وبأنهم رعاة الإنسانية وحمائمم سلام ، ولتثبيت هذا الادعاء لأنفسهم يحرصون على الضخ الهائل لوسائل إعلامهم بتنميق مظهرهم وتجميل مواقفهم وتزيين أعمالهم مهام كانت متسخة وتسيل منها القذارة والقبح ، وبالتزامن مع الضخ الإعلامي يضخون أيضاً بمبالغ مالية كبيرة جداً لتغطية ذلك القبح وتلك الجرائم الوحشية التي جعلت من هذه القوى منظومة إجرام باسم أنظمة وحكومات ،، ولا يخفى على إنسان ما مارسته تلك القوى الإجرامية منذ بداية عدوانها على بلادنا اليمن من تضليل رهيب وعمل منظم للظهور بمظهر الإسلام ولبس عباءته التي تخفي من القبح والإجرام الكثير والكثير إلا أن ذلك لم يكن ليغطي جميع قبح وإجرام تلك القوى لا سيما مع وجود  إعلام نزيه وصادق يكشف خططهم ويفضح مؤامراتهم ، ونحن هنا حرصنا على أن نقدم مقارنة بسيطة في عدد من المجالات الإنسانية التي حاول العدو أن يضلل على شعبنا فيها سواء في المجال الاقتصادي أو المجالات الأخرى الإنسانية وسنطرقها بصورة حيادية وبعين من الموضوعية ممزوجة بالوقائع والادلة لتظهر أخلاق كلا الطرفين: الطرف المُعتدي (قوى العدوان ومرتزقتهم )، والطرف الُمعتدى عليه (شعبنا اليمني العظيم) في عدة جوانب وذلك على النحو التالي:

أولاً: أوجه المقارنة في المجال الاقتصادي:

وبالمقارنة بصورة حيادية وبعين من الموضوعية ممزوجة بالوقائع والادلة نستعرض أخلاق كلا الطرفين: الطرف المُعتدي، والطرف الُمعتدى علية في عدة جوانب وذلك على النحو التالي:

 

صرف مرتبات الموظفين:

في الوقت الذي كان فيه البنك المركزي اليمني بصنعاء يمارس أعماله بحيادية تامة، ويقوم بعملية إدارة النقد، وصرف مرتبات جميع موظفي الدولة في شمال البلاد وجنوبها وبلا استثناء، لاسيما وأن اللجنة الثورية العليا تمكنت آنذاك من صرف رواتب الموظفّين في مختلف المحافظات اليمنية، لمدة ما يقارب من عام وتسعة أشهر، وفي ضل استمرار انقطاع رواتب الموظفين في المحافظات الشمالية، وعلى الرغم من استجابة الأمم المتحدة لطلب البنك المركزي في عدن تحويل مبالغ المنظمات الحكومية إليه، لكي يتم صرف مرتبات الموظفين في المحافظات الشمالية، إلا أن البنك المركزي بعدن سرعان ما تراجع عن التزامه صرف رواتب الموظفين، مشترطاً لذلك تحويل جميع الإيرادات إليه، وهو تنصّل يترافق معه استهتار بمعانة الموظفين الذين يعانون من تدهور لأوضاعهم المعيشية نظراُ لانقطاع رواتبهم منذ عامين ونصف عام.

تدمير العملة الوطنية:

في ضل استمرار حكومة هادي بطباعة المليارات تلو المليارات من العملة الوطنية بصوره مستمرة دون أي احترازات اقتصادية، وبالتزامن مع سحب العملة الأجنبية من الأسواق، القيام بعمليات المضاربة بالعملات الاجنبية، قامت حكومة الإنقاذ الوطني باتخاذ قرار بمنع تداول العملة المطبوعة حديثاً، بهدف المحافظة على أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني، في مسعى للحفاظ على الاقتصاد من الانهيار، وهنا تتجلى بوضوح حجم المقارنة بين هذا وذاك، بين طرف يضع مصلحة الشعب اليمني نصب عينيه، ويسعى جاهداً للمحافظة على الاقتصاد الوطني من الانهيار، وطرف لا يبالي اطلاقاً بمعاناة الشعب، بل يستثمرها في صفقات فساد تحقق عوائد مالية مهولة لأغراضهم الشخصية، ويعمل جاهداً على تدمير الاقتصاد.

تحييد الاقتصاد

يقوم مرتزقة حكومة هادي بضرب بمعاناة المواطن، وما يتعرض له من تدهور معيشي عرض حائط الارتزاق وذلك من خلال القيام بإجراءات ممنهجة تهدف الى تدمير الاقتصاد اليمني عبر عمليات فساد مقننه، فلم يقتصر فسادهم على طباعة العملة الجديدة، بل وصل بهم الفساد الى قيامهم بالمضاربة بالعملات الاجنبية في عمليات فساد مقننة تذهب عوائدها إلى جيوبهم، وذلك في الوقت الذي يعاني فيه جميع المواطنين في الشمال والجنوب من تدهور اوضاعهم المعيشية، وانقطاع المرتبات، وارتفاع أسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية بصورة جنونية، أطلق قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي مبادرة لتحييد الاقتصاد، والتي تضمنت تحييد الإيرادات العامة للدولة، وتسليمها إلى جهة محايدة تعمل تحت إشراف الأمم المتحدة، وتتولّى صرف رواتب الموظفين، والحفاظ على سعر صرف العملة.

ثانياً: أوجه المقارنة في المجال الانساني:

التعامل مع الأسرى:

في انتهاك صارخ لكل الشرائع السماوية والاتفاقيات والمعاهدات الدولية، يمارس قوى العدوان ومرتزقتهم أبشع أساليب التعذيب بحق الأسرى من الجيش واللجان الشعبية، وفي الوقت الذي يتفنن فيه قوى العدوان ومرتزقتهم بتعذيب الاسرى والقيام بقتلهم بصورة وحسية، يقدم الجيش واللجان نموذجاً راقياً في التعامل مع الأسرى، فلم يكن إكرام الاسرى والاحسان لهم بغية تحقيق أهداف سياسية بل هي أخلاق قرآنية تربوا عليها.

وفي موقف يسجلها التاريخ تحكي جبهة موزع بمحافظة تعز بالتوثيق المرئي الذي لا يخالطه شك أو ريب، معاملة كلاً من المنافقين والجيش واللجان للأسرى، حيث اظهرت المشاهد ذلك الفرق الكبير بين “إذبحوه” وبين “أبشر بعزك أنت في وجيهنا الله المستعان أنت بين أخوتك” عندما شاهد الغالبية تلك المشاهد التي تجاوزت حدود الإنسانية لمنافقي العدوان عندما قاموا وبكل وحشية بإعدام أربعة أسرى للجيش واللجان الشعبية وصراخهم “أذبحوه، ذبح ذبح”، حيث تم التمثيل بهم بالسكاكين وإطلاق وابل من الرصاص عليهم وهم في حالة أسر وعُزّل من السلاح، وبمقابل ذلك التعامل الوحشي، أظهرت المشاهد معاملة الجيش واللجان مع أسير كان يردد “أنا في وجيهكم”، فردوا عليه بعبارات أخوية صادقة وسط ترحيب به وتطمين له “أبشر بعزك، أنت في وجيهنا، الله المستعان، أنت بين أخوتك”،

وفي مفاجئة للعدو قبل الصديق، قدم الوفد الوطني في مشاورات السويد نموذج للأخلاق والعفو والتسامح حينما أدرج من ضمن مطالبه لإتمام اتفاق تبادل الأسرى الافراج عن جميع الأسرى التابعين لحزب الإصلاح والجنوبين القابعين بالسجون الإماراتية الذين يتعرضون لأبشع أنوع التعذيب والاذلال والمهانة، ولا غرابة في ذلك لاسيما وأن المشروع الذي يحمله أنصار الله هو مشروع تحرري حاضن لكل الأطياف.

وفي ضوء الشمس الساطع الذي لا يمكن أن يحجبه غربال، تجلت أخلاق أنصار الله في التعامل مع الأسرى عندما غادر الأسير السعودي المريض موسى عواجي العاصمة صنعاء على متن طائرة للصليب الأحمر الدولي، في مبادرة عفو إنسانية أطلقها قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، وذلك بعد تدهور حالته الصحية، وعدم استجابة النظام السعودي لندائه بالإسراع لإطلاق صراحة في عملية تبادل للأسرى.

وفي مشهد مؤثر، وأثناء اجراءات نقلة من مطار صنعاء الى بلادة عبر طائرة للصليب الاحمر، عبر الأسير عواجي عن مشاعرة الحقيقية لإخوانه اليمنيين الذين أحسنوا معاملته، فما إن وصل عواجي إلى أعلى سلم الطائرة التي ستنقله الى بلدة حتى التفت ملوحاً بيده في وداع اخوانه اليمنيين الذين كانوا بالقرب من مدرج الطائرة.

ثالثاً: أوجه المقارنة في المجال السياسي:

الدعوة الى السلام:

إن المتأمل لتصريحات مرتزقة فنادق الرياض لن يجد فيها سوى تصريحات مفُعمة بالكراهية، والرغبة الجامحة لسفك الدماء وتنم عن حقد ازلي حتى لو استمر العدوان مائة عام وأكثر في الاقتتال حتى يُباد الشعب اليمني بأكمله كما صرح بذلك المرتزق والقيادي في حزب الاصلاح “عبدالله صعتر” حينما أفتى “بجواز قتل 24 مليون يمني مقابل أن يعيش مليون يمني، فكل ما يهمهم هو تنفيذ اجندة اسيادهم الامريكيين واذيالهم من السعوديين والاماراتيين مقابل حفنة من المال المُدنس.

وفي مقابل ذلك كان يحرص قادة أنصار الله في خطاباتهم الى الدعوة الى السلام، وأنهم مستعدون للجنوح للسلام العادل في أي وقت حتى اضطروا الى تقديم تنازلات كبيرة.

“هي رسالة سلم اذا أردتم، ورسالة حرب اذا أردتم ” تلك كانت مقولة الرئيس الشهيد صالح الصماد رحمة الله عند اطلاق الباليستي الى الرياض، وذلك بعد عدة خطابات ودعوة الطرف الأخر لفتح صفحة جديدة، والعفو عن الأعداء

العدو الحقيقي:

بالرغم من الكم الهائل من الجرائم والمجازر الوحشية والتدمير الممنهج للبُنية التحتية التي ارتكبها – وما يزال يرتكبها- النظام السعودي بحق اليمن وشعبة، وفي الوقت الذي يقوم به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتنفيذ مشروعة “حلب البقرة الحلوب” بوتيرة عالية، في سياق عمليات ابتزاز علنية للسعودية، وبدلاً من التشفي، جاء تصريح الرئيس مهدي المشاط بالإعلان عن الاستعداد للقتال مع المملكة السعودية ضد أمريكا، وهذه رسالة واضحة يبعثها الرئيس المشاط للنظام السعودي أن العدو الحقيقي للأمة هي أمريكا وإسرائيل لا سواهما.

مقالات ذات صلة