مراقبي الأمم المتحدة في الحديدة يثبتون تحيزهم لتحالف العدوان

عمران نت/ 20 / يناير 2019م

عدنان علامه

دفع تصرف مراقبي الامم المتحدة في الحديدة بادعائهم عدم معرفة مصادر النيران رئيس اللجنة الثورية العليا السيد محمد علي الحوثي إلى دق ناقوس الخطر فقال :-

” إعلان الأمم المتحدة بعدم معرفة مصدر النيران بالحديدة يثير القلق . واضاف بأن ذلك يدفع للشك بدقة تقارير فريقها المرفوعة لمجلس الأمن وخلص بأن يكون الإعلان للتستر على نيران دول العدوان ومرتزقته وهو الراجح ويثبت عدم حيادية هذا الإعلان .

لقد تدرج السيد محمد علي الحوثي في التلعيق على إعلان الأمم المتحدة بناء على تقارير مراقبي الهدنة في عدم القدرة على تحديد مصادر إطلاق النار في الحديدة من إثارة القلق مرورا بالشك ووصولاً إلى ترجيح عدم حيادية الأمم المتحدة ومراقبيها .

وإني أستنتج تواطؤ الأمم المتحدة مع تحالف العدوان لفرض أمر واقع خطير في الحديدة بعد تنفيذ أنصار الله ما كان متزجباً عليهم بإعادة إنتشارهم في الحديدة إلتزاماً بقرار مجلس الأمن بناءً على مشاورات السويد .

فالمراقب الأممي هو موظف تابع للأمم المتحدة ويلتزم بدقة بالأوامر المعطاة له ولا يحق له تجاوز صلاحياته. ومسرحية إطلاق النار على الوفد الأممي هو جزء أساسي من المؤامرة لتثبيت مرتزقة تحالف العدوان في مواقعهم في الحديدة وعدم انسحابهم منها وفقا لبنود قرار مجلس الأمن .

وأكد المتحدث باسم الجيش اليمني العميد يحيى سريع أن قوى العدوان هي من أطلقت النار على الوفد الأممي، مشيراً إلى أنها هذه ليست المرة الأولى التي يعتدي فيها الطرف الآخر على الوفد الأممي. وكان موكب رئيس لجنة إعادة انتشار القوات في مدينة الحديدة الجنرال باتريك كاميرت قد تعرض أمس إلى إطلاق نار أثناء عودته إلى مدينة الحديدة.

ولا بد من إثبات عدم صدقية الأمم المتحدة في إدعائهم عدم معرفة مصادر النيران على الحديدة لنتستنج دعمها وتحيزها لصالح تحالف العدوان . ولا بد لي قبل الإنتقال إلى تحليل مسار الرصاص والقذائف الذي يحدد الجهة المطلقة للنار إلى الإشارة إلى عدم إلتزام الأمم المتحدة بتقديم المساعدات الإنسانية وفقاً للجدول الزمني المنصوص عليه في قرار مجلس الأمن الأخير بخصوص اليمن ؛ الأمر الذي يعد إستمراراً للوضع السابق الذي يستغل الوضع الإنساني الكارثي للشعب اليمني كورقة ضغط دنيئة لتحصيل تنازلات سياسية .

وأما من الناحية العسكرية البحتة فمن البديهي أن كل المقذوفات تنطلق من المصدر إلى الهدف بغض النظر عن وسائط إطلاق تلك المقذوفات . وبما أن المراقبين غير مزودين بمعدات حديثة تحدد مصادر إطلاق النار إلا أن المعاينة الميدانية تحدد جهة إطلاق النار وحتى نوع القذائف من شظاياها وبقاياها .

وبالتالي فإن عدم المعاينة سيبقي الطرف الذي يخرق وقف إطلاق النار مغيبا ،ويدفعه لإرتكاب المزيد من الإعتداءات والخروقات كما حصل صباح هذا اليوم في الحديدة حيث واصلت قوى العدوان السعودي والمرتزقة خرق اتفاق السويد لوقف إطلاق النار في الحديدة ؛ حيث استشهد ثلاثة مدنيين هم امرأة وطفلان، وأصيب أربعة أطفال أيضاً بجروح جرّاء استهداف قوى العدوان منطقة الفازة في الحديدة .

إن الصمت الدولي على الخروقات يمثل تحيزا واضحاً ودعما غير محدود لقيادة تحالف العدوان ويؤكد بشكل يقيني أن أمريكا تستغل الشرعية الدولية لأعطاء تحالف العدوان تحت ستار الشرعية الدولية وبالمجان ما عجزوا عن تحقيقه من خلال عدوان كوني على الساحل الغربي والحديدة والدريهمي والفازة .

لقد أرتكب مخططو ومدراء الحرب الكونية على اليمن خطأً استراتيجياً حين حاولوا التآمر مجدداً على المقاومة اليمنية جيشاً ومقاومة وشعباً مستغلين إلتزام أنصار الله بإعادة الإنتشار في الحديدة ؛ لأن هذا التآمر حصل في ذروة التحضير لإسبوع الشهيد والذي بدأت فعالياته الإسبوع الماضي .

فعلى المجتمع الدولي التراجع الفوري عن المناورات والمؤامرات علماً بأن أنصار الله قد التزموا إلتزاما كاملاً ببنود قرار مجلس الأمن . فإذا لم تلزم الأمم المتحدة تحالف العدوان بوقف العدوان وتنفيذ إعادة الإنتشار فإن صبر محور المقاومة سينفذ حتى لا يقال بأن هذا المحور قد باع قضيته في متاهات السويد ومجلس الأمن .

وإن غدا لناظره قريب

مقالات ذات صلة